إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك

          4933- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثني“ بالإفراد (عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، الفلَّاس البصريُّ، قال‼: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بنُ سعيدٍ القطَّان قال: (أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ) النَّخعيُّ (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ☻ ) يقول في قولهِ تعالى: (▬تَرْمِي بِشَرَرٍ كالقَصَر↨ [المرسلات:32]) بفتحتين (قَالَ: كُنَّا نَعْمِدُ) بكسر الميم (إِلَى الخَشَبَةِ) ولأبي ذرٍّ: ”إلى الخَشبِ“ (ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ وَفَوْقَ ذَلِكَ) ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: ”أو فوقَ ذلكَ“ (فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ) أي: لأجل الشتاء والاستسخان(1) بهِ (فَنُسَمِّيهِ القَصَرَ) بفتحتين. وقال أبو حاتمٍ: القَصَر أصول الشَّجر، الواحدة قصرَة، وفي «الكشَّاف»: هي أعناقُ الإبلِ وأعناقُ النَّخيل؛ نحو: شجرةٍ وشجَر ({ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}[المرسلات:33]) بكسر الجيم، وفي الفَرْع كأصله بضمها(2) هي (حِبَالُ السُّفْنِ تُجْمَعُ) بعضهَا إلى بعضٍ لتقوى (حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ) وهذا من تتمَّةِ الحديثِ، كما قالَه في «الفتح».


[1] في (ص) و(م): «أي: للاستسخان».
[2] في (م): «في الفرع كأصله وبضمها في الفرع»، وفي (د) و(ب): «بكسر الجيم وبضمها في الفرع».