المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: رسول الله فقال: ما بال دعوى الجاهلية

          2468- قال البخاريُّ: حدَّثنا الحميدي [خ¦4907] وحدثنا علي [خ¦4905] : حدَّثنا سفيان: قال عمرو: سمعت جابرًا.
          (ح): حدَّثنا محمد [خ¦3518] : أخبرنا(1) مخلد بن يزيد: حدَّثنا ابن جريج: أخبرنا عمرو بن دينار: أنه [سمع] جابرًا يقول: غزونا مع النَّبيِّ صلَّى الله / عليه وسلَّم وقد ثاب معه أناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل [لعَّاب] فكسع أنصاريًّا، فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا حتى تداعوا، وقال الأنصاري: يا آل الأنصار(2)، وقال المهاجري: يال المهاجرين(3).
          قال سفيان: قال: فسمع ذلك(4) رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «ما بال دعوى الجاهلية(5) ؟!».
          قال ابن جريج: ثم قال: «ما شأنهم؟» فأخبر بكَسْعَةِ المهاجري الأنصاري، قال: فقال رسول الله(6) صلَّى الله عليه وسلَّم: «دعوها، فإنها خبيثة». وقال سفيان: «فإنها منتنة»، فسمع بذلك عبد الله بن أبيِّ، فقال: أَوَقَد فعلوها؟! أما والله لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فبلغ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
          قال الحميدي عن سفيان: فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه».
          [زاد علي عن سفيان]:و كانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد.
          وخرَّجه في باب ما ينهى عنه من دعوى الجاهلية، وفي باب قوله عزَّ وجلَّ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة:80]. [خ¦3518] [خ¦4905]


[1] في الأصل: (بن)، وهو تحريف.
[2] كذا في الأصل، وفي رواية أبي ذرٍّ: (يال الأنصار)، وفي «اليونينية»: (يا للأنصار).
[3] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (يا للمهاجرين).
[4] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (ذاك).
[5] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (جاهلية).
[6] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (النَّبيُّ).