الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل

          ░112▒ (باب: الْكُنْيَةِ لِلصَّبِيِّ(1) قَبْلَ أَنْ يُولَدَ للرَّجل)
          قالَ العلَّامةُ السِّنْديُّ: وفي نسخة: <قبل أن يلد الرَّجل> والمعنى، أي: قبل أن يصير رجلًا فيولد له أو فيلد، والله أعلم. انتهى.
          وقالَ الحافظُ: ذكر فيه قصَّة أبي عمير وهو مطابق لأحد ركني التَّرجمة، والرُّكن الثَّاني مأخوذ مِنَ الإلحاق بل بطريق الأولى، وأشار بذلك إلى الرَّدِّ على مَنْ مَنَعَ تكنية مَنْ لم يولد له مستندًا إلى أنَّه خلاف الواقع، فقد أخرج ابن ماجَهْ وأحمد والطَّحاويُّ وصحَّحه الحاكم مِنْ حديث صُهيب: ((أنَّ عمر قال له: ما لك تُكنى أبا يحيى وليس لك ولد؟ قال: إنَّ النَّبيَّ صلعم كنَّاني)) وأخرج ابن أبي شيبة عن الزُّهْريِّ قال: ((كان رجال مِنَ الصَّحابةِ يكتنُون قبل أن يولد لهم)). انتهى.
          وتعقَّب العينيُّ قول الحافظ: إنَّ(2) الركن الثَّاني مأخوذ بالإلحاق، إذ قال: هذا كلام غير موجَّه، لأنَّ جواز التَّكنِّي للصَّبيِّ لا يستلزم جواز التَّكنِّي للرَّجل قبل أن يولد له، فكيف يصحُّ الإلحاق به فضلًا عن الأَولويَّة؟! والظَّاهر أنَّه / لم يظفر بحديث على شرطه مطابق للجزء الثَّاني، فلذلك لم يذكر له شيئًا. انتهى.
          وحكى القَسْطَلَّانيُّ تَعَقُّب العينيِّ وسكت عليه.
          قلت: والتَّعقُّب ليس بوجيهٍ عندي، وسبق إلى وجه المطابقة الَّذِي ذكره الحافظ ابن بطَّالٍ أيضًا، قالَ الكَرْمانيُّ: قالَ ابنُ بطَّالٍ: بناء الكنية إنَّما هي على معنى التَّكرمة والتَّفاؤل له أن يكون أبًا، وأن يكون له ابن، وإذا جاز للصَّبيِّ في صغره فالرَّجل قبل أن يولد له أولى بذلك. انتهى.
          قالَ القَسْطَلَّانيُّ: وحديث الباب فيه فوائدُ جمعها أبو العبَّاس بن القاصِّ مِنَ الشَّافعيَّة في جزء مفرد، وسبقه إلى ذلك أبو حاتَم الرَّازيُّ أحد أئمَّة الحديث، ثمَّ التِّرمذيُّ في «الشَّمائل»، ثمَّ الخطَّابيُّ. انتهى.
          قلت: ووجه(3) ما ذكره الحافظ في «الفتح» إذ قال: ذكر ابن القاصِّ في أول كتابه: أنَّ بعض النَّاس عاب على أهل الحديث أنَّهم يروون أشياء لا فائدة فيها، ومثَّل ذلك بحديث(4) أبي عمير هذا قال: وما درى أنَّ في هذا الحديث مِنْ وجوه الفقه وفنون الأدب والفائدة ستِّين وجهًا، ثمَّ ساقها مبسوطة.
          قالَ الحافظُ: فلخَّصْتُها مستوفيًا مقاصده، ثمَّ أتبعته بما تيسَّر مِنَ الزَّوائد عليه، ثمَّ ذكرها، فارجع إليه لو شئت.


[1] في (المطبوع): ((لصبي)).
[2] في (المطبوع): ((أن)).
[3] في (المطبوع): ((ووجهه)).
[4] في (المطبوع): ((لحديث)).