مصابيح الجامع

حديث: أنبئت أن جبريل أتى النبي وعنده أم سلمة

          3633- (رَأَيْتُ النَّاسَ) أي: في النوم.
          (فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ) ☺.
          (فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ) الذَّنُوب _بفتح الذَّال المعجمة_: الدَّلْوُ العظيمةُ.
          (وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ) بفتح الضاد المعجمة وضمِّها.
          قيل: يريد: ما ناله المسلمون في خلافة أبي بكر من أموال المشركين.
          وقيل: إنما أراد: قِصَرَ مُدته، كيف وقد قاتل أهل الرِّدَّة، فلم يتفرَّغْ لافتتاح الأمصار وجباية الأموال.
          (فَاسْتَحَالَتْ بِيَدِهِ غَرْبًا) أي: انقلبت عن الصغر إلى الكبر، والغَرْب _بسكون الرَّاء_: الدَّلْو العظيمةُ، وهذا تمثيلٌ أُشير به إلى عِظَمِ الفتوح التي كانت في زمن عمرَ ☺، وكثرتِها.
          (فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا) أي: سيِّدًا كبيرًا.
          قيل: وأصلُهُ(1) : أنَّ عَبقر قريةٌ يسكنها الجنُّ، فكلَّما أرادوا شيئًا فاتنًا غريبًا (2) مما (3) يصعب عملُه ويدقُّ، أو شيئًا عظيمًا في نفسه، نسبوه إليها، فقالوا: عبقريٌّ (4)، ثم اتُّسِعَ فيه حتى سُمِّي به السيِّدُ الكبير.
          (يَفْرِي فَرِيَّهُ) بفتح الفاء وإسكان الراء وتخفيف الياء التحتيّة.
          ويُروى: بكسر الرَّاء وتشديد الياء؛ معناه: يعملُ عملَهُ، وَيقْوى قُوَّتَه.
          (حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ) ((النَّاس)) مرفوعٌ (5) على أنه فاعلُ ضَرَب، والعَطَن: مُناخُ (6) الإبل إذا صدرَتْ عن الماء.
          قال السَّفاقسيُّ: يقول: حتى رَوَّى الإبلَ الماءُ الذي تشربه في مَبارِكِها من غير أن تُساق إليه؛ لكثرته.
          وقال ابن الأنباريِّ: معناه: حتى رَوَوا، وأَوردوا إبلَهم وأبركوها، وضربوا لها عَطَنًا.


[1] في (د): ((أن أصله)).
[2] في (د): ((غائباً))، وفي (ق) زيادة: ((بائناً)).
[3] في (ق): ((فيما)).
[4] في (ج): ((أعبقري)).
[5] ((مرفوع)): ليست في (د).
[6] في (ق): ((متاع)).