الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن مع الدجال إذا خرج ماءً وناراً

          399- الحادي عشر: يجمعُ أحاديثَ قد فرَّقاها؛ عن رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ قال: انطلقتُ أنا وعقبةُ بنُ عَمرٍو إلى حذيفةَ، فقال عقبةُ: حدِّثْني بما سمعتَ من رسولِ الله صلعم في الدَّجَّال، فقال: سمعتُه يقول: «إنَّ مع الدَّجَّالِ إذا خرَج ماءً وناراً، فأمَّا الَّذي يَرى النَّاسُ أنَّه نارٌ فماءٌ باردٌ، وأما الذي يَرى الناسُ أنَّه ماءٌ فنارٌ تحرِقُ، فمَن أدرَك ذلك منكم فلْيقَع في الذي يَرى أنَّه نارٌ، فإنَّه ماءٌ عذبٌ باردٌ». [خ¦3450]
          قال حذيفةُ: وسمعتُه يقول: «إنَّ رجلاً ممَّن كان قبلَكم أتاه الملَكُ ليقبِضَ روحَه، فقال: هل عَمِلْتَ مِن خيرٍ؟ قال: ما أعلمُ، قيل له: انظُرْ، قال: ما أعلمُ شيئاً، غيرَ أنِّي كنتُ أبايِعُ النَّاسَ في الدُّنيا وأُنظِرُ الموسِرَ وأتجاوَزُ عن المُعسِرِ، فأدخَلَه الله الجنَّةَ». [خ¦2077]
          وسمعتُه يقول: «إنَّ رجلاً حضَره الموتُ، فلمَّا يئسَ من الحياةِ أوصى أهلَه: إذا أنا مِتُّ فاجمَعوا لي حطباً كثيراً جَزْلاً ثمَّ أوقِدوا فيه ناراً، حتَّى إذا أَكَلتْ لحمي وخَلَصَتْ إلى عظمي وامْتُحِشتُ(1)، فخُذُوها فاطْحَنوها، ثمَّ انظُروا يوماً / راحاً(2) فاذْروهُ في اليمِّ، ففعَلوا، فجمَعه الله إليه، فقال: لِمَ فعلْتَ ذلك؟ قال: مِن خشيتِك، قال: فغفَر اللهُ له».
          فقال عقبةُ: وأنا سمعتُه يقول ذلك، وكان نبَّاشاً [خ¦3452]
          في حديث شعبةَ _حديثُ الدَّجَّال_ مختصَرٌ عن رِبعيِّ عن حذيفةَ: أنَّه صلعم قال في الدَّجَّال: «إنَّ معه ماءً وناراً، فنارُه ماءٌ باردٌ، وماؤه نارٌ، فلا تَهلِكوا»، قال أبو مسعود: وأنا سمعتُه من رسولِ الله صلعم. [خ¦7130]
          وفي رواية شعيبِ بنِ صفوانَ عن عبد الملك بنِ عُميرٍ نحوُه. [خ¦3450]
          وفي حديث نعيمِ بنِ أبي هندٍ عن ربعيِّ نحوُه.
          وفي حديث أبي مالكٍ الأشجعيِّ عن رِبعيِّ بنِ حِراشٍ عن حذيفةَ لمسلمٍ، أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لَأنا أعلمُ بما مع الدَّجَّالِ منه؛ معه نهران يجريانِ: أحدُهما رَأْيَ العينِ ماءٌ(3) أبيضُ، والآخرُ رَأْيَ العينِ نارٌ تأجَّجُ، فإمَّا أَدْرَكَنَّ أحدًٌ(4) فليأتِ النهَرَ الَّذي يراه ناراً، وليُغمِضْ، ثمَّ ليُطَأْطِئْ رأسَهُ فليشرَبْ، فإنَّه ماءٌ باردٌ، وإنَّ الدَّجَّالَ ممسوحُ العينِ، عليها ظَفَرَةٌ غليظةٌ، مكتوبٌ بين عينَيه: كافرٌ، يقرُؤه / كلُّ مؤمنٍ كاتِبٍ وغيرِ كاتِبٍ».


[1] امتَحشَتِ النارُ العظمَ: أي: أحرقتْه، وامتُحِش الشيءُ احترقَ، والمَحشُ: إحراقُ النار الجلدَ.وفي هامش
(ابن الصلاح): (يقال: امتحشته النار وامتحش هو لازمٌ فعلى هذا يجوز من حيث اللغة في قوله: «وامتحشت» أوجه ثلاثة: امتَحشتُ بفتح التاء الأولى وضم التاء الأخيرة، وامتَحشتْ بفتح الأولى وإسكان الأخيرة؛ أي: احترقت عظامي، وامتُحِشتُ بضم التاءين وكسر الحاء، وأما في الرواية فينبغي أن يلفظ بها جميعاً؛ للتردد في أنّها كيف جاءت؟).
[2] يومٌ راحٌ: كثيرُ الريح.
[3] سقط قوله: (ماء) من (أبي شجاع).
[4] الظاهر أنَّ (أحداً) منصوب وكتْبه بلا ألف مع النصب جائز على مذهب من يقف على المنصوب بغير ألف، ومعناه؛ فإمّا أدركنَّ الدجالُ أحداً.هامش (ابن الصلاح).ويحتمل الرفع على الفاعلية على تقدير المفعول أي (ذلك).