البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري
بطاقة الكتاب البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري
تأليف
الإمام قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي
اعتنى به الدكتور عبد الجواد حمام
مراجعة اللجنة العلمية بدار الكمال المتحدة
التصنيف الرئيسي : الشروح
اسم الكتاب : البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري
اسم المؤلف الكامل : قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي
تاريخ الوفاة : 735
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1441
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : الدكتور عبد الجواد حمام- مراجعة اللجنة العلمية بدار الكمال المتحدة
الأجزاء : 3
حول الكتاب :
كل مَن ترجم للقطب الحلبي تقريباً نصَّ على أنه ألف شرحاً موسعاً على صحيح البخاري، لكنه لم يتمه، وإنما بيَّض قسماً منه، على تنوع في تحديد حجم هذا القسم المبيض أو المنتهي من الشرح.
ومما ذُكِرَ في ذلك:
قال الذهبي: «وعمل معظم شرح البخاري في عدة مجلدات».
وقال الوادي آشي: «وَله تأليفان الْآن لِلْخُرُوجِ أَحدهمَا: شرح البُخَارِيّ يكون فِي نَحْو خَمْسَة عشر سفراً تخميناً».
وقال ابن كثير: «وصنف شرحاً لأكثر البخاري، وجمع تاريخاً لمصر ولم يكملهما».
وقد ذكر ابن الملقن هذا الكتاب ضمن المصادر التي اعتمدها في التوضيح فقال: «ومن المتأخرين: شيخنا قطب الدين عبد الكريم في ستة عشر سفراً».
قال ابن حجر: «وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ وَهُوَ مطوّل أَيْضاً بيض أَوَائِله إِلَى قريب النّصْف.»
قال ابن قطلوبغا: «شرح البخاري بلغ النصف».
وقال السيوطي: «وشرع في شرح البخاري مطولا بيض منه النصف».
وقال صديق حسن خان: «وَشرحُ الإِمَامِ قطب الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير الْحلَبِي الْحَنَفِيّ المتوفي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْع مئة، وَهُوَ إِلَى نصفه فِي عشر مجلدات».
وجاء في «معجم المؤلفين»: «من مؤلفاته: شرح الجامع الصحيح للبخاري في عشر مجلدات».
اسم الكتاب:
لم أقف على مَن سمَّى الكتاب من الأئمة المتقدمين، لكن القطعة الأولى من القطع الثلاث _وهي القطعة المحفوظة في مكتبة طلعت_ جاء في أولها تسمية الكتاب كالآتي: «من كتاب البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري».
حول المؤلف :
اسمه ونسبه:
عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور. قطب الدين، أبو محمد. الحلبي، فهو حلبي الأصل والمولد، ثم المصري داراً ومقاماً.
مذهبه الفقهي:
حنفي، وقد ترجمه الحنفية في طبقاتهم.
مولده: ولد بحلب يوم الجمعة، في السادس عشر من رجب، سنة ░664هـ▒.
وفاته:
توفي بالقاهرة يوم الأحد، في رجب، سنة ░735هـ▒، ودفن بها.
شيوخه:
توسع الإمام القطب الحلبي في الأخذ عن الشيوخ، وأكثر من الرحلة والسماع، حتى زاد عن شيوخه عن الألف، ومن أشهر من أخذ عنهم علماً وسماعاً:
- الحافظ ابن دقيق العيد، وقد نقل عنه ووصفه بأنه شيخه في هذا الشرح.
- ابن البخاري، وهو من أعلى أهل عصره إسناداً، ومن أكثره شهرة بالرواية.
تلاميذه:
أخذ عنه تلاميذ كثيرون، منهم أئمة كبار، فقد سمع منه الحافظ الذهبي، وأخذ عنه الوادي آشي، واستجازه التاج السبكي، كما سيأتي ذلك في كلامهم.
مؤلفاته:
عرف القطب الحلبي بالتأليف، واشتهر بها، ويبدو أنه كان ينحو منحى التأليف الموسوعي، وقد ظهرت في مصنفاته الجمع الدقيق، والتحرير، كما سيأتي وصفه بذلك في الحفاظ، وقد عدَّد الزركلي مؤلفاته فقال:
«له «تاريخ مصر» بضعة عشر جزءا، لم يتم تبييضه، و «شرح السيرة للحافظ عبد الغني» مجلدان، و«الاهتمام بتلخيص الإلمام - خ» في الحديث، و«شرح صحيح البخاري» لم يتمه، وكتاب «الأربعين» في الحديث، و«مشيخة » في عدة أجزاء، اشتملت على ألف شيخ».
ثناء الأئمة عليه:
وقال تلميذه الحافظ الذهبي ░748هـ▒:
«الإمام المحدث الحافظ المصنف المقرئ بقية السلف ... وجمع وخرج وألف تواليفاً متقنة، مع التواضع والدين والسكينة، وملازمة العلم، والمطالعة، ومعرفة الرجال ونقد الحديث، سمعت منه بمصر، وبمكة سمعت منه جزء الغطريف، وقد أجاز لي مروياته».
وقال أيضاً:
«وصنف، وخرج، وأفاد، مع الصيانة، والديانة، والأمانة، والتواضع، والعلم، ولزوم الاشتغال والتأليف. حج مرات، وحدثنا بمنى. وعمل تاريخاً كبيراً لمصر بيض بعضه، وشرح السيرة لعبد الغني في مجلدين. وعمل أربعين تساعيات، وأربعين متباينات، وأربعين بلدانيات. وعمل معظم شرح البخاري في عدة مجلدات».
وقال أيضاً:
«أحد من جرد العناية، ورحل وتعب وحصل وكتب، وأخذ عن أصحاب ابن طبرزذ فمن بعدهم، وصنف التصانيف، وظهرت فضائله، مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم».
وقال الوادي آشي ░749هـ▒ في برنامجه وهو ممن لقيه وأخذ عنه:
«وَحدث بِصَحِيح مُسلم عَن الْمُؤَيد الطوسي، وَأكْثر هَذَا بِالسَّمَاعِ على القَاضِي شَيخنَا ابْن دَقِيق العَيْد، وأنشدني، قَالَ أنشدنا لنَفسِهِ:
أرى النَّفس تحذر سم الردى وسم الْخَطِيئَة أوحى لَهَا
تجَادل فِي طوع شيطانها إِذا هُوَ بالبغي أوحى لَهَا
وَلَو عقلت أصلحت شَأْنهَا ليَوْم الْقِيَامَة أَو حَالهَا
قَرَأت عَلَيْهِ وَقَرَأَ هُوَ عَليّ أَيْضاً، وانتفع كل منا بِصَاحِبِهِ جزاه الله تَعَالَى خيراً، وأجازني إجَازَة عَامَّة بشروطها.
وَله تأليفان الْآن لِلْخُرُوجِ أَحدهمَا:
- شرح البُخَارِيّ يكون فِي نَحْو خَمْسَة عشر سفراً تخمينا،
- وَالْآخر تَارِيخ ديار مصر قَالَ إِنَّه يخرج فِي نَحْو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ سفرا نحا بِهِ منحى ابْن عَسَاكِر».
قال التاج السبكي ░771هـ▒ وهو ممن استجاز منه:
«وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الْعَالِي وَالنَّازِلِ، وَانْتَقَى عَلَى بَعْضِ شُيُوخِهِ، وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ، وَحَصَّلَ الأُصُولَ وَالْفُرُوعَ، وَقَرَأَ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ، وَأَعَادَ وَدَرَّسَ فِي الْحَدِيثِ بِعِدَّةِ أَمَاكِنَ، وَصَنَّفَ عِدَّةَ تَصَانِيفَ، وَحَجَّ سَبْعَ مِرَارٍ، وَكَانَ لَطِيفَ الْكَلامِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، كَثِيرَ التَّوَاضُعِ، بَشُوشَ الْوَجْهِ، حَسِنَ الْمُلْتَقَى، طَاهِرَ اللِّسَانِ، عَدِيمَ الأَذَى ...أَجَازَ لَنَا الرِّوَايَةَ عَنْهُ».
وقال ابن كثير ░774هـ▒:
«أحد مشاهير المحدثين بها [أي بمصر] والقائمين بحفظ الحديث وروايته وتدوينه وشرحه والكلام عليه ... وقرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث، وقرأ الشاطبية والألفية، وبرع في فن الحديث، وكان حنفي المذهب، وكتب كثيراً، وصنف شرحاً لأكثر البخاري، وجمع تاريخاً لمصر ولم يكملهما، وتكلم على السيرة التي جمعها الحافظ عبد الغني وخرج لنفسه أربعين حديثا متباينة الإسناد، وكان حسن الأخلاق، مطرحاً للكلفة، طاهر اللسان، كثير المطالعة والاشتغال... وخلف تسعة أولاد ☼».
قال الحافظ ابن حجر ░852هـ▒:
«واعتنى بالرواية فَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي، وغازي الحلاوي، وَابْن خطيب المزة وَغَيرهم، وبدمشق من الْفَخر وَغَيره، واستكثر من الشُّيُوخ جداً، وَكتب العالي والنازل، فَلَعَلَّ شُيُوخه يبلغون الْألف، وَخرج لنَفسِهِ التساعيات والمتباينات والبلدانيات، وَكَانَ خيرا متواضعاً، تَلا بالسبع على أبي الطَّاهِر المليحي وعَلى خَاله الشَّيْخ نصر، وانتفع بِصُحْبَتِهِ، وَجمع لمصر تَارِيخا حافلاً لَو كمل لبلغ عشْرين مجلدة، بيض مِنْهُ المحمدين فِي أَرْبَعَة، وَاخْتصرَ الالمام فحرره، وَشرح سيرة عبد الْغَنِيّ، وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ وَهُوَ مطول أَيْضاً بيض أَوَائِله إِلَى قريب النّصْف».
قال ابن قطلوبغا ░879هـ▒:
«وكتب العالي والنازل، وخرَّج وألّف، شرح البخاري بلغ النصف، وعمل تاريخ مصر فبلغ مجلدات دون التمام، وله غير ذلك مع الفهم، والبصر بالرجال، والمشاركة الجيدة في الفنون، وشرح السيرة النبوية للحافظ عبد الغني».
عملنا :
نضدنا الكتاب على قطع الكتاب الموجودة، وهي الآتية:
القطعة الأولى:
هي أصغر القطع وأجودها، وهي محفوظة في مكتبة (طلعت) برقم (486 حديث)، جاءت في (21) لوحة مع لوحة العنوان، في كل صفحة منها (15) سطرًا في كل سطر ما بين (8) إلى (10) كلمات كتبت بخط واضح متقن، ضبطت كلمات كثيرة فيها بالشكل، وألحقت فيها لحاقات مع التصحيح، كما جاء في حواشي اللوحة (11): «بلغ مقابلة»، وقع في هذه اللوحة بياض قريب من ثلاثة أرباع الصفحة، وكتب بهامشه: «وجد في الأصل المكتتب نقص ورقة، فترك هذا البياض هنا كي ينظر».
وجاء في آخرها: «بلغ مقابلة مصححة متقنة مع ضابط مجيد على الأصل المنقول منه حسب الإمكان، وهو منقول من أصل المصنف ».
وجاء أيضًا: «على الأصل المنقولِ منه ما صورتُه: قرأت جميع هذا الجزء من كتاب البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري على مؤلفه وناظم عقده ومرصِّعه شيخنا الإمام العالم الأوحد الحافظ الناقد الأضبط الأعرف المِدْرَه: قطب الدين أبي محمد عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، أيده الله تعالى ونفع بعلمه وأثابه، وصححتُه معه بأصله الذي بخط يده المنقول هذا منه، وذلك بمنزل شيخنا أبي محمد المذكور بظاهر القاهرة خارج باب النصر، يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب عام اثنين وعشر وسبع مئة. وأجاز لي روايته عنه، ورواية ما يجوز له روايته، قال ذلك وكتبه: أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم بن مجلي القيسي».
القطعة الثانية:
قطعة محفوظة بمكتبة برلين تحت الرقم (1193)، وتقع في (189) لوحة مع لوحة العنوان. والنسخة هذه فيها إلحاقات واستدراكات، كما وقع فيها تصحيف وأوهام كثيرة اجتهدنا في تصحيحها.
جاء في صفحة العنوان بحسب ما ظهر لنا: «الجزء الثاني من شرح البخاري للشيخ وحيد عصره وفريد دهره أبي حامد عبد الكريم عليه رحمة الله».
وتحته: «الحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. مصنف هذا الكتاب هو الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الناقد المقرئ بقية السلف، قطب الدين أبو علي، عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري، ولد سنة أربع وستين في شهر رجب، وقرأ بالسبع على إسماعيل المليجي صاحب أبي الجود، وسمع من العزِّ الحراني وغازي والفخر علي وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتى كتب عن تلامذته، وحج مرات، وجمع فأكثر وألف تواليف مفيدة، مع التواضع والدين والسكينة وملازمة العلم الشريف والمطالعة ومعرفة الرجال ونقد الحديث. توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، تغمده الله برحمته. لخصها مالكه عبد الرحمن بن ... الشافعي».
لقطعة الثالثة:
قطعة خطيَّة محفوظة بمكتبة فيض الله أفندي، في إسطنبول برقم (439)، وهذه القطعة تقع في (148) لوحة، في كل لوحة وجهان عدا لوحة العنوان الأولى.
كتبت بخط جيد عمومًا، يندر فيه النقط باستثناء الورقات الأولى، في الوجه الواحد تسعة عشر سطرًا.
وهذه القطعة كتبت بخطين مختلفين في عصر المصنف لم نعرف صاحبهما، وهي طافحة باللحاقات والتصويبات والتقديم والتأخير، كما فيه مواضع بياضات تركت لاستكمال معلومة ما، وبعض تلك البياضات أُكمِل، وبعضها ترك.
واللحاقات التي أضيفت على النص كان بعضها بخط الناسخ ولون الحبر نفسه، وبعضها بلون آخر، ولم تحتوِ تلك اللحاقات على تصحيحات أو عزو للأصل ونحوه غالبًا، مما صعب في بعض الأحيان تمييز ما هو من أصل الكتاب وما هو توضيح أو تنبيه من الناسخ إن كان غير المؤلف.
كما أصاب هذه القطعة شيء من الأرضة أثرت في مواضع منها بمقدار كلمات أو جمل صغيرة، ولم يكن تأثيرًا كبيرًا.
ابتدأت هذه القطعة من أول كتاب العلم من «صحيح البخاري» حديث رقم (59) إلى باب من أجاب السائل بأكثرَ مما سأله حديث رقم (134).
وقد وقع نقص في هذه القطعة الخطية، حيث انتقل الكلام فجأة مع نهاية الوجه (أ) من اللوحة (19) وهو يشرح حديث رقم (64) إلى كلام آخر هو من شرح حديث رقم (65) مع بداية الوجه (ب) من اللوحة ذاتها، ويبدو أن السقط بمقدار ورقة أو ورقتين.
وقد جاء في أول هذه القطعة:
«الجزء الأول من كتاب شرح مشكل البخاري للواسطي
تغمده الله برحمته ورضوانه
آمين، آمين، آمين».
وهذا ما اعتمدت فهارس المخطوطات المعاصرة بدءًا من بروكلمان، ثم تبعه من جاء بعده، فسموا الكتاب: «شرح مشكل البخاري» وجعلوه للواسطي الدُّبَيثي.
وهذه النسبة والتسمية خطأ محض، يبدو أنها وقعت ممن تملك القطعة أو مرت بيده.
وما يجزم بعدم صحة نسبة الكتاب إلى الدبيثي الواسطي ما تضمنه من روايات عن شيوخ صرح بالسماع منهم، كابن دقيق العيد المولود سنة ░625ﻫ▒ والمتوفى سنة ░702ﻫ▒ فكيف يروي عنه الدبيثي إن كانت وفاته ░637ﻫ▒ بل كيف يكون ابن دقيق شيخه؟!
وكذلك شيخه ابن أبي الحرم المكي، المولود سنة ░624ﻫ▒ والمتوفى سنة ░699ﻫ▒.
وكذلك من خلال بحثي لم أجد من سمى كتابًا باسم: «شرح مشكل البخاري» من القدماء، إلا ما وقع متأخرًا كما أشرنا إليه استنادًا إلى ما كُتِبَ على ظاهر هذه القطعة ونسب إلى الدبيثي الواسطي.
اسم الكتاب : البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري
اسم المؤلف الكامل : قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي
تاريخ الوفاة : 735
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1441
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : الدكتور عبد الجواد حمام- مراجعة اللجنة العلمية بدار الكمال المتحدة
الأجزاء : 3
حول الكتاب :
كل مَن ترجم للقطب الحلبي تقريباً نصَّ على أنه ألف شرحاً موسعاً على صحيح البخاري، لكنه لم يتمه، وإنما بيَّض قسماً منه، على تنوع في تحديد حجم هذا القسم المبيض أو المنتهي من الشرح.
ومما ذُكِرَ في ذلك:
قال الذهبي: «وعمل معظم شرح البخاري في عدة مجلدات».
وقال الوادي آشي: «وَله تأليفان الْآن لِلْخُرُوجِ أَحدهمَا: شرح البُخَارِيّ يكون فِي نَحْو خَمْسَة عشر سفراً تخميناً».
وقال ابن كثير: «وصنف شرحاً لأكثر البخاري، وجمع تاريخاً لمصر ولم يكملهما».
وقد ذكر ابن الملقن هذا الكتاب ضمن المصادر التي اعتمدها في التوضيح فقال: «ومن المتأخرين: شيخنا قطب الدين عبد الكريم في ستة عشر سفراً».
قال ابن حجر: «وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ وَهُوَ مطوّل أَيْضاً بيض أَوَائِله إِلَى قريب النّصْف.»
قال ابن قطلوبغا: «شرح البخاري بلغ النصف».
وقال السيوطي: «وشرع في شرح البخاري مطولا بيض منه النصف».
وقال صديق حسن خان: «وَشرحُ الإِمَامِ قطب الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير الْحلَبِي الْحَنَفِيّ المتوفي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْع مئة، وَهُوَ إِلَى نصفه فِي عشر مجلدات».
وجاء في «معجم المؤلفين»: «من مؤلفاته: شرح الجامع الصحيح للبخاري في عشر مجلدات».
اسم الكتاب:
لم أقف على مَن سمَّى الكتاب من الأئمة المتقدمين، لكن القطعة الأولى من القطع الثلاث _وهي القطعة المحفوظة في مكتبة طلعت_ جاء في أولها تسمية الكتاب كالآتي: «من كتاب البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري».
حول المؤلف :
اسمه ونسبه:
عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور. قطب الدين، أبو محمد. الحلبي، فهو حلبي الأصل والمولد، ثم المصري داراً ومقاماً.
مذهبه الفقهي:
حنفي، وقد ترجمه الحنفية في طبقاتهم.
مولده: ولد بحلب يوم الجمعة، في السادس عشر من رجب، سنة ░664هـ▒.
وفاته:
توفي بالقاهرة يوم الأحد، في رجب، سنة ░735هـ▒، ودفن بها.
شيوخه:
توسع الإمام القطب الحلبي في الأخذ عن الشيوخ، وأكثر من الرحلة والسماع، حتى زاد عن شيوخه عن الألف، ومن أشهر من أخذ عنهم علماً وسماعاً:
- الحافظ ابن دقيق العيد، وقد نقل عنه ووصفه بأنه شيخه في هذا الشرح.
- ابن البخاري، وهو من أعلى أهل عصره إسناداً، ومن أكثره شهرة بالرواية.
تلاميذه:
أخذ عنه تلاميذ كثيرون، منهم أئمة كبار، فقد سمع منه الحافظ الذهبي، وأخذ عنه الوادي آشي، واستجازه التاج السبكي، كما سيأتي ذلك في كلامهم.
مؤلفاته:
عرف القطب الحلبي بالتأليف، واشتهر بها، ويبدو أنه كان ينحو منحى التأليف الموسوعي، وقد ظهرت في مصنفاته الجمع الدقيق، والتحرير، كما سيأتي وصفه بذلك في الحفاظ، وقد عدَّد الزركلي مؤلفاته فقال:
«له «تاريخ مصر» بضعة عشر جزءا، لم يتم تبييضه، و «شرح السيرة للحافظ عبد الغني» مجلدان، و«الاهتمام بتلخيص الإلمام - خ» في الحديث، و«شرح صحيح البخاري» لم يتمه، وكتاب «الأربعين» في الحديث، و«مشيخة » في عدة أجزاء، اشتملت على ألف شيخ».
ثناء الأئمة عليه:
وقال تلميذه الحافظ الذهبي ░748هـ▒:
«الإمام المحدث الحافظ المصنف المقرئ بقية السلف ... وجمع وخرج وألف تواليفاً متقنة، مع التواضع والدين والسكينة، وملازمة العلم، والمطالعة، ومعرفة الرجال ونقد الحديث، سمعت منه بمصر، وبمكة سمعت منه جزء الغطريف، وقد أجاز لي مروياته».
وقال أيضاً:
«وصنف، وخرج، وأفاد، مع الصيانة، والديانة، والأمانة، والتواضع، والعلم، ولزوم الاشتغال والتأليف. حج مرات، وحدثنا بمنى. وعمل تاريخاً كبيراً لمصر بيض بعضه، وشرح السيرة لعبد الغني في مجلدين. وعمل أربعين تساعيات، وأربعين متباينات، وأربعين بلدانيات. وعمل معظم شرح البخاري في عدة مجلدات».
وقال أيضاً:
«أحد من جرد العناية، ورحل وتعب وحصل وكتب، وأخذ عن أصحاب ابن طبرزذ فمن بعدهم، وصنف التصانيف، وظهرت فضائله، مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم».
وقال الوادي آشي ░749هـ▒ في برنامجه وهو ممن لقيه وأخذ عنه:
«وَحدث بِصَحِيح مُسلم عَن الْمُؤَيد الطوسي، وَأكْثر هَذَا بِالسَّمَاعِ على القَاضِي شَيخنَا ابْن دَقِيق العَيْد، وأنشدني، قَالَ أنشدنا لنَفسِهِ:
أرى النَّفس تحذر سم الردى وسم الْخَطِيئَة أوحى لَهَا
تجَادل فِي طوع شيطانها إِذا هُوَ بالبغي أوحى لَهَا
وَلَو عقلت أصلحت شَأْنهَا ليَوْم الْقِيَامَة أَو حَالهَا
قَرَأت عَلَيْهِ وَقَرَأَ هُوَ عَليّ أَيْضاً، وانتفع كل منا بِصَاحِبِهِ جزاه الله تَعَالَى خيراً، وأجازني إجَازَة عَامَّة بشروطها.
وَله تأليفان الْآن لِلْخُرُوجِ أَحدهمَا:
- شرح البُخَارِيّ يكون فِي نَحْو خَمْسَة عشر سفراً تخمينا،
- وَالْآخر تَارِيخ ديار مصر قَالَ إِنَّه يخرج فِي نَحْو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ سفرا نحا بِهِ منحى ابْن عَسَاكِر».
قال التاج السبكي ░771هـ▒ وهو ممن استجاز منه:
«وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الْعَالِي وَالنَّازِلِ، وَانْتَقَى عَلَى بَعْضِ شُيُوخِهِ، وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ، وَحَصَّلَ الأُصُولَ وَالْفُرُوعَ، وَقَرَأَ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ، وَأَعَادَ وَدَرَّسَ فِي الْحَدِيثِ بِعِدَّةِ أَمَاكِنَ، وَصَنَّفَ عِدَّةَ تَصَانِيفَ، وَحَجَّ سَبْعَ مِرَارٍ، وَكَانَ لَطِيفَ الْكَلامِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، كَثِيرَ التَّوَاضُعِ، بَشُوشَ الْوَجْهِ، حَسِنَ الْمُلْتَقَى، طَاهِرَ اللِّسَانِ، عَدِيمَ الأَذَى ...أَجَازَ لَنَا الرِّوَايَةَ عَنْهُ».
وقال ابن كثير ░774هـ▒:
«أحد مشاهير المحدثين بها [أي بمصر] والقائمين بحفظ الحديث وروايته وتدوينه وشرحه والكلام عليه ... وقرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث، وقرأ الشاطبية والألفية، وبرع في فن الحديث، وكان حنفي المذهب، وكتب كثيراً، وصنف شرحاً لأكثر البخاري، وجمع تاريخاً لمصر ولم يكملهما، وتكلم على السيرة التي جمعها الحافظ عبد الغني وخرج لنفسه أربعين حديثا متباينة الإسناد، وكان حسن الأخلاق، مطرحاً للكلفة، طاهر اللسان، كثير المطالعة والاشتغال... وخلف تسعة أولاد ☼».
قال الحافظ ابن حجر ░852هـ▒:
«واعتنى بالرواية فَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي، وغازي الحلاوي، وَابْن خطيب المزة وَغَيرهم، وبدمشق من الْفَخر وَغَيره، واستكثر من الشُّيُوخ جداً، وَكتب العالي والنازل، فَلَعَلَّ شُيُوخه يبلغون الْألف، وَخرج لنَفسِهِ التساعيات والمتباينات والبلدانيات، وَكَانَ خيرا متواضعاً، تَلا بالسبع على أبي الطَّاهِر المليحي وعَلى خَاله الشَّيْخ نصر، وانتفع بِصُحْبَتِهِ، وَجمع لمصر تَارِيخا حافلاً لَو كمل لبلغ عشْرين مجلدة، بيض مِنْهُ المحمدين فِي أَرْبَعَة، وَاخْتصرَ الالمام فحرره، وَشرح سيرة عبد الْغَنِيّ، وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ وَهُوَ مطول أَيْضاً بيض أَوَائِله إِلَى قريب النّصْف».
قال ابن قطلوبغا ░879هـ▒:
«وكتب العالي والنازل، وخرَّج وألّف، شرح البخاري بلغ النصف، وعمل تاريخ مصر فبلغ مجلدات دون التمام، وله غير ذلك مع الفهم، والبصر بالرجال، والمشاركة الجيدة في الفنون، وشرح السيرة النبوية للحافظ عبد الغني».
عملنا :
نضدنا الكتاب على قطع الكتاب الموجودة، وهي الآتية:
القطعة الأولى:
هي أصغر القطع وأجودها، وهي محفوظة في مكتبة (طلعت) برقم (486 حديث)، جاءت في (21) لوحة مع لوحة العنوان، في كل صفحة منها (15) سطرًا في كل سطر ما بين (8) إلى (10) كلمات كتبت بخط واضح متقن، ضبطت كلمات كثيرة فيها بالشكل، وألحقت فيها لحاقات مع التصحيح، كما جاء في حواشي اللوحة (11): «بلغ مقابلة»، وقع في هذه اللوحة بياض قريب من ثلاثة أرباع الصفحة، وكتب بهامشه: «وجد في الأصل المكتتب نقص ورقة، فترك هذا البياض هنا كي ينظر».
وجاء في آخرها: «بلغ مقابلة مصححة متقنة مع ضابط مجيد على الأصل المنقول منه حسب الإمكان، وهو منقول من أصل المصنف ».
وجاء أيضًا: «على الأصل المنقولِ منه ما صورتُه: قرأت جميع هذا الجزء من كتاب البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري على مؤلفه وناظم عقده ومرصِّعه شيخنا الإمام العالم الأوحد الحافظ الناقد الأضبط الأعرف المِدْرَه: قطب الدين أبي محمد عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، أيده الله تعالى ونفع بعلمه وأثابه، وصححتُه معه بأصله الذي بخط يده المنقول هذا منه، وذلك بمنزل شيخنا أبي محمد المذكور بظاهر القاهرة خارج باب النصر، يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب عام اثنين وعشر وسبع مئة. وأجاز لي روايته عنه، ورواية ما يجوز له روايته، قال ذلك وكتبه: أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم بن مجلي القيسي».
القطعة الثانية:
قطعة محفوظة بمكتبة برلين تحت الرقم (1193)، وتقع في (189) لوحة مع لوحة العنوان. والنسخة هذه فيها إلحاقات واستدراكات، كما وقع فيها تصحيف وأوهام كثيرة اجتهدنا في تصحيحها.
جاء في صفحة العنوان بحسب ما ظهر لنا: «الجزء الثاني من شرح البخاري للشيخ وحيد عصره وفريد دهره أبي حامد عبد الكريم عليه رحمة الله».
وتحته: «الحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. مصنف هذا الكتاب هو الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الناقد المقرئ بقية السلف، قطب الدين أبو علي، عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري، ولد سنة أربع وستين في شهر رجب، وقرأ بالسبع على إسماعيل المليجي صاحب أبي الجود، وسمع من العزِّ الحراني وغازي والفخر علي وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتى كتب عن تلامذته، وحج مرات، وجمع فأكثر وألف تواليف مفيدة، مع التواضع والدين والسكينة وملازمة العلم الشريف والمطالعة ومعرفة الرجال ونقد الحديث. توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، تغمده الله برحمته. لخصها مالكه عبد الرحمن بن ... الشافعي».
لقطعة الثالثة:
قطعة خطيَّة محفوظة بمكتبة فيض الله أفندي، في إسطنبول برقم (439)، وهذه القطعة تقع في (148) لوحة، في كل لوحة وجهان عدا لوحة العنوان الأولى.
كتبت بخط جيد عمومًا، يندر فيه النقط باستثناء الورقات الأولى، في الوجه الواحد تسعة عشر سطرًا.
وهذه القطعة كتبت بخطين مختلفين في عصر المصنف لم نعرف صاحبهما، وهي طافحة باللحاقات والتصويبات والتقديم والتأخير، كما فيه مواضع بياضات تركت لاستكمال معلومة ما، وبعض تلك البياضات أُكمِل، وبعضها ترك.
واللحاقات التي أضيفت على النص كان بعضها بخط الناسخ ولون الحبر نفسه، وبعضها بلون آخر، ولم تحتوِ تلك اللحاقات على تصحيحات أو عزو للأصل ونحوه غالبًا، مما صعب في بعض الأحيان تمييز ما هو من أصل الكتاب وما هو توضيح أو تنبيه من الناسخ إن كان غير المؤلف.
كما أصاب هذه القطعة شيء من الأرضة أثرت في مواضع منها بمقدار كلمات أو جمل صغيرة، ولم يكن تأثيرًا كبيرًا.
ابتدأت هذه القطعة من أول كتاب العلم من «صحيح البخاري» حديث رقم (59) إلى باب من أجاب السائل بأكثرَ مما سأله حديث رقم (134).
وقد وقع نقص في هذه القطعة الخطية، حيث انتقل الكلام فجأة مع نهاية الوجه (أ) من اللوحة (19) وهو يشرح حديث رقم (64) إلى كلام آخر هو من شرح حديث رقم (65) مع بداية الوجه (ب) من اللوحة ذاتها، ويبدو أن السقط بمقدار ورقة أو ورقتين.
وقد جاء في أول هذه القطعة:
«الجزء الأول من كتاب شرح مشكل البخاري للواسطي
تغمده الله برحمته ورضوانه
آمين، آمين، آمين».
وهذا ما اعتمدت فهارس المخطوطات المعاصرة بدءًا من بروكلمان، ثم تبعه من جاء بعده، فسموا الكتاب: «شرح مشكل البخاري» وجعلوه للواسطي الدُّبَيثي.
وهذه النسبة والتسمية خطأ محض، يبدو أنها وقعت ممن تملك القطعة أو مرت بيده.
وما يجزم بعدم صحة نسبة الكتاب إلى الدبيثي الواسطي ما تضمنه من روايات عن شيوخ صرح بالسماع منهم، كابن دقيق العيد المولود سنة ░625ﻫ▒ والمتوفى سنة ░702ﻫ▒ فكيف يروي عنه الدبيثي إن كانت وفاته ░637ﻫ▒ بل كيف يكون ابن دقيق شيخه؟!
وكذلك شيخه ابن أبي الحرم المكي، المولود سنة ░624ﻫ▒ والمتوفى سنة ░699ﻫ▒.
وكذلك من خلال بحثي لم أجد من سمى كتابًا باسم: «شرح مشكل البخاري» من القدماء، إلا ما وقع متأخرًا كما أشرنا إليه استنادًا إلى ما كُتِبَ على ظاهر هذه القطعة ونسب إلى الدبيثي الواسطي.

بطاقة المخطوط
اسم المخطوط: البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري
المؤلف:قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي735
الشهرة: القطب الحلبي
سنة الوفاة:735
الناسخ: متعدد
عدد الأجزاء:3
سنة النسخ: متعددة
عدد الأوراق:19 +149+ 188
عدد الأسطر: متعدد
المصدر: متعدد
حالة المخطوط: اعتمدنا في عملنا هذا على ثلاث قطع من الكتاب هذا توصيفها:
القطعة الأولى:
هي أصغر القطع وأجودها، وهي محفوظة في مكتبة (طلعت) برقم (486 حديث)، جاءت في (21) لوحة مع لوحة العنوان، في كل صفحة منها (15) سطرًا في كل سطر ما بين (8) إلى (10) كلمات كتبت بخط واضح متقن، ضبطت كلمات كثيرة فيها بالشكل، وألحقت فيها لحاقات مع التصحيح، كما جاء في حواشي اللوحة (11): «بلغ مقابلة»، وقع في هذه اللوحة بياض قريب من ثلاثة أرباع الصفحة، وكتب بهامشه: «وجد في الأصل المكتتب نقص ورقة، فترك هذا البياض هنا كي ينظر».
وجاء في آخرها: «بلغ مقابلة مصححة متقنة مع ضابط مجيد على الأصل المنقول منه حسب الإمكان، وهو منقول من أصل المصنف ?».
وجاء أيضًا: «على الأصل المنقولِ منه ما صورتُه: قرأت جميع هذا الجزء من كتاب البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري على مؤلفه وناظم عقده ومرصِّعه شيخنا الإمام العالم الأوحد الحافظ الناقد الأضبط الأعرف المِدْرَه: قطب الدين أبي محمد عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، أيده الله تعالى ونفع بعلمه وأثابه، وصححتُه معه بأصله الذي بخط يده المنقول هذا منه، وذلك بمنزل شيخنا أبي محمد المذكور بظاهر القاهرة خارج باب النصر، يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب عام اثنين وعشر وسبع مئة. وأجاز لي روايته عنه، ورواية ما يجوز له روايته، قال ذلك وكتبه: أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم بن مجلي القيسي».
القطعة الثانية:
قطعة محفوظة بمكتبة برلين تحت الرقم (1193)، وتقع في (189) لوحة مع لوحة العنوان. والنسخة هذه فيها إلحاقات واستدراكات، كما وقع فيها تصحيف وأوهام كثيرة اجتهدنا في تصحيحها.
جاء في صفحة العنوان بحسب ما ظهر لنا: «الجزء الثاني من شرح البخاري للشيخ وحيد عصره وفريد دهره أبي حامد عبد الكريم عليه رحمة الله».
وتحته: «الحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. مصنف هذا الكتاب هو الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الناقد المقرئ بقية السلف، قطب الدين أبو علي، عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري، ولد سنة أربع وستين في شهر رجب، وقرأ بالسبع على إسماعيل المليجي صاحب أبي الجود، وسمع من العزِّ الحراني وغازي والفخر علي وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتى كتب عن تلامذته، وحج مرات، وجمع فأكثر وألف تواليف مفيدة، مع التواضع والدين والسكينة وملازمة العلم الشريف والمطالعة ومعرفة الرجال ونقد الحديث. توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، تغمده الله برحمته. لخصها مالكه عبد الرحمن بن ... الشافعي».
القطعة الثالثة:
قطعة خطيَّة محفوظة بمكتبة فيض الله أفندي، في إسطنبول برقم (439)، وهذه القطعة تقع في (148) لوحة، في كل لوحة وجهان عدا لوحة العنوان الأولى.
كتبت بخط جيد عمومًا، يندر فيه النقط باستثناء الورقات الأولى، في الوجه الواحد تسعة عشر سطرًا.
وهذه القطعة كتبت بخطين مختلفين في عصر المصنف لم نعرف صاحبهما، وهي طافحة باللحاقات والتصويبات والتقديم والتأخير، كما فيه مواضع بياضات تركت لاستكمال معلومة ما، وبعض تلك البياضات أُكمِل، وبعضها ترك.
واللحاقات التي أضيفت على النص كان بعضها بخط الناسخ ولون الحبر نفسه، وبعضها بلون آخر، ولم تحتوِ تلك اللحاقات على تصحيحات أو عزو للأصل ونحوه غالبًا، مما صعب في بعض الأحيان تمييز ما هو من أصل الكتاب وما هو توضيح أو تنبيه من الناسخ إن كان غير المؤلف.
كما أصاب هذه القطعة شيء من الأرضة أثرت في مواضع منها بمقدار كلمات أو جمل صغيرة، ولم يكن تأثيرًا كبيرًا.
ابتدأت هذه القطعة من أول كتاب العلم من «صحيح البخاري» حديث رقم (59) إلى باب من أجاب السائل بأكثرَ مما سأله حديث رقم (134).
وقد وقع نقص في هذه القطعة الخطية، حيث انتقل الكلام فجأة مع نهاية الوجه (أ) من اللوحة (19) وهو يشرح حديث رقم (64) إلى كلام آخر هو من شرح حديث رقم (65) مع بداية الوجه (ب) من اللوحة ذاتها، ويبدو أن السقط بمقدار ورقة أو ورقتين.
وقد جاء في أول هذه القطعة:
«الجزء الأول من كتاب شرح مشكل البخاري للواسطي
تغمده الله برحمته ورضوانه
آمين، آمين، آمين».
وهذا ما اعتمدت فهارس المخطوطات المعاصرة بدءًا من بروكلمان، ثم تبعه من جاء بعده، فسموا الكتاب: «شرح مشكل البخاري» وجعلوه للواسطي الدُّبَيثي.
وهذه النسبة والتسمية خطأ محض، يبدو أنها وقعت ممن تملك القطعة أو مرت بيده، وهذه ترجمة الواسطي، ثم بيان عدم صحة النسبة إليه.
المؤلف:قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي735
الشهرة: القطب الحلبي
سنة الوفاة:735
الناسخ: متعدد
عدد الأجزاء:3
سنة النسخ: متعددة
عدد الأوراق:19 +149+ 188
عدد الأسطر: متعدد
المصدر: متعدد
حالة المخطوط: اعتمدنا في عملنا هذا على ثلاث قطع من الكتاب هذا توصيفها:
القطعة الأولى:
هي أصغر القطع وأجودها، وهي محفوظة في مكتبة (طلعت) برقم (486 حديث)، جاءت في (21) لوحة مع لوحة العنوان، في كل صفحة منها (15) سطرًا في كل سطر ما بين (8) إلى (10) كلمات كتبت بخط واضح متقن، ضبطت كلمات كثيرة فيها بالشكل، وألحقت فيها لحاقات مع التصحيح، كما جاء في حواشي اللوحة (11): «بلغ مقابلة»، وقع في هذه اللوحة بياض قريب من ثلاثة أرباع الصفحة، وكتب بهامشه: «وجد في الأصل المكتتب نقص ورقة، فترك هذا البياض هنا كي ينظر».
وجاء في آخرها: «بلغ مقابلة مصححة متقنة مع ضابط مجيد على الأصل المنقول منه حسب الإمكان، وهو منقول من أصل المصنف ?».
وجاء أيضًا: «على الأصل المنقولِ منه ما صورتُه: قرأت جميع هذا الجزء من كتاب البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري على مؤلفه وناظم عقده ومرصِّعه شيخنا الإمام العالم الأوحد الحافظ الناقد الأضبط الأعرف المِدْرَه: قطب الدين أبي محمد عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، أيده الله تعالى ونفع بعلمه وأثابه، وصححتُه معه بأصله الذي بخط يده المنقول هذا منه، وذلك بمنزل شيخنا أبي محمد المذكور بظاهر القاهرة خارج باب النصر، يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب عام اثنين وعشر وسبع مئة. وأجاز لي روايته عنه، ورواية ما يجوز له روايته، قال ذلك وكتبه: أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم بن مجلي القيسي».
القطعة الثانية:
قطعة محفوظة بمكتبة برلين تحت الرقم (1193)، وتقع في (189) لوحة مع لوحة العنوان. والنسخة هذه فيها إلحاقات واستدراكات، كما وقع فيها تصحيف وأوهام كثيرة اجتهدنا في تصحيحها.
جاء في صفحة العنوان بحسب ما ظهر لنا: «الجزء الثاني من شرح البخاري للشيخ وحيد عصره وفريد دهره أبي حامد عبد الكريم عليه رحمة الله».
وتحته: «الحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. مصنف هذا الكتاب هو الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الناقد المقرئ بقية السلف، قطب الدين أبو علي، عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري، ولد سنة أربع وستين في شهر رجب، وقرأ بالسبع على إسماعيل المليجي صاحب أبي الجود، وسمع من العزِّ الحراني وغازي والفخر علي وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتى كتب عن تلامذته، وحج مرات، وجمع فأكثر وألف تواليف مفيدة، مع التواضع والدين والسكينة وملازمة العلم الشريف والمطالعة ومعرفة الرجال ونقد الحديث. توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، تغمده الله برحمته. لخصها مالكه عبد الرحمن بن ... الشافعي».
القطعة الثالثة:
قطعة خطيَّة محفوظة بمكتبة فيض الله أفندي، في إسطنبول برقم (439)، وهذه القطعة تقع في (148) لوحة، في كل لوحة وجهان عدا لوحة العنوان الأولى.
كتبت بخط جيد عمومًا، يندر فيه النقط باستثناء الورقات الأولى، في الوجه الواحد تسعة عشر سطرًا.
وهذه القطعة كتبت بخطين مختلفين في عصر المصنف لم نعرف صاحبهما، وهي طافحة باللحاقات والتصويبات والتقديم والتأخير، كما فيه مواضع بياضات تركت لاستكمال معلومة ما، وبعض تلك البياضات أُكمِل، وبعضها ترك.
واللحاقات التي أضيفت على النص كان بعضها بخط الناسخ ولون الحبر نفسه، وبعضها بلون آخر، ولم تحتوِ تلك اللحاقات على تصحيحات أو عزو للأصل ونحوه غالبًا، مما صعب في بعض الأحيان تمييز ما هو من أصل الكتاب وما هو توضيح أو تنبيه من الناسخ إن كان غير المؤلف.
كما أصاب هذه القطعة شيء من الأرضة أثرت في مواضع منها بمقدار كلمات أو جمل صغيرة، ولم يكن تأثيرًا كبيرًا.
ابتدأت هذه القطعة من أول كتاب العلم من «صحيح البخاري» حديث رقم (59) إلى باب من أجاب السائل بأكثرَ مما سأله حديث رقم (134).
وقد وقع نقص في هذه القطعة الخطية، حيث انتقل الكلام فجأة مع نهاية الوجه (أ) من اللوحة (19) وهو يشرح حديث رقم (64) إلى كلام آخر هو من شرح حديث رقم (65) مع بداية الوجه (ب) من اللوحة ذاتها، ويبدو أن السقط بمقدار ورقة أو ورقتين.
وقد جاء في أول هذه القطعة:
«الجزء الأول من كتاب شرح مشكل البخاري للواسطي
تغمده الله برحمته ورضوانه
آمين، آمين، آمين».
وهذا ما اعتمدت فهارس المخطوطات المعاصرة بدءًا من بروكلمان، ثم تبعه من جاء بعده، فسموا الكتاب: «شرح مشكل البخاري» وجعلوه للواسطي الدُّبَيثي.
وهذه النسبة والتسمية خطأ محض، يبدو أنها وقعت ممن تملك القطعة أو مرت بيده، وهذه ترجمة الواسطي، ثم بيان عدم صحة النسبة إليه.

