5479- حدَّثنا (1) يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ: حدَّثنا وَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَاللَّفْظُ لِيَزِيدَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَخْذِفُ، فَقالَ لَهُ (2): لَا تَخْذِفْ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ _أَوْ: كَانَ يَكْرَهُ الْخَذْفَ_ وَقالَ: «إِنَّهُ
/
لَا يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ وَلَا يُنْكَى (3) بِهِ عَدُوٌّ، وَلَكِنَّهَا قَدْ تَكْسِرُ السِّنَّ، وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ». ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ، فَقالَ لَهُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ _أَوْ: كَرِهَ الْخَذْفَ_ وَأَنْتَ تَخْذِفُ؟! لَا أُكَلِّمُكَ كَذَا وَكَذَا.
[1] في رواية أبي ذر: «حدَّثني».
[2] لفظة: «له» ليست في رواية ابن عساكر.
[3] في رواية أبي ذر: «يُنْكَأُ»، وهو المثبت في متن (و، ق). وبهامش اليونينية: حاشية بخط الحافظ اليونيني: قوله: «لا يَنْكَأُ [زاد في (ب، ص): به] عدوًا» كذا الرواية بفتح الكاف مهموز الآخر، وهي لغةٌ، والأشهر: «يَنْكي» ومعناه المبالغة في الأذى. قاله عياض.اهـ، وقال ابن سِيده في المحكم في حرف الكاف والنون والهمزة: ونكأتُ العدوَّ أنكؤهم، لغةٌ في نكيتهم، وقال في حرف الكاف والنون والياء: نكى العدو، نكايةً: أصاب منه. وحكى ابن الأثير في نهايته: «أو يَنْكِي لك عدوًا» يقال: نَكَيتُ في العدو أنكي نكاية. فأنا ناكٍ، إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل، فَوَهِنُوا لذلك، والهمز لغةٌ فيه، وقال القاضي في شرح مسلم: «لا يَنكأ العدوَ». كذا رُوِّيناه مهموزًا، وفي بعض الروايات: «لا يَنكِي» بكسر الكاف وهو أوجه في هذا الموضع؛ لأنَّ المهموز إنَّما هو من نكأت القرحة، وليس هذا موضعَه إلَّا على تجوزٍ، وإنَّما هو من النِّكاية، يقال منه: نكيت العدو أنكيه نكايةً، قال صاحب العين: و(نكأت) لغةٌ، فعلى هذا تتوجه رواية شيوخنا في الحروف [في (ب، ص): الحرف].اهـ.