الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله

          91- الثَّالث عشر: عن أنس _من رواية ثابت البُنانيِّ عنه_ قال: كنَّا مع عمرَ ☺ بين مكَّةَ والمدينةِ، فتراءينا الهلالَ، وكنت رجلاً حديدَ البصر، فرأيته وليس أحدٌ يزعم أنَّه رآه(1) غيري، فجعلت أقول لعمر: أمَا تراه؟ فجعل لا يَراه، / قال: يقول عمر: سأراه وأنا مُستلقٍ على فراشي، ثمَّ أنشأ يحدِّثنا عن أهل بدرٍ، قال: «إنَّ رسولَ الله صلعم يرينا(2) مصارعَ أهل بدر بالأمس، يقول: هذا مصرعُ فلان غداً إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء الله، قال عمر: فوالَّذي بعثه بالحقِّ ما أخطؤوا الحدودَ الَّتي حدَّها رسول الله صلعم، قال: فجُعِلوا في بئرٍ بعضُهم على بعضٍ، فانطلق رسول الله صلعم حتَّى انتهى إليهم، فقال: يا فلانَُ بنَ فلان، ويا فلانَُ بنَ فلان، هل وجدتم ما وعدَكم الله ورسوله حقًّا؟ فإنِّي قد وجدت ما وعدني الله حقًّا.
          فقال عمر: يا رسول الله، كيف تكلِّم أجساداً لا أرواح فيها؟! قال: ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم، غيرَ أنَّهم لا يستطيعون أن يردُّوا عليَّ شيئاً».


[1] في (ابن الصلاح): (يراه)، وما أثبتناه من (ش) ونسخة (ابن الصلاح) في هامش (ابن الصلاح) موافق لنسخنتا من رواية مسلم.
[2] هكذا ذكره الحميدي، واستشكله في (ابن الصلاح) لأنه في رواية مسلم: (كان يرينا).