- فاتحة الكتاب
- سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
- كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
- كتاب الإيمان
- كتاب العلم
- كتاب الوضوء
- كتاب الغسل
- كتاب الحيض
- كتاب التيمم
- كتاب الصلاة
- كتاب مواقيت الصلاة
- كتاب الأذان
- كتاب الجمعة
- باب صلاة الخوف
- كتاب العيدين
- باب ما جاء في الوتر
- باب الاستسقاء
- كتاب الكسوف
- أبواب سجود القرآن
- أبواب تقصير الصلاة
- أبواب التهجد
- أبواب التطوع
- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
- أبواب العمل في الصلاة
- باب ما جاء في السهو
- باب الجنائز
- باب وجوب الزكاة
- باب فرض صدقة الفطر
- كتاب الحج
- باب العمرة
- باب المحصر
- باب جزاء الصيد
- باب حرم المدينة
- كتاب الصوم
- كتاب صلاة التراويح
- أبواب الاعتكاف
- كتاب البيوع
- كتاب السلم
- كتاب الشفعة
- كتاب الإجارة
- الحوالات
- باب الكفالة في القرض والديون
- كتاب الوكالة
- ما جاء في الحرث
- كتاب المساقاة
- كتاب الاستقراض
- في الخصومات
- كتاب في اللقطة
- كتاب في المظالم
- باب الشركة
- كتاب في الرهن
- في العتق وفضله
- في المكاتب
- كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
- كتاب الشهادات
- كتاب الصلح
- كتاب الشروط
- كتاب الوصايا
- كتاب الجهاد والسير
- باب فرض الخمس
- باب الجزية والموادعة
- كتاب بدء الخلق
- كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
- حديث ابن عباس: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل}
- حديث: يا رسول الله من أكرم الناس؟قال: أتقاهم
- حديث: فممن كان إلا من مضر؟!من بني النضر
- حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت
- حديث: تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام
- حديث: الناس تبع لقريش في هذا الشأن
- باب
- باب مناقب قريش
- باب: نزل القرآن بلسان قريش
- باب نسبة اليمن إلى إسماعيل
- باب
- باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع
- باب: ابن أخت القوم ومولى القوم منهم
- باب: قصة زمزم
- باب ذكر قحطان
- باب ما ينهى من دعوى الجاهلية
- باب قصة خزاعة
- باب قصة زمزم وجهل العرب
- باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية
- باب قصة الحبش
- باب من أحب أن لا يسب نسبه
- باب ما جاء في أسماء رسول الله
- باب خاتم النبيين
- باب وفاة النبي
- باب كنية النبي
- باب
- باب خاتم النبوة
- باب صفة النبي
- باب: كان النبي تنام عينه ولا ينام قلبه
-
باب علامات النبوة في الإسلام
- حديث: يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا؟
- حديث: أتي النبي بإناء وهو بالزوراء
- حديث: رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر
- حديث: خرج النبي في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه
- حديث: حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار
- حديث: عطش الناس يوم الحديبية والنبي بين يديه
- حديث: كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها
- حديث: هلمي يا أم سليم ما عندك
- حديث: حي على الطهور المبارك والبركة من الله
- حديث جابر: أن أباه توفي وعليه دين فأتيت النبي
- حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: من كان عنده طعام اثنين
- حديث: أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله
- حديث ابن عمر: كان النبي يخطب إلى جذع فلما اتخذ
- حديث: أن النبي كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة
- حديث: كان المسجد مسقوفًا على جذوع من نخل
- حديث: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة
- حديث أبي هريرة: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر
- حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم
- حديث: بين يدي الساعة تقاتلون قومًا نعالهم الشعر
- حديث: بين يدي الساعة تقاتلون قومًا ينتعلون الشعر
- حديث: تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر: يا مسلم
- حديث: يأتي على الناس زمان يغزون، فيقال: فيكم
- حديث: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة
- حديث: إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى
- حديث: هل ترون ما أرى؟إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم
- حديث زينب: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب
- حديث: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم
- حديث أبي هريرة: ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم
- حديث: ستكون أثرة وأمور تنكرونها
- حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش
- حديث: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش
- حديث: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر
- حديث: تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر
- حديث: لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة
- حديث: لا تقوم الساعة حتى يقتتل فتيان فيكون بينهما مقتلة عظيمة
- حديث: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت
- حديث: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام
- حديث: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه
- حديث: اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار
- حديث: اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن أو تنزلت للقرآن
- حديث أبي بكر في الهجرة
- حديث: لا بأس طهور إن شاء الله
- حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه
- حديث: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده
- حديث جابر: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده
- حديث: بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب
- حديث: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل
- حديث: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي
- حديث: دعا النبي فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيه
- حديث: كان عمر بن الخطاب يدني ابن عباس
- حديث: أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار
- حديث: ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
- حديث أنس: أن النبي نعى جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم وعيناه
- حديث: أما إنه سيكون لكم الأنماط
- حديث: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام
- حديث: رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر
- حديث: أنبئت أن جبريل أتى النبي وعنده أم سلمة
- باب قول الله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}
- باب سؤال المشركين أن يريهم النبي آية فأراهم انشقاق القمر
- باب فضائل أصحاب النبي
- باب مناقب الأنصار
- كتاب المغازي
- كتاب التفسير
- كتاب فضائل القرآن
- كتاب النكاح
- كتاب الطلاق
- كتاب النفقات
- كتاب الأطعمة
- كتاب العقيقة
- كتاب الذبائح والصيد
- كتاب الأضاحي
- كتاب الأشربة
- كتاب المرضى و الطب
- كتاب الطب
- كتاب اللباس
- كتاب الأدب
- كتاب الاستئذان
- كتاب الدعوات
- كتاب الرقاق
- كتاب القدر
- كتاب الأيمان
- باب كفارات الأيمان
- كتاب الفرائض
- كتاب الحدود
- كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
- كتاب الديات
- كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
- كتاب الإكراه
- كتاب الحيل
- باب التعبير
- كتاب الفتن
- كتاب الأحكام
- كتاب التمني
- باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
- كتاب الاعتصام
- كتاب التوحيد
3634-وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ شَيْبَةَ) هو عبدُ الرحمن بنُ عبدِ الملك بنِ محمَّدِ بنِ شيبةَ أبو بكرٍ الحِزاميُّ _بالحاء المهملة المكسورة والزاي_ القرشيُّ مولاهم قال: (حَدَّثَنَا) ولأبوي ذرٍّ والوقت: ”أخبرنا“ بالخاء المعجمة والجمع(1) في الفرع، وفي «اليونينية»: ”أخبرني“ بالإفراد (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُغِيرَةِ) ولأبي ذرٍّ: ”مغيرة“ بدون «ال» القرشيُّ(2) (عَنْ أَبِيهِ) المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله الحِزاميِّ (عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ) الإمام في المغازي (عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ) أبيه (عَبْدِ اللهِ) بن عمر بن الخطاب ( ☺ ) وعن أبيه (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ) في المنام (مُجْتَمِعِينَ فِي صَعِيدٍ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ) الصديق ☺ ، وفي رواية أبي بكر بن سالم عن سالم في «باب مناقب عمر» [خ¦3682]: أنَّ النبي صلعم قال: «رأيت في المنام أنِّي أنزع بدلو بكرة على قَليب، فجاء أبو بكر» (فَنَزَعَ) بنون فزاي فعين مهملة مفتوحات، أخرجَ الماء من البئر للاستقاء (ذَنُوبًا) بفتح الذال المعجمة، دلوًا مملوءًا ماء (أَوْ ذَنُوبَيْنِ) بالشكِّ للأكثر، وفي رواية همَّام في «التعبير» [خ¦7022]: «ذَنُوْبَين» من غير شكٍّ (وَفِي بَعْضِ نَزْعِهِ) أي: استقائِهِ (ضَعْفٌ) بسكون العين وضم الفاء منوَّنة في الفرع، والذي في أصله: ”ضَعُفَ“ بضمِّ العين وفتح الفاء (وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ) أي: أنَّه على مهلٍ ورِفقِ، وليس فيه حطٌّ مِن فضيلته، بل هو إشارةٌ إلى ما فُتِحَ في زمانه من الفتوح، وكانت قليلةً لاشتغاله بقِتال(3) أهل الرِّدَّة مع قِصَرِ مُدَّة خِلافته‼. وقولُ مَن قال: إنَّ المرادَ الإشارةُ إلى مُدَّةِ خِلافتهِ، قال الحافظ ابنُ حَجَرٍ: فيه نظرٌ، لأنَّه وَلِيَ سنتين وبعضَ سنةٍ، فلو كان ذلك المرادَ؛ لقال: ذنوبين أو ثلاثة، ويؤيِّدُه ما وقع في حديثِ ابنِ مسعودٍ في نحو هذه القِصَّة: فقال النبيُّ صلعم : «فاعبرها يا أبا بكر» فقال: أَلِي الأمرَ مِن بعدِكَ، ثمَّ يليه عمرُ، قال: كذلك عبَّرها المَلك، أخرجه الطبرانيُّ، لكن في إسنادِه أيوب بن جابر، وهو ضعيف (ثُمَّ أَخَذَهَا) أي: الذَّنوب (عُمَرُ) بنُ الخَطَّابِ ☺ (فَاسْتَحَالَتْ) أي: انقلبتْ (بِيَدِهِ غَرْبًا) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء بعدَها موحَّدة، دَلْوًا عظيمًا أكبر من الذَّنوب، وفيه إشارةٌ إلى عِظَمِ الفتوح التي كانتْ في زمنه ☺ وكثرتِها، وكان كذلك(4)، ففتح(5) الله تعالى عليه من البلاد والأموال والغنائم، ومصَّر الأمصار، ودوَّن الدواوين، لطول مُدَّتِه (فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا) بفتح العين المهملة وسكون الموحَّدة وفتح القاف وكسر الراء وتشديد التحتيَّة، كاملًا قويًّا سيِّدًا (فِي النَّاسِ يَفْرِي) بفتح التحتيَّة وسكون الفاء وكسر الراء (فَرِيَّهُ) بفتح الفاء وكسر الراء وتشديد التحتيَّة، يعملُ عملَه ويقوى قوَّتَه (حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ(6)) بفتح العين والطاء المهملتين آخره نون، مُناخ الإبل إذا صدرت عن الماء، والعَطَن للإبل كالوطن للناس، لكن غلب على مَبْرَكِها حول الحوض، وقال ابن الأنباريِّ: معناه: حتى رَوَوْا وأَرْوَوا إِبِلَهُم وأَبْرَكُوها وضربوا لها عَطَنًا، أي: لتشرب عَللًا بعد نَهَل، وتستريح فيه، وقال القاضي عِياض: ظاهرُ هذا الحديث أنَّه عائدٌ إلى خلافة عمرَ، وقيل: يعود إلى خلافتهما معًا، لأنَّ أبا بكرٍ جَمَعَ شملَ المسلمين أوَّلًا بدفع أهل الرِّدَّة، وابتدأ الفتوح في زمانه(7)، ثم عهد إلى عمرَ، فكثُرت في خلافتِه الفتوحُ، واتَّسَعَ أمرُ الإسلام، واستقرتْ قواعدُه (وَقَالَ هَمَّامٌ) هو ابن مُنَبِّه ممَّا وصله في «التعبير» [خ¦7022] من هذا الوجه ومن غيرِه: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ولأبوي ذرٍّ والوقت: ”سمعتُ أبا هريرةَ ☺ “ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه قال: (فَنَزَعَ أَبُو بَكْرٍ ذَنُوبَيْنِ) ولأبي ذرٍّ: ”ذنوبًا أو ذنوبين“. وبقية المباحث تأتي إن شاء الله تعالى في محالِّها [خ¦7022].
[1] «والجمع»: ليس في (ب).
[2] «القرشي»: مثبت من (د).
[3] في (ص) و(م): «بقتل».
[4] في غير (د) و(س): «ذلك».
[5] في (ص) و(م): «فتح».
[6] تصحف في (ب): «بطعن».
[7] في (ب) و(س): «زمنه».
اسم الكتاب : إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري
اسم المؤلف الكامل : القسطلاني أبو العباس أحمد بن محمد الشافعي
تاريخ الوفاة : 923
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1437
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : المقابله بإشراف الشيخ: توفيق تكله، والمراجعة والقراءة الأخيره بإشراف الدكتور محمد عيد منصور_ محمد طاهر شعبان
الأجزاء : 10
حول الكتاب :
أفضل شرح مزجي لنسخة اليونيني من صحيح البخاري، أنهى مؤلفه الإمام القسطلاني كتابته قبيل وفاته بسبع سنوات، قال في ختامه: وقد فرغت من تأليفه وكتابته في يوم السبت سابع عشري ربيع الثاني سنة ست عشرة وتسعمائة حامدًا مُصَلِّيًا مسلِّمًا ومحوقلًا ومحسبلًا».
ثم نظر فيه وقابله على كل ما يقف عليه من الأجزاء للنسخة اليونينة التي وقف عليها بعد الانتهاء من شرحه سنة 916هـ، وانتهى من مقابلتها في العشر الأخير من المحرَّم سنة سبع عشْرة وتسعمئةٍ.
قدَّم المصنف لكتابة بمقدمة أخذ غالب مادتها من مقدمة الإمام النووي لشرحه على صحيح مسلم.
ثم انخرط في الشرح فأكثر الاعتماد على كتاب «فتح الباري» للحافظ ابن حجر، وكتاب «عمدة القاري» للإمام العيني، ونظر في غيرهما بشكل أقل، لا سيما «بهجة النفوس» لابن أبي جمرة، و«الكواكب الدراري» للكرماني، و«اللامع الصبيح» للبرماوي، و«مصابيح الجامع» للدماميني وغيرها.
منهج الإمام القسطلاني في شرحه للكتاب:
وضع الإمام القسطلاني منهجًا واضحًا منضبطًا سار عليه في شرحه للصحيح، والناظر في كتاب «إرشاد الساري» يجد ذلك في كل حديث قام المؤلف بشرحه في الكتاب، وقد اعتمد الإمام على طريقة المزج في شرحه، لذلك لم تفته كلمة من الكتاب إلا وشرحها، وفيما يأتي بيان لمعالم هذا المنهج:
يشرح الإمام القسطلاني الحديث شرحًا مزجيًّا ، يبدأ بذكر الباب شارحًا لألفاظه، موضحًا مراد الإمام البخاري من هذه الترجمة، ويتكلم أحيانًا عن مناسبتها لما قبلها ولما بعدها من التراجم، ثم يبين مرة أخرى المناسبة بينها وبين الحديث أو الأحاديث التي يوردها الإمام البخاري تحتها.
ثم يبدأ بسياق سند الحديث متكلمًا عن كل رجل من رجاله، ضابطًا لاسمه ونسبه بالحروف على الغالب، ومعرِّفًا به وذاكرًا لفضله، ومبينًا وفاته، حتى يصل إلى الصحابي راوي الحديث، فيترجمه ترجمة موجزة لائقًا ويذكر أحيانًا عدد أحاديثه التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولا يُخلي ذلك من فوائد إسنادية، أو لطائف حديثية، ويكرر توضيح ذلك في كثير من الأسانيد.
وينقل كلام الحافظ ابن حجر في المعلقات في الغالب، وقد يعتمد على غيره، فيذكر من وصلها، ويبين سبب تعليق الإمام البخاري رحمه الله تعالى لها.
وينقل عن «هُدى الساري» كثيرًا من إجابات الحافظ عن أحاديث انتُقدت على الصحيح، أو كان فيها خلاف.
ثم يبدأ بشرح ألفاظ الحديث مزجًا دون وضعها في بداية شرح الحديث، فيذكر أولًا اختلاف روايات الصحيح لهذه اللفظ من الحديث مهما كانت يسيرة، ويبين من اجتمع عليها ومن خالفهم موجِّهًا لهذه الألفاظ ومبينًا لمعانيها، معتمدًا في ذلك على الروايات التي ملأت حواشي النسخة اليونينية التي اعتمد عليها في شرحه، وقد يذكر بعض اختلافٍ للروايات من خارج اليونينية.
ثم يذكر معاني ألفاظ الحديث اللغوية، ويذكر معناها بحسب السياق التي مرت فيه معتمدًا في ذلك الشروح السابقة، وهو وإن ذكر «مشارق الأنوار» للقاضي عياض، و«مطالع الأنوار» لابن قرقول، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير، وغيرها من الكتب، إلا أنه يسوق ما فيها مما أورده ابن حجر والعيني غالبًا، ويكرر ذلك في شرح بعض الأحاديث المكررة في الصحيح.
ثم يبين مدلولها الشرعي، وما استنبطه العلماء منها من أحكام شرعية على المذاهب الأربعة وغيرها أحيانًا، ولا يعمد إلى ترجيح قول على قول.
ويتوسَّع في فوائد الحديث التربوية والسلوكية، وينبِّه إلى إشاراته الروحية، ويمزج كلام التصوف وحكايات الصالحين في بعض شروح الأحاديث.
حول المؤلف :
اسمه ونسبه:
هو: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفيِّ محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل، المصري، الشافعي، ويعرف بالقسطلاني، وأمه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس.
والقسطلاني: نسبة لقسطيلية إقليم قديم في الشمال الإفريقي، تمتد رقعته حاليًا شمال شط الجريد في الجمهورية التونسية وصولًا إلى الأراضي الجزائرية ومن مدنه بسكرة.
ولادته ونشأته:
ولد يوم الثاني عشر من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثمانمئة، وترعرع في مصر وعن علمائها أخذ أكثر علومه.
رحلته:
بدأ تحصيله في مصر ثم رحل للشام والحجاز.
مذهبه:
أجمعت المصادر على أنه كان شافعي المذهب، وصرح هو في التحفة بذلك.
معتقده:
يظهر جليًّا أنه على مذهب أبي الحسن الأشعري، مع بعض التصوف.
حليته رحمه الله:
قال تلميذه الشيخ عبد الوهاب الشعراوي: «كان من أحسن الناس وجهًا، طويل القامة، حسن الشيب. يقرأ بالأربع عشرة رواية، وكان صوته بالقرآن يبكي القاسي إذا قرأ في المحراب تساقط الناس من الخشوع والبكاء».
أما حالته الصحية فيقول شيخه السخاوي: «كثير الأسقام.... كان الله له».
علومه:
تخرَّج رحمه الله بكبار علماء عصره في القراءات، والحديث الشريف، والفقه الشافعي، واللغة العربية، وطالع كتب معاصريه وسابقيه، حتى أصبح مشكاةً لمختلف العلوم الشرعية.
منزلة القسطلاني:
أوتي ⌂ مَلَكة الفهم والتفهيم، ورُزق السعادة في الإقراء والتأليف فأقرأ وألَّف في مختلف علوم الشريعة، وكان يعظ بالجامع العمري وغيره، ويجتمع عنده الجم الغفير، ولم يكن له نظير في الوعظ.
وقد حظي بمكانة علمية بين معاصريه، فأثنى عليه شيوخه قبلَ أقرانه، واعترف له بأصالة المعرفة ورسوخ القَدم في العلم الكبارُ من معاصريه كالحافظ السخاويِّ وغيرِه، وقد لَخَّص القَولَ في وصف حاله العلَّامةُ العَيدروس ⌂ فقال في خِتام ترجمته: (وبالجُملة فإنَّه كان إمامًا حافظًا متقنًا جليل القدر حسن التقرير والتحرير لطيف الإشارة بليغ العبارة حسن الجمع والتأليف لطيف الترتيب والترصيف، كان زينة أهل عصره ونقاوة ذوي دهره)
منزلة إرشاد الساري بين شروح الصحيح:
لاقى (إرشاد الساري) رواجًا وقَبولًا منقطع النظير لدى معاصريه فهلُمَّ جَرًّا، قال عنه العَيدَروس ⌂: (أُعطي السعدَ في قَلَمِه وكَلِمِه، وصَنَّف التصانيفَ المقبولةَ التي سارَت بها الرُّكبانُ في حياته، ومِن أَجَلِّها شَرحُه على صحيح البخاري مَزْجًا في عشرة أسفارٍ كِبَارٍ، لَعَلَّه أَحْسَنُ شُروحه وأجمَعُها وأَلْخَصُها)، وقال العلَّامة عبد الحي الكتاني: (وكان بعض شيوخنا يفضِّله على جميع الشروح من حيث الجمع وسهولة الأخذ والتكرار والإفادة، وبالجملة فهو للمُدَرِّس أحسن وأقرب من «فتح الباري» فمَن دُونَه).
مؤلفاته:
العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية. ط.
فتح الداني في شرح حرز الأماني، منه نسخة في الجامع الكبير بصنعاء تحت رقم: 1549.
الفتح المواهبي في ترجمة الإمام الشاطبي، ط.
مشارق الأنوار المضية في شرح الكواكب الدرية (شرح البردة)، مخطوطة منها نسخة في مكتبة برلين بألمانيا تحت رقم (7792).
الروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر، ذكر منه نسخة في المكتبة المركزية بجدة تحت الرقم (234مجاميع) هو الرسالة السادسة منها.
تحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري.
المواهب اللدنية في المنح المحمدية. ط.
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري. وهو كتابنا هذا.
مدارك المرام في مسالك الصيام، ط.
مراصد الصلات في مقاصد الصلاة، ط.
لوامع الأنوار في الأدعية والأذكار، منه نسخة في مكتبة المسجد النبوي.
لطائف الإشارات في علم القراءات، وهو من أوسع كتب القراءات طبع المجلد الأول منه في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وأخذ كرسائل علمية في الأزهر، وهو يحقق الآن في مجمع الملك فهد وسيصدر في حوالي عشر مجلدات.
مسالك الحنفا إلى مشارع الصلاة على النبي المصطفى، ط.
منهاج الابتهاج شرح مسلم بن الحجاج في ثمانية أجزاء، وصل فيه إلى أثناء كتاب الحج.
وله من الكتب الأخرى:
الأسعد في تلخيص الإرشاد من فروع الشافعية لشرف الدين المقري، لا يعلم عنه شيء.
اختصار «الضوء اللامع» لشيخه السخاوي.
اختصار «إرشاد الساري» لم يكمله.
رسائل في العمل بالربع.
الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز.
شرح على الشاطبية وصل فيه إلى الإدغام الصغير. قال السخاوي: زاد فيه زيادات ابن الجزري من طرق نشره مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره.
شرح على الطيبة كتب منه قطعة مزجًا.
نفائس الأنفاس في الصحبة واللباس.
نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرار.
وفاته:
توفي ⌂ ليلة الجمعة ثامن المحرم سنة 923 ه-الموافق 1517م، وصلِّي عليه بالأزهر عقب صلاة الجمعة، ودفن بقبة قاضي القضاة بدر الدين العيني من مدرسته بقرب جامع الأزهر.
عملنا :
قابلنا الكتاب على ثلاثة أصول خطية مع المقارنة بطبعة بولاق الأولى وطبعة بولاق السادسة، وسجلنا الفروق، وخرَّجنا مواضع العزو.
وصف الأصول الخطية المعتمدة:
1 -النسخة الأولى:
نسخة العلامة المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني (ت: 1162) محدث الشام في عصره، قرأها وقابلها على نسخ عديدة تحت قبة الجامع الأموي سنة 1135هـ، وقُرئت على الشيخ محمد سليم العطار أيضًا سنة 1290هـ، وهي نسخة متينة مصححة عليها هوامش وحواشي موضحة، كتبت 1094-1097، وتقع في مجلدات سبع، مصدرها دار الكتب الظاهرية، وهي النسخة المرموز لها بالرمز (د).
2-النسخة الثانية نسخة منقولة من نسخة الحافظ أبي العز العجمي محدث مصر في عصره المشهورة بمقابلتها على أصول عديدة منها نسخة المؤلف، وعليها هوامش شارحة أيضًا، تاريخ نسخها يعود للقرن الحادي عشر، وتقع في مجلدات ست، مصدرها مكتبة حاجي سليم آغا بتركيا، وهي المرموز لها بالرمز (ص).
3-نسخة من دار الكتب الظاهرية تقع في مجلدات ثمان، وهي نسخة ملفقة كتب نصفها الأول ما بين عامي 964-965 إلى أثناء الجهاد، وتمم بخط علامة بعلبك يحيى بن عبد الرحمن التاجي سنة 1140هـ، والنسخة مصححة عليها هوامش شارحة، وهذه النسخة هي المرموز لها بالرمز (م). بالإضافة إلى قطع متفرقة من نسخ نفيسة، وطبعتي البولاقية الأولى المرموز لها بالرمز (ب)، والسادسة المرموز لها بالرمز (س).
قام بمقابلة هذا الكتاب فريقان بإشراف الشيخ محمد طاهر شعبان ، والشيخ توفيق تكله، وتمت قراءته ومراجعته من قبل فريق بإشراف الدكتور محمد عيد منصور ومشاركته، وشارك فيه الدكتور عدنان خضر والشيخ محمود الدالاتي وغيرهم.