إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة

          4947- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) هو ابنُ موسى البلخيُّ، المشهورُ بختٍّ قال: (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ) هو ابنُ الجرَّاح الرُّؤاسيُّ _بضم الراء وبالهمزة بعدها سين / مهملة_ (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان (عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ) ختنِ أبي عبدِ الرَّحمن (عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ) السُّلَمِيِّ (عَنْ عَلِيٍّ ☺ ) وفي «اليونينيَّة»(1): ” ╕ “ أنَّه (قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم ) في جنازةٍ في بقيع الغَرْقد (فَقَالَ(2) مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ. فَقُلْنَا) ولأبي ذرٍّ: ”قلنا“: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟) أي: على كتابنَا وندعُ العمل (قَالَ: لَا، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ) أي: لِمَا خُلق لهُ (ثُمَّ قَرَأَ) ╕ : ({فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}[الليل:5-7]) فسنهيِّئُه للخلَّة الَّتي تؤدِّي إلى يسرٍ(3) (إِلَى قَوْلِهِ: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[الليل:10]) للخلَّة المؤدِّية للعسرِ(4) والشِّدة لدخولِ النَّار. قال الطِّيبيُّ: وأمَّا وجهُ تأنيث اليُسرى والعُسرى؛ فإن كان المرادُ منهما جماعةَ الأعمالِ فذلك ظاهرٌ، وإن كان المرادُ عملًا واحدًا فيرجعُ التَّأنيث إلى الحالةِ أو الفعلةِ، ويجوزُ أن يرادَ الطَّريقة اليسرى والعسرى.


[1] في (م) زيادة: «قال».
[2] في (د): «قال».
[3] في (م): «اليسر».
[4] في (م): «للعسرى».