إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان رسول الله يصلي على راحلته حيث توجهت

          400- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ) وللأَصيليِّ: ”مسلم(1) بن إبراهيم“ (قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ) الدَّستوائيُّ، وللأَصيليِّ: ”هشام بن أبي(2) عبد الله“ (قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ) بالمُثلَّثة (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ / الرَّحْمَنِ) بن ثوبان العامريِّ المدنيِّ، وليس له في «البخاريِّ» عن جابرٍ غير هذا الحديث، وفي طبقته محمَّد بن عبد الرَّحمن بن نوفل، ولم يُخرِج له البخاريُّ عن جابرٍ شيئًا، قاله الحافظ ابن حجرٍ (عَنْ جَابِرٍ) الأنصاريِّ ☺ ، وللأَصيليِّ: ”جابر بن عبد الله“ (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ) وللأربعة: ”النَّبيُّ“ ( صلعم يُصَلِّي) النَّفل (عَلَى رَاحِلَتِهِ) ناقته الَّتي تصلح لأن ترحل (حَيْثُ تَوَجَّهَتْ)(3) أي: الرَّاحلة، زاد ابن عساكر وأبو ذَرٍّ عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: ”به“ والمراد: توجُّه صاحب الرَّاحلة لأنَّها تابعةٌ لقصد توجُّهه، وفي حديث ابن عمر عند مسلمٍ وأبي داود والنَّسائيِّ: رأيت رسول الله صلعم يصلِّي على حمارٍ وهو متوجِّهٌ لخيبر، وعند أبي داود والتِّرمذيِّ _وقال: حسنٌ صحيحٌ_ من حديث جابرٍ: «بعثني النَّبيُّ صلعم في حاجةٍ، فجئت وهو يصلِّي على راحلته نحو المشرق السُّجود أخفض» (فَإِذَا أَرَادَ) صلعم أن يصلِّي (الفَرِيضَةَ نَزَلَ) عن راحلته (فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ) وصلَّى، وهذا يدلُّ على عدم ترك استقبال القبلة في الفريضة، وهو إجماعٌ. نعم رُخِّص في شِدَّة الخوف، كما سيأتي في محلِّه [خ¦4535] إن شاء الله تعالى.
          ورواة هذا الحديث الخمسة مابين بصريٍّ ويمانيٍّ ومدنيٍّ(4)، وفيه: التَّحديث والعنعنة، وأخرجه أيضًا في «تقصير الصَّلاة» [خ¦1099] وفي «المغازي» [خ¦4140]، ومسلمٌ(5).


[1] «وللأَصيليِّ: مسلم»: ليس في (م).
[2] «أبي»: مثبت من (ص).
[3] زيد في غير (م): «به»، وسيأتي.
[4] «مدنيٍّ»: سقط من (م).
[5] «ومسلمٌ»: ليس في (د).