إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن عفريتًا من الجن تفلت علي البارحة

          4808- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بنُ رَاهُوْيَه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”أخبَرنا(1)“ (رَوْحٌ) بفتح الراء وبعد الواو الساكنة مهملة، ابنُ عبادةَ (وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر) غندرٍ (عَنْ شُعْبَة) ابنِ الحجَّاجِ (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ) بتخفيف التَّحتيَّة، القرشيِّ الجُمَحيِّ، مولى آل عثمانَ بنِ مظعونَ، مدنيٌّ سكن البَصرة (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: إِنَّ عِفْرِيتًا) ماردًا (مِنَ الجِنِّ) _بيانٌ له_ (تَفَلَّتَ عَلَيَّ البَارِحَةَ) نصب على الظَّرفية، أي: تعرض لي فلتةً، أي: بغتةً سرعةً في أدنى ليلةٍ مضت (أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا) أي: نحو تفلَّت، كقوله في الرِّواية السابقة في أواخر «الصلاة»: «عَرضَ لي فشدَّ عليَّ» [خ¦1210] (لِيَقْطَعَ) بفعله (عَلَيَّ الصَّلَاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ، وَأَرَدْتُ) بالواو (أَنْ أَرْبِطَهُ) بكسر الموحدة (إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ‼ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ) بالرفع توكيد للضَّمير المرفوع (فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي) في النُّبوَّة (سُلَيْمَانَ) ◙ : (رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) لفظ التَّنزيل: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي}[ص:35] (قَالَ رَوْحٌ) المذكور: (فَرَدَّهُ) أي: ردَّ صلعم العفريتَ حال كونه (خَاسِئًا) مطرُودًا.
          وهذا الحديث قد سبق في «الصَّلاة»، في «باب الأسير والغريم يربط في المسجد» [خ¦461] و«بدء الخلق» [خ¦3284].


[1] في (م): «حدثني» وكتب على هامشه: في نسخة: «أخبرنا».