مصابيح الجامع

حديث: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي

          3623- 3624- (كَأَنَّ مِشْيَتَهَا) بكسر الميم؛ لأن المراد الهيئة.
          - (أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ) فيه دلالة على تفضيل فاطمة ♦، ودخل في هذا العموم أُمها وأخواتُها.
          قيل: وإنما سادَتْهُنَّ؛ لأنهن مُتْنَ في حياة النبي (1) صلعم، فكُنَّ في صحيفته، ومات أبوها وهو سيِّد العالمين، فكان رُزْؤه في صحيفتها وميزانها.
          وقد روى البزَّار من طريق عائشة: أنه ◙ قال لفاطمة: ((خَيْرُ بَنَاتي، إنَّها أُصِيبَتْ بي))، فحقَّ لمِنْ كانت (2) هذه حالها أن تسودَ نساءَ أهلِ الجنة.
          ويُذكر عن أبي بكر بن داود(3) : أنه سُئل: مَنْ أفضلُ، أخديجةُ أم فاطمةُ؟ فقال: إن رسول الله صلعم قال: ((إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنَّي))، فلا أعدلُ ببضعةٍ من رسول الله صلعم أحدًا.
          قال السهيليُّ: وهذا استقراءٌ حسنٌ، ويشهد لصحَّته: أن أبا لبابة حين ارتبطَ (4) نفسَهُ، وحلف أن لا يحلَّه إلا رسولُ الله صلعم، جاءت فاطمة لتحله، فأبى من أجل قَسَمه، فقال رسول الله صلعم: ((إنَّما فاطِمَةُ بَضْعَةٌ منَّي))، فحَلَّتْه.


[1] في (ق): ((حياة رسول الله)).
[2] في (د) و(ج): ((كان)).
[3] في (ق): ((بكر وداود)).
[4] في (ق): ((حين ربط)).