التوشيح على الجامع الصحيح

حديث: شكا أهل الكوفة سعدًا إلى عمر

          755- (فَشَكَوْا): تفسير: «لشكواهم سعدًا»، وذكر ابن سعد وسيف أنَّهم زعموا أنَّه حابى في بيعِ خُمُسٍ بَاعَه، وأنَّه صنع على داره بابًا مبوَّبًا من خشب، وأنَّه كان يلهيه الصَّيد عن الخروج في السَّرايا.
          قال الزُّبير بن بكَّار: رفع أهل الكوفة عليه أشياء كشفها عمر فوجدها باطلة.
          (أَمَّا): بالتَّشديد.
          (صَلاَةَ): بالنَّصب، أي: مثل صلاة.
          (أَخْرِمُ): بفتح أوَّله وكسر الرَّاء: «[أنقص] (1)».
          (صَلاَةَ الْعِشَاءِ): للجرجانيِّ: «العَشِيِّ».
          (فَأَرْكُدُ): أي: أقيم طويلًا.
          (وَأُخِفُّ): بضمِّ أوَّله وكسر الخاء المعجمة، / وللكُشْمِيهنيِّ: «وأَحْذف» بفتح أوَّله وسكون المهملة بمعنى: أخفِّف.
          (رَجُلًا): هو محمَّد بن مسلمة.
          (عَبْسٍ): بفتح أوَّله وسكون الموحَّدة بعدها مهملة.
          (سَعْدَةَ): بفتح أوَّله وسكون المهملة
          (أَمَّا) بالتَّشديد.
          (نَشَدْتَنَا): طلبت منَّا القول.
          (لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ): أي: معها، وهي القطعة من الجيش.
          (الْقَضِيَّةِ): الحكومة.
          (أَمَا وَاللَّهِ): بالتَّخفيف وحرف استفتاح.
          (لأَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ): إنَّما دعا بها؛ لأنَّه رماه بثلاث معايب فدعا عليه بعددها.
          (رِيَاءً وَسُمْعَةً): أي: ليراه النَّاس وليسمعوه فيشهروا ذلك عنه، فيكون له بذلك ذكر.
          (وَأَطِلْ عُمْرَهُ): وفي رواية سيف: «وأكثر عياله»، قال ابن المنيِّر: في الَّدعوات الثَّلاث مناسبة للحال، أمَّا طول عمره: فليراه من سمع بأمره، فيعلم كرامة سعد، وأمَّا طول فقره: فلنقيض مطلوبه؛ لأنَّ حاله يشعر بأنَّه طلب أمرًا دنيويًّا، وأمَّا تعرُّضه للفتن: فلكونه قام فيها ورضيها دون أهل بلده.
          وقال غيره: لمَّا نفى عن سعد الفضائل الثَّلاثة: الشَّجاعة حيث قال: «لا يسير»، والعفَّة حيث قال: «لا يقسم»، والحكمة حيث قال: «لا يعدل»، وهذه الثَّلاثة تتعلَّق بالنَّفس والمال والدِّين، قابلها بمثلها، فطول العمر يتعلَّق بالنَّفس، وطول الفقر يتعلَّق بالمال، والوقوع في الفتن يتعلَّق بالدِّين.
          (إِذَا سُئِلَ): لابن عيينة: «إذا قيل: كيف أنت؟».
          (يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ): زاد الطَّبرانيُّ: «فقير»، ولسيف: «أنَّه عمي واجتمع عنده عشر بنات»، ولابن عيينة: «ولا تكون فتنة إلَّا وهو فيها».
          وفي «فوائد المخلِّص»: «أنَّه عاش إلى أن أدرك فتنة المختار الكذَّاب الذي ادَّعى النُّبوَّة، فقتل فيها».
          فائدة: كان سعد معروفًا بإجابة الدَّعوة.
          روى التِّرمذيُّ، وابن حبَّان، والحاكم عن سعد: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «اللَّهم استجب لسعد إذا دعاك».


[1] ما بين معقوفتين في [ع] : (فضَّ) والمثبت من غيرها