مصابيح الجامع

حديث: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت

          3610- (لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ) أي: لا يُرفع إلى الله منه شيءٌ؛ لعلمه باعتقادهِم، والتراقي: جمع تَرْقُوَة على زنة فَعْلُوَة، وهي عظمٌ واصل ما بين ثغرة النَّحر والعاتق.
          (يَمْرُقُونَ مِنَ الدَّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ) المروق: سرعةُ نفوذِ السهم من الرمية حتى تخرج من الطرف الآخر، والدِّين هنا: طاعةُ الأئمة، أو الإيمان، والرميَّة: ما يُرمى من الصيد.
          (ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى (1) رِصَافِهِ) براءٍ مكسورةٍ _حكى فيها السفاقسيُّ الضم_ وصاد مهملة: هي العقب التي (2) تكون فوق مدخل النَّصل في السهم، واحدها: رَصَفَة.
          (ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيَّهِ(3)) بفتح النون _وحكى السفاقسي أيضًا الضم_ بعدها ضاد معجمة: عودُ السهم قبل أن يُرَيَّشَ ويُنَصَّل (4)، سُمِّي به؛ لكثرة البَرْي والنحت، كأنه جُعل نِضْوًا؛ أي: هزيلًا.
          (ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ) بذالين معجمتين: جمع قُذَّة، وهي الريشُ الذي على السهم.
          (قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَ (5) الدَّمَ) الفرث: ما يجتمع في الكَرِشِ؛ أي: مَرَّ سريعًا في الرمية، وخرج منها، لم يتعلَّق منها بشيءٍ من فرثها ودمها؛ لسرعته (6)، شَبَّهَ بذلك خروجَهُم من الدِّين، ولم يحصلوا منه على شيءٍ أَلبتة.
          (آيَتُهُمْ (7) رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ) اسمُ المُخدَج (8) هذا: نافع، قاله النوويُّ في «مبهماته» عن الخطيب في حديثٍ عن عليٍّ ☺.
          وفي «مرآة الزمان»: اسمه: بُلْبُول، قال: وقال (9) هشام: هو ذو الخُوَيْصِرَة.
          (أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ) البَضْعَة _بفتح الباء_: القِطعة من اللحم، وتَدَرْدَرُ _بفتح أوله وثانيه ودالاهُ مهملتان_: أصله تتدردر؛ أي: تتحرَّك وتجيء وتذهبُ، فحُذفت إحدى التاءين تخفيفًا، والتَّدَرْدُرُ(10) : حكاية صوتِ الماء في بطونِ الأودية إذا اندفع.


[1] ((إلى)): ليست في (د).
[2] في (م): ((الذي)).
[3] في (د): ((نضه)).
[4] في (د): ((وينضل)).
[5] ((الواو)): ليست في (د).
[6] في (د): ((لسرعة)).
[7] في (د): ((آتيهم)).
[8] في (د) و(ج): ((المخدع))، وفي (ق): ((المخرج)).
[9] في (د) زيادة: ((ابن)).
[10] من قوله: ((البضعة بفتح الباء... إلى... قوله: والتدردر)): ليس في (ق).