نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: الأمراء من قريش

          ░2▒ (باب الأُمَرَاءُ) كائنون (مِنْ قُرَيْشٍ) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: <الأمر أمر قريشٍ> قال القاضي عياض: وهو تصحيفٌ، والأوَّل هو المعروف. ولفظ التَّرجمة حديثٌ أخرجَه يعقوب بن سفيان، وأبو يعلى، والطَّبرانيّ من طريق سُكين بن عبد العزيز: حدثنا سيَّار بن سلامةَ أبو المنهال، قال: دخلت مع أبي على أبي برزة الأسلميِّ، فذكر الحديث الَّذي أوَّله: ((إنِّي أصبحتُ ساخطاً على أحياء قريش)). وفيه: سمعتُ رسول الله صلعم يقول: ((الأمراءُ من قريش)). وفي لفظٍ للطَّبرانيّ: ((الأئمة)) بدل: ((الأمراء)). وله شاهدٌ من حديث عليٍّ ☺ رفعه: ((ألا إنَّ الأمراءَ من قريش ما أقاموا ثلاثاً)) الحديث، أخرجه الطَّبرانيُّ، وأخرجه الطَّيالسيّ والبزار، والمصنِّف في ((التّاريخ)) من طريق سعد بن إبراهيم عن أنسٍ ☺: ((الأئمَّة من قريشٍ ما إذا حكمُوا فعدلوا)) الحديث.
          وأخرجه النَّسائيّ والبخاريُّ أيضاً في «التّاريخ»، وأبو يعلى من طريق بُكير الجزريِّ عن أنسٍ ☺. وله طرقٌ متعدِّدةٌ عن أنسٍ: منها للطَّبرانيّ من رواية قتادة عن أنسٍ بلفظ: ((إنَّ المُلْك في قريشٍ)). وأخرج أحمدُ هذا اللَّفظ مقتصراً عليه من حديث أبي هريرة ☺. ومن حديث أبي بكرٍ الصِّدِّيق ☺ بلفظ: ((الأئمَّة من قريشٍ)) ورجاله رجال الصَّحيح، لكن في سنده انقطاعٌ.
          وأخرجه الطَّبرانيّ، والحاكم من حديث عليٍّ ☺ بهذا اللَّفظ الأخير، ولمَّا لم يكن شيءٌ منها على شرط المصنِّف في «الصحيح» اقتصر على التَّرجمة، وأورد الَّذي صحَّ على شرطهِ ممَّا يؤدَّى معناه في الجملة.