المتَّفق عليه من مسندِ سعيد بن زيد بن عَمرو بن نُفيل القرشيِّ ☺
التصنيف الرئيسي : الجمع بين الصحيحين اسم الكتاب : الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي اسم المؤلف الكامل : الحميدي أبو عبد الله محمد بن فتوح الأندلسي تاريخ الوفاة : 488 دار النشر : عطاءات العلم تاريخ النشر : 1440 بلد النشر : المملكة العربية السعودية المحقق : اعتنت به اللجنة العلمية بدار الكمال المتحدة الأجزاء : 4 حول الكتاب : الجمع بين الصحيحين عن الإمامين مسلم والبخاري
وهو أشهر مؤلفات الإمام الحميدي رحمه الله تعالى، وهو الذي ارتبط اسمه به، وأهم كتبه التي أولاها من العناية أقصى ما بلغ من الاجتهاد، فرتَّبه كما قال الذهبيُّ أحسنَ ترتيب، وظل مشتغلاً به يقدِّمُ ويؤخِّر وينقِّح ويهذِّب حتى وافاه الأجل رحمه الله تعالى. وحُقَّ للإمام أبي الفرج بن الجوزي أن يقول فيه: صار الكتاب لقدْره في نفسه مقدَّماً على جميع جنسِه فتعلَّق به مَن قد بقي عندَه في من الرَّغبةِ في النقلِ رَمَق. وذلك في مطلع شرحه لمشكل الكتاب. وللإمام ابن الأثير الجزري أن يقول في مقدمة «جامع الأصول»: إنَّه أحسنَ في ذِكْرِ طرِقه، واستقصى في إبرازِ رواياتِه، وإليه المنتهى في جمعِ هذين الكتابين. ولذلك فلا غرابة أن يُكِبَّ عليه العلماء ممن جاء بعده، وأن يهتموا به أبلغ الاهتمام، وأن ينهلوا من معينه في تصانيفهم، وأن يعتمدوا عليه في تخريجاتهم، فقد أشاد أئمة علوم الحديث بذكْرِه في تصانيفهم، وشرح الإمام الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي مشكلَه في كتابٍ مستقل سماه: «كشف مشكل الصحيحين»، وصرَّح الحافظ ابن الأثير الجزري في مقدمة «جامع الأصول» باعتماده في النقل من كتابي البخاري ومسلم على ما جمعه الحميدي في كتابه، وبيَّن منهجه الحافظ ابن الصلاح في مقدمته، وأشار إلى فضله وعلو مكانته، كما أنَّ المتتبع لـ «تحفة الأشراف» للإمام المزي رحمه الله تعالى يتبين له بجلاء ووضوح اعتمادَه على «الجمع بين الصحيحين»، وهو يصرِّح أحياناً بذكر الحميديِّ، وفي كثير من الأحيان لايُصرِّح بذلك. ودونك أيضاً كتب الشروح وفي مقدمتها «شرح صحيح مسلم» للإمام النووي، و«فتح الباري» للحافظ ابن حجر؛ لتجد فيها ذِكْرَ الحميديِّ مبثوثاً في مواضع كثيرةٍ منها. منهج الكتاب: لقد كان المقصدُ الأول للحميديِّ في تصنيفِ كتابِه هو اختصار أحاديث صحيحي البخاري ومسلم وتلخيصها مما يسهِّل حفظَها واقتناصَ فوائدها على الطالب، وفي ذلك قال ابن الجوزي في مقدمة «كشف المشكل»: ولما قد أحسَّ بفتور الهمم الذي قد صار في زماننا، تلقَّى أبو عبد الله محمدُ بنُ أبي نصرٍ الحميديُّ لحْظَ متنِ الصحيحين، تسهيلاً لاقتباس الفوائد على المتقاعد، لأنَّ اختصارَ اللفظِ صديقُ الحفظ. وقال هو في مقدمة «الجمع»: أردتُ تعجيلَ الفائدةِ لنفسي وتسهيلَ سرعةِ المطلوب، ذخيرةً لمطالعتي وحفظي، والأخذ بحظٍّ من التقريب في التبليغ، ينتفعُ به مَن سواي وأحظى به عند مولاي. أما منهجه في الاختصار والتلخيص فقام على تجريد متون الأحاديث من الأسانيد واختصار المكرَّر منها، فلم يذكرْ من الإسناد في الأكثر إلا التابعَ عن الصاحب، وفي أحيانٍ كثيرة يذكر مَن روى عن التابع ليبيِّنَ بعضَ الزيادات المهمة في الألفاظ مما يؤثر في المعنى، وفي سبيل ذلك أيضاً ينزل في أحيانٍ قليلةٍ فيذكر الراوي عن تابع التابع. ورتَّب أحاديثه على مسانيد الصحابة رضوان الله عليهم وجعل الكتاب على خمسة أقسام: القسم الأول: مسانيد العشرة المبشرين بالجنة، ذكر فيه خلفاءَ الإسلام الأربعة ثم أتبعهم ببقية العشرة رضوان الله تعالى عليهم. القسم الثاني: مسانيد المُقدَّمين، وهم أربعة وستون صحابياً أولهم عبد الله بن مسعود وآخرهم سلمة بن الأكوع. القسم الثالث: مسانيد المكثرين، وهم: عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وأبو هريرة رضي الله تعالى عنهم. القسم الرابع: مسانيد المقلين، وهم مائة وواحد وثلاثون مسنداً: واحدٌ وأربعون ممن اتفق عليهم البخاري ومسلم، وخمسة وثلاثون ممن أخرج لهم البخاري دون مسلم، وخمس وخمسون ممن أخرج لهم مسلم دون البخاري. القسم الخامس: مسانيد النساء، وهن سبعة وثلاثون مسنداً؛ أولهن مسند السيدة عائشة ثم السيدة فاطمة رضوان الله تعالى عليهما، وآخرهن مسند السيدة أم الدرداء رضي الله تعالى عنها، ومن هذه المسانيد أربعة وعشرون مسنداً مما اتفق على إخراج حديهما الشيخان، وستةٌ ممن انفرد بهن البخاري دون مسلم، وسبعة ممن انفرد بهن مسلم دون البخاري. وختمَ كتابه بذكر أسانيده إلى كتابَي البخاري ومسلم، وفصلٍ مهمٍ في معرفة الأسباب الموجبة للاختلاف بين الأئمة الفقهاء الماضين. وإنَّ من أهم ما امتاز به كتاب الحميدي رحمه الله تعالى، اعتمادُه على كتب المستخرجات التي لم يصلنا كثيرٌ منها، وقد صرَّح بذلمك في مقدمة كتابه فقال: وربما أضفنا إلى ذلك نُبذاً مما تنبَّهنَا عليه من كتب: أبي الحسن الدارقطنيِّ وأبي بكرٍ الإسماعيليِّ وأبي بكرٍ الخوارزميِّ وأبي مسعودٍ الدمشقيِّ، وغيرهم من الحفاظ الذين عُنوا بالصحيح مما يتعلَّق بالكتابين مِن تنبيهٍ على غرضٍ، أو تتميمٍ لمحذوفٍ، أو زيادةٍ في شرحٍ أو بيانٍ لاسمٍ أو نسبٍ، أو كلامٍ على إسناد، أو تتبُّعٍ لوهمِ بعضِ أصحابِ التَّعاليق في الحكاية عنهما ونحوِ ذلك من الغوامض التي يقف عليها من ينفعُه الله بمعرفتِها إنْ شاء الله تعالى. وقال الحافظ ابن حجر مبيّناً منهجه في سوق هذه الفوائد فقال: ثم إنَّه فيما تتبَّعتُه من كتابه إذا ذكر الزيادة في المتن يعزوها لمن رواها من أهل المستخرجات وغيرها، فإن عزاها لمن استخرجها أقرها، وإن عزاها لمن لم يستخرجها تعقبها غالباً، لكنه تارة يسوق الحديث من الكتابين، أو من أحدهما ثم يقول: زاد فيه فلان كذا، وتارة يسوق الحديث والزيادة جميعاً في نسقٍ واحدٍ، ثم يقول: اقتصر البخاري على كذا، وزاد فيه الإسماعيلي كذا.
من كلام الضياء المقدسي: الرسالة في بيان وتفصيل الروايات التي أوردها الحافظ الحميديُّ في جمعه، ونلاحظ فيها شدة اهتمام المقدسي رحمه الله في تمييز روايات مسلم في «صحيحه». حول المؤلف : الحافظ الحميدي رحمه الله نسبه ونشأته: الإمامُ القدوة المتقن الحافظ شيخُ المحدِّثين أبو عبد الله محمدُ بن أبي نصر فتُّوح بن عبد الله بن فتُّوح الأزْديُّ الحُميديُّ الأندلسيُّ المَيورْقِيُّ، الفقيه الظاهريُّ صاحب ابن حزمٍ وتلميذه. طلب هذا الإمام العلم منذ نعومة أظفاره، ونشأ وترعرع في مجالس العلماء، حتى إنَّه لَيغدو إلى مجالسِ العلم ينهلُ من الأئمة، ولم يتجاوز السادسةَ من عمره، فقد قال: ولدت قبلَ العشرينَ وأربعمائة، وكنت أُحملُ للسَّماعِ على الكتف سنةَ خمس وعشرين، وأول ما سمعت من الفقيه أبي القاسم أصبغ بن راشد اللخمي، وكنتُ أفهمُ ما يُقرأ عليه. وكان قد أتى ابن أبي زيد القيرواني وقرأ عليه وتفقه، وروى عنه الرسالة ومختصر المدونة. قال ابن عساكر: سمع الحديث بالأندلسِ ومصرَ ومكةَ ودمشقَ وبغدادَ واستوطنها، وحدث بدمشق وببغدادَ وسمع خلقاً لا يُحصى كثرةً وكان مواظباً على سماع الحديث وكتابته، ويُخرِّجُه مع تحرزٍ وصيانةٍ وورع وديانة. وما زال هذا حاله حتى غدا إماماً في الحديث وعلله ورواته، متحقِّقاً بعلم التَّحقيق والأصول على مذهب أصحابِ الحديثِ بموافقة الكتاب والسنة، ورعاً تقيَّاً إماماً، فصيحَ العبارة، موصوفاً بالنَّباهة والمعرفة والإتقان، ذا مكانةٍ عظيمةٍ بين فضلاء عصره وأهل زمانه؛ قال فيه عصريُّه الأمير أبو نصرِ بن ماكولا: لم أرَ مثلَ صديقِنا أبي عبد الله الحميديِّ في نزاهته وعفَّته ووَرعه وتشاغله بالعلم. وقال أيضاً: وهو من أهل العلم والخير والفضل والتيقظ. قال الذهبي: وكان من بقايا أصحاب الحديث علماً وعملاً وعقداً وانقياداً، رحمة الله عليه. شيوخُه: ضربَ رحمه الله في الآفاق وتلقَّى العلم عن أكابر عصره وفي مقدِّمتهم حافظا المغرب والمشرق؛ أبو عُمر بن عبد البَّر وأبو بكر الخطيب البغداديُّ، ولازمَ ابنَ حزمٍ الأندلسيَّ الظاهريَّ فأكثر عنه وانتسب إلى مدرسته، وكان مختصاً بصحبته وحَمَلَ عنه أكثر كتبه، سمع منه بميورقة قديماً، وكان يتعصب له ويميل إلى قوله، وكان قد أصابته فيه فتنةٌ، ولما شُدِّدَ على ابن حزم خرج الحميديُ إلى المشرق، قال ابن عساكر: يقال إنه داودي المذهب غير أنه لم يكن يتظاهر بذلك، وأخذ بمصر عن القاضي أبي عبد الله القُضاعيِّ _وطالما قُصِد في رواية كتاب الشهاب، فكان يشهد لشيخه بالفضل ويقول: لقد صيرني الشهاب شهاباً_ ومحمد بن أحمد القَزوينيِّ وأبي إسحاقَ الحبَّال والحافظِ عبدِ الرحيم بن أحمد البخاريِّ وعدَّةٍ، وسمع بدمشقَ من أبي القاسم الحِنَّائيِّ وعبدِ العزيز الكتانيِّ، وبمكَّة من المحدِّثة كريمةَ المَروزيَّة، وببغدادَ من عبد الصمد بن المأمون وأبي الحسين بن المهتدي بالله وأبي محمد بن هزارَمرد وأبي جعفرَ بن المُسْلِمَة، وبواسطٍ من العلَّامة أبي غالبِ بن بشرانَ اللُّغويِّ. تلامذتُه: حدَّث عنه: الحافظ أبو عامرٍ العبْدريُّ ومحمد بن طرخان التُّركيُّ ويوسفُ بن أيوبَ الهمذَانيُّ الزَّاهد وإسماعيلُ بن محمد التَّيميُّ والحسين بن الحسن المقدسيُّ وصِدِّيقُ بن عثمان التبريزيُّ وشيخُه أبو بكر الخطيب ومات قبلَه بدهرٍ وأبو إسحاقَ بن نبْهانَ الغَنَويُّ وأبو عبد الله الحسين بن نصرِ بن خميسٍ المَوصلِيُّ وأبو القاسم إسماعيلُ بن السمرقنديِّ وأبو الفتح محمد بن البطيِّ والحافظ محمد بن ناصرٍ وآخرون. مصنَّفاته: جمعَ الحميديُّ رحمه الله تعالى وصنَّف، وضربتْ مؤلفاتُه في فنون العلوم: الحديثِ والتراجم والتاريخ والأدب والبلاغة، كان من أشهرها: - «الجمع بين الصحيحين» وهو أهمُّها. - «تفسير غريب ما في الصحيحين». - «تاريخ الأندلس» أو «جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس» وله أكثر من رواية، المطبوع منه رواية واحدة أكثر من طبعة. - «تسهيل السبيل إلى علم الترسيل بتمثيل المماثلات وتصنيف المخاطبات» منه نسخة في طبقو سراي، تحت رقم:2351، نشر سزكين صورة عنها. وهو ذاته «مخاطبات الأصدقاء»، كما رجح محققا الذهب المسبوك. - «بلغة المستعجل» منه نسخة ببلدية الإسكندرية، محفوظة تحت رقم 4862/د فنون منوعة، كُتبها حسن بن حمزة، سنة 973 هجرية. وهو ذاته: «جمل تاريخ الإسلام» كما نبَّه صلاح الدين المنجد. - «الذهب المسبوك في وعظ الملوك» مطبوع عدة طبعات، منها طبعة عالم الكتب. - «التذكرة» جزء فيه أخبار وأشعار كتبها تذكرة ومودة لأبي محمد الحسن بن حبيب، طبع في دار الغرب الإسلامي. - رسالة في موازنة الأعمال، كتبها في ريعان الشباب، على منهج شيخه ابن حزم رحمهما الله في الجدل والنقاش، وأعجب بها شيخه أيُّما إعجاب، وردَّ عليها أبو طالب عقيل بن عطية القضاعي (ت:608هـ) في كتابه: «تحرير المقال، في موازنة الأعمال، وحكم غير المكلفين في العقبى والمال»، وكلاهما مطبوع في دار الإمام مالك بإمارة أبي ظبي. - «الأماني الصادقة» ذكره في «الجذوة» وهو في حيز العدم. - «جزء في ما جاء من النصوص والأخبار في حفظ الجار» ذكره ابن عساكر وغيره، وهو في حيز العدم. - «ذم النميمة» ذكره ابن عساكر وغيره، ولهو في حيِّز العدم. -«المتشابه في أسماء الفواكه» ذكره ابن خير في فهرسه. - «نوادر الأطباء» ذكرها ابن خير في فهرسه. - منظومه داليه في النقد على مَن عاب الحديث، ذكرها ابن خير في فهرسه، منها نسخة مكتبة جوتا بألمانيا، ضمن مجموع برقم:613. قال الحميدي: ثلاث كتب من علوم الحديث يجب الاهتمام بها: كتاب (العلل)، وأحسن ما وضع فيه كتاب الدارقطني. والثاني كتاب (المؤتلف والمختلف)، وأحسن ما وضع فيه (الإكمال) للأمير ابن ماكولا، وكتاب وفيات المشايخ، وليس فيه كتاب. قال الحميدي: وقد كنت أردت أن أجمع فيه كتاباً، فقال لي الأمير ابن ماكولا: رتبه على حروف المعجم بعد أن ترتبه على السنين. لكنه انشغل بـــ«الجمع بين الصحيحين» فلم يستطع تصنيفَه. وفاته: توفي الحميديُّ رحمه الله تعالى في سابع عشر ذي الحجَّة سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مئة عن بضعٍ وستين سنة، وصلَّى عليه أبو بكرٍ الشَّاشِيُّ، ودُفن بمقبرة بابِ أبرز في بغداد بالقرب من قبرِ الشيخ أبي إسحاقَ الشيرازيِّ، ثم إنَّهم نقلوه بعد سنتين إلى مقبرة بابِ حربٍ فدُفن عند بشر الحافي تنفيذاً لوصيته، ولمَّا نقلوه كان كفنُه جديداً، وبدنُه طرياً يفوحُ منه رائحةُ الطيب رحمه الله تعالى.
الحافظ الضياء المقدسي:
نسبه ونشأته: ضياء الدين المقدسيُّ ░569 - 643 هـ 1174 - 1245 م▒ محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعديُّ، المقدسيُّ الأصل، الصالحيُّ الحنبليُّ، أبو عبد الله، ضياء الدين: عالم بالحديث، مؤرخ. من أهل دمشق، مولدًا ووفاة. بنى فيها مدرسة دار الحديث الضيائية المحمدية بسفح قاسيون، شرقي الجامع المظفري، ووقف بها كتبه. ورحل إلى بغداد ومصر وفارس، وروى عن أكثر من 500 شيخ. مؤلفاته: من كتبه - (الأحكام) في الحديث، لم يتمَّه، ثلاث مجلدات - و (فضائل الأعمال) - و (الأحاديث المختارة) تسعون جزءًا، ولم يكمل - و (فضائل الشام) أربعة أجزاء - و (فضائل القرآن) - و (مناقب أصحاب الحديث) أربعة أجزاء - و (سبب هجرة المقادسة إلى دمشق) نحو عشرة أجزاء، ويسمَّى (سير المقادسة) - و (مناقب جعفر بن أبي طالب) رسالة - و (الحكايات المقتبسة) في كرامات بعض الصالحين. عملنا : عملنا في الجمع بين الصحيحين: أهم ما يمييز العمل إظهار زوائد الحميدي على الصحيحين باللون الأحمر، فلذلك كل زوائد الحميدي جعلناها بين معترضتين في هذا البرنامج لتظهر بلون مغاير. - قابلنا الكتاب على خمسة نسخ خطية تـمتاز بقدمها ودقتها لا سيّما نسختي (ابن الصلاح) و(أبي شجاع). - اعتنينا بتنسيق الكتاب وفق منهجٍ اتسم بالمرونة في توزيع الفواصل والنقط، والتوسُّع في استعمال علامة التأثر التعجب ليشمل مطلق التأثر وهو الأولى بها فيما نرى، والتجاوزِ عن الكثير من الفروق الإملائية دون الإشارة إليها للاختلاف بين منهج الإملاء القديم والحديث، إلا ما كان فيه إشارة إلى مذاهب نحوية فنبهنا إلى ذلك كترك حذف حرف العلة عند الجزم، وعدم وجود ألف عند تنوين النصب. - وضعنا المرفوع من أحاديث رسول الله سواء كان قولاً أو فعلاً أو صفة أو تقريراً؛ بين قوسين صغيرين: «»، وجعلنا المرفوع القولي والموقوف القولي الذي له حكم الرفع باللون الغامق العريض تمييزاً للمرفوع من غيره وتنبيهاً على الموقوف الذي له حكم المرفوع. - اعتنينا بضبط ألفاظ الكتاب، وآثرنا في ذلك سلوك طريق الوسط وعدم الإكثار من علامات الشَّكْل التي تثقل كاهل النص دون كبير فائدة، منتهجين في ذلك نهج شيخ المحدثين أبي عمرو بن الصلاح الذي قال:.. ثم لا يتعنَّى بتقييد الواضح الذي لا يكاد يلتبس، وقد أحسن من قال: إنما يُشكَلُ ما يُشكِلُ. - سبق أنّ من أهم ما يتميز به كتاب الجمع بين الصحيحين هو الزيادات التي زادها الحافظ الحميدي من المستخرجات وكتب الدارقطني وغيره، فجعلناها باللون الأحمر تمييزاً لها عن ألفاظ الصحيحين، كما أنَّه نسب إلى الشيخين ألفاظاً كثيرة ليست في الصحيحين دون أن ينبه على ذلك فميزناها باللون الأحمر أيضاً. - قمنا بتخريج أحاديث الكتاب بذكر رقم الحديث وبيان مخرجه ومدار إسناده في الصحيحين، وفق منهجٍ أردنا من خلاله توضيح طريقة الحميدي أمام القارئ العادي الذي لا خبرة له بعمل المحدثين الذين يكتفون بذكر أطراف الروايات، دون التصريح بها في كل مرة اعتماداً على سابق الكلام وسياقه، وعلى معرفة السامع بالأئمة الذين يجمع حديثهم ومن تدور عليهم الرواية. وأملنا بهذا العمل الذي استغرق منَّا الجهد والوقت أن نكون قد قرَّبنا هذا الكتاب إلى متناوَل أكبرِ شريحة من القراء ليعود كسابق عهده البوابةَ العريضة التي يبتدأ منها الطالب دخوله لكتابي البخاري ومسلم، والمنتهى الذي يعتمده الحفّاظ في معرفة دقائق ألفاظ الصحيحين واختلاف لرواة فيها. - أدرجنا ضمن حواشي الكتابِ كتابَ تفسير غريب الجمع بين الصحيحين للحميدي نفسِه، وقد سبق الكلام عليه وعلى منهجنا فيه في طيات وصفنا للنسخة المخطوطة، وأننا آثرنا إدراجه ضمن حواشي الكتاب تيسراً للقارئ واتباعاً لمنهج الحافظ ابن الصلاح الذي اعتمد عليها في معظم تعليقاته على النسخة المقروءة عليه، وقد وضعنا إزاء كل كلمةٍ نقل ابن الصلاح تفسيرها بحروفه: (ابن الصلاح)، وإزاء الكلمة التي نقل تفسيرها بالمعنى: (ابن الصلاح نحوه). - قمنا بترقيم أحاديث الكتاب. - عزونا الآيات الكريمة إلى مواضعها في الكتاب العزيز. عملنا في رسالة الضياء: نضدنا الرسالة، وبينا موضع ورود الحديث في الجمع بين الصحيحين، ورقمنا الأحاديث بترقيمين: الأول ترقيم تسلسلي
والثاني لرقمه في الجمع بين الصحيحين في طبعتنا هذه وخرَّجنا روايات البخاري ومسلم في موضعها بأن جعلناها بين معقوفين
نسخة المستند غير متوفرة.
لا يتوفر الآن نسخة من المستند، الرجاء المحاولة لاحقا.