إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عمر: أنها قد نسخت: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه}

          4545- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ) غير منسوبٍ، فقيل: هو ابن يحيى الذُّهليُّ، قاله الكلاباذيُّ(1)، وقيل / : ابن إبراهيم البوشنجيُّ، قاله الحاكم، وقيل: ابن(2) إدريس الرَّازيُّ قال: (حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ) بضمِّ النُّون وفتح الفاء وسكون التَّحتيَّة، عبد الله بن محمَّد بن عليِّ بن نُفَيلٍ قال: (حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ) بكسر الميم، وسكون السِّين المهملة، ابن بُكَيرٍ الحرَّانيُّ، وليس له ولا للنُّفيليِّ في «البخاريِّ» إلا هذا الحديث (عَنْ شُعْبَةَ) ابن الحجَّاج العتكيِّ مولاهم (عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ) بالحاء المهملة والذَّال المعجمة المشدَّدة ممدودًا، ابن مهران أبي المنازل _بفتح الميم وكسر الزَّاي_ البصريِّ (عَنْ مَرْوَانَ‼ الأَصْفَرِ) أبي خليفة البصريِّ، قيل: اسم أبيه: خاقان، وقيل: سالمٌ (عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلعم وَهْوَ ابْنُ عُمَرَ) بن الخطَّاب ╠ (أَنَّهَا قَدْ نُسِخَتْ) بضمِّ النُّون، مبنيًّا للمفعول، وسقط لفظ «أنَّها» لأبي ذرِّ ({وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ...} الاية[البقرة:284]) نسختها الآية التي بعدها، كما(3) قال في التي بَعْدُ، وعند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة: «لمَّا نزلت: {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ...} الآية؛ اشتدَّ ذلك على الصَّحابة، فأتوا رسول الله صلعم ، ثمَّ جثوا على الرُّكب، وقالوا: يا رسول الله كُلِّفنا من الأعمال ما نُطِيق؛ الصَّلاة والصَّيام والجهاد، وقد أُنزِل(4) عليك هذه الآية ولا نُطيقها، فقال رسول الله صلعم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابَين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟! بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربَّنا وإليك المصير، فلمَّا قرأها القوم وذلَّت بها ألسنتهم؛ أنزل الله في إثْرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ...} إلى: {إِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[البقرة:285] فلمَّا فعلوا ذلك؛ نسخها الله تعالى فأنزل: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا...} إلى آخرها[البقرة:286]» ورواه مسلمٌ منفردًا به، ولفظه: «فلمَّا فعلوا ذلك؛ نسخها الله تعالى، فأنزل الله: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[البقرة:286] قال: نعم {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} قال: نعم، {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: نعم {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:286] قال: نعم»(5).


[1] قال الكلاباذي في «الهداية والإرشاد»: أُراه ابن يحيى الذهلي، ويقال إنه محمد بن إبراهيم البوشنجي.
وقال في ترجمة مسكين بن بكير: قال لي أبو عبد الله بن البيع الحافظ: إن محمدًا هذا هو ابن إبراهيم البوشنجي وهذا الحديث مما أملاه بنيسابور.
[2] في (ص): «أنَّه»، وهو تحريفٌ.
[3] «كما»: سقط من (د).
[4] في (ص) و(م): «أنزلت»، وزيد في (د): اسم الجلالة.
[5] «قال: نعم»: وقعت في (د) بعد قوله: {وَاعْفُ عَنَّا}.