إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أريتك في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة حرير

          7011- وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثني“ (عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) بضم العين، الهباريُّ القرشيُّ الكوفيُّ، وكان اسمُه عبد الله قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّادُ بن أسامة (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : أُرِيتُكِ) بضم الهمزة (فِي المَنَامِ مَرَّتَيْنِ) زاد مسلم: «أو ثلاثًا» بالشَّكِّ، فقيل: من هشام، واقتصر البخاريُّ على المحقَّق(1) وهو المرَّتان (إِذَا رَجُلٌ) أي: جبريلُ في صورة رجلٍ (يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ) بفتح السين والراء المهملتين والقاف، قطعةٍ من (حَرِيرٍ) وذكرُ الحريرِ تأكيدٌ للسَّرَقة، وإلَّا فهي لا تكون إلَّا من حريرٍ(2). قال في «الصِّـَحاح»: السَّرَق شُقَف الحريرِ، الواحدة منها سَرَقة، وثبت: ”من“ في قولهِ: «من حرير» لأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ (فَيَقُولُ) الرَّجل المفسَّر بجبريل: (هَذِهِ امْرَأَتُكَ) زاد ابن حبَّان: «في الدُّنيا والآخرة» (فَأَكْشِفُهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ) لا غيركِ، فالمراد: أنَّه رآها في المنامِ كما رآها في اليقظةِ (فَأَقُولُ إِنْ يَكُنْ هَذَا) الَّذي رأيته (مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ) بضم أوله وكسر ثالثه، من الإمضاء. قال في «شرح المشكاة»: وهذا الشَّرط ممَّا يقولُه المتحقِّقُ لثبوتِ الأمرِ المستدلُّ(3) بصحَّته تقريرًا لوقوعِ الجزاءِ وتحقُّقه، ونحوهُ قولُ السُّلطان لمن هو تحتَ قهرهِ: إن كنت سلطانًا انتقمت منك، أي: السَّلطنةُ مُقْتضيةً للانتقامِ.
          وسبق الحديثُ في «النكاح»(4) [خ¦5078].


[1] في (ع): «التحقيق».
[2] في (د): «لا تكون إلا حريرًا».
[3] «المستدل»: ليست في (د).
[4] «وسبق الحديث في النكاح»: ليست في (د).