إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير

          4463- وبه قال: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ) بكسر الموحدة وسكون الشين(1) المعجمة المروزِيُّ قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ ”أَخْبرنا“ (عَبْدُ اللهِ) بنُ المبارك المروزِيُّ: (قَالَ يُونُسُ) بنُ يزيد الأيليُّ: (قَالَ الزُّهْرِيُّ) محمدُ بنُ مسلم ابنِ شهابٍ: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ) منهم عروةُ بن الزُّبير كما في «كتاب الرقاق» [خ¦6509] (أَنَّ عَائِشَةَ) ♦ (قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَقُولُ وَهْوَ صَحِيحٌ) جملةٌ حاليَّةٌ: (إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ) بين الدُّنيا والآخرَة (فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ) المرضُ (وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”في فخذِي“ (غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ) رفع (بَصَرَهُ إِلَى سَقْفِ البَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ) أسألُكَ (الرَّفِيقَ الأَعْلَى، فَقُلْتُ: إِذًا لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ وَهْوَ صَحِيحٌ) وما فهمَتْهُ عائشةُ ♦ من قولهِ صلعم : «اللَّهُمَّ الرَّفيقَ الأَعْلَى» أنَّه خُيِّرَ، نظيرُ فَهْم أبيها ☻ من قولهِ صلعم : «إنَّ عَبدًا خيَّرَهُ اللهُ» أنَّ العبدَ المراد به هو النَّبيُّ صلعم حتى بَكَى (قَالَتْ: فَكَانَ) ولغير أبي ذرٍّ(2) ”فكانَتْ“(آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا(3): اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى).
          وعند الحاكم من حديثِ أنسٍ أنَّ آخرَ كلمةٍ تكلَّم بها: «جلالُ ربِّي الرَّفيع».


[1] «الشين»: ليست في (ب) و(د).
[2] «فكان ولغير أبي ذر»: ليست في (د).
[3] في (د) زيادة: «النبي صلعم».