مصابيح الجامع

حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم

          3590- (حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكَرْمَانَ) خوزًا (1) _بضم الخاء المعجمة وبالزاي_، وكِرمان: _بكسر الكاف_ معطوف على خُوز، وهما بلدان معروفان بالشرق.
          قال ابنُ دحية: قيَّدنا خُوزًا (2) في البخاريِّ بالزاي. وقيَّده الجرجاني: خور كرمان _بالراء المهملة_ مضافًا إلى كِرمان، وصوَّبه الدارقطنيُّ بالراء مع الإضافة، وحكاه عن الإمام أحمدَ بنِ حنبل، ونسب بعضُهُم هذا إلى التَّصحيف، وقيل: إذا أُضيف، فبالمهملة لا غير، وإذا عطفته، بالزاي لا غير.
          قال مغلطاي: وهُما جيشان من التُّرك، وكان أوَّل خروج هذا الجيش متغلبًا (3) في جمادى الأولى (4) سنة سبع عشرة وست مئة، فعاثوا في البلاد، وأظهروا في الأرض الفساد، وخرَّبوا جميع المدائن حتَّى بغداد، وربطوا خيولهم إلى سواري الجامع كما في الحديث (5)، وَعَبَروا (6) الفرات، وملكوا أرض الشَّام في مُدَّةٍ يسيرةٍ، وعزموا على دخولهم مِصرَ، فخرج إليهم مَلِكُها قُطُز المُظفَّر، فالتقوا بعين (7) جالوت، فكان له عليهم من النصر (8) والظفر كما كان لطالوت (9)، فانجلوا عن الشَّام منهزمين، ورأوا ما لم يشاهدوا منذ زمان ولا حين، وراحوا خائبين خاسرين، أذلَّاءَ صاغرين، والحمد لله (10) رب العالمين.
          ثم إنهم في سنة ثمانٍ وتسعين مَلَكَ عليهم رجلٌ يُسَّمى محمود غازان، يزعم أنه من أهل الإيمان، مَلَكَ جُملةً من بلاد الشام، وعاثَ (11) جيشُه فيها عيثَ عُبَّادِ الأصنام، فخرج إليهم المَلِكُ الناصرُ محمد (12)، فكسرهم كسرًا ليس معه انجبار، وتفلل (13) جيش التتار، وذهب معظمهم إلى النار وبِئسَ القرار.


[1] ((خوزا)): ليست في (د).
[2] في (ج): ((خوازاً)).
[3] في (ق): ((متعلقاً)).
[4] في (د): ((الأول)).
[5] ((كما في الحديث)): ليست في (ق).
[6] في (د): ((وغيروا))، في (ق): ((وغزو)).
[7] في (ج): ((بعير)).
[8] في (ج): ((النظر)).
[9] في (ج): ((لجالوت)).
[10] في (د): ((ولله الحمد)).
[11] في (د): ((وغاب)).
[12] في (ج): ((محمداً)).
[13] في (د): ((وتغلغل))، وفي (ج): ((تفلفل)).