إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن رسول الله أتى مولى له خياطًا فأتي بدباء

          5433- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، أبو حفص الباهليُّ البصريُّ الصَّيرفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ) السَّمَّان البصريُّ (عَنِ ابْنِ عَوْنٍ) عبد الله (عَنْ ثُمَامَةَ) بضم المثلَّثة وتخفيف الميمين، ابن عبد الله (بْنِ أَنَسٍ، عَنْ) جدِّه (أَنَسٍ) ☺ : (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم أَتَى مَوْلًى) عتيقًا(1) (لَهُ خَيَّاطًا) لم أقفْ على اسمه (فَأُتِيَ) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول (بِدُبَّاءٍ) بالهمز والتَّنوين (فَجَعَلَ يَأْكُلُهُ) وفي رواية إسحاق بنِ عبد الله بنِ أبي طلحةِ، عن أنس، في «الأطعمة» [خ¦5437]: «فرأيتُه يتتبَّعُ الدُّبَّاء من حوالَي القصعةِ» (فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّهُ) أي: القرع (مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَأْكُلُهُ) وروى التِّرمذيُّ من حديث أبي طالوت(2) الشَّامي قال: «دخلتُ على أنسٍ، وهو يأكلُ قرعًا وهو يقول: يا لكِ شجرة ما أَحبَّكِ إليَّ بحبِّ رسولِ الله صلعم إيَّاك».
          وعند الإمام أحمد من حديثِ أنس: «أنَّ رسولَ الله صلعم كانت تعجبُه الفَاغيَةُ، وكان أحبَّ الطعام إليه الدُّبَّاء». وفي «الغيلانيات»: من حديث عائشة: أنَّ رسول الله صلعم قال لها: «إذا طبختِ قدرًا فأكثرِي فيها(3) من الدُّبَّاء فإنَّها تشدُّ قلبَ الحزين»(4) ورواهُ ابن الجوزيِّ في «لقط المنافع». وفي حديث مرفوع ذكره القرطبيُّ(5) في «التَّذكرة»: «إنَّ الدُّبَّاء والبطِّيخَ من الجنَّة». وفي حديثِ واثلةَ مرفوعًا عند الطَّبرانيِّ في «الكبير»: «عليكُم بالقرعِ فإنَّه يزيدُ في الدِّماغ، وعليكمْ بالعدسِ فإنَّه قُدِّس على لسانِ سبعين نبيًّا». وعند البيهقيِّ في «الشُّعب» عن عطاء مرسلًا: «عليكم بالقرعِ، فإنَّه يزيدُ في(6) العقلِ، ويكبِّر(7) الدِّماغ». وزاد بعضُهم: فإنَّه يجلو البصرَ، ويُلين القلب.


[1] في (د): «معتوقًا».
[2] في كل النسخ: «طالويه»، والتصحيح من الترمذي، ولفظه: «ما أحبك إلا لحب رسول الله صلعم ».
[3] في (م) و(د): «فيه».
[4] لم يجد له السبكي إسنادًا.
[5] كتب على هامش (م): في نسخة: الطَّبري.
[6] «في»: ليست في (د).
[7] في (م): «يكثر».