♫
وَصَلَّى الله على مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
الحَمْدُ لله الذي أنعمَ فَأَجْزَلَ، وأَحْسَنَ فَأَجْمَلَ، وَأَكْرَمَ وَأَفْضَلَ، أَنعمْ بالإيمانِ _ وأَعْظِمْ به نِعْمَةٍ_ و أحسنَ بالإِسلام _وكم صَرَفَ به من نِقْمَةٍ_ وأكرمَ بإظهار السُّنَّةِ النَّبَوِيَةِ التي شَرَّفَ بها هذه الأمة، فهي الحكمةُ الجامعةُ البيان، العظيمة المرتبة والشأن، المشار إليها في القرآن بقولهِ الذي أفاض به على المؤمنين نورًا: { وَمنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } [البقرة:269].
نَحْمَدُهُ على نعمِهِ الغزيرة، ونشكُرُهُ على أياديه الخطيرة، ونشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، شهادةً تكون لنا نجاةً من الفِتَنِ، وسلامةً في الدَّارَيْنِ من المِحَنِ.
ونشهدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّدًا عبدُهُ الذي أُوتِيَ جوامعَ الكَلِمِ، ورسولُهُ الذي خُصَّ ببدائع الحِكَمِ، صلَّى الله عليه أشرفَ صلواتِهِ وأزكَى، وساق إليه أطيبَ تحياتِهِ وأذْكَى، وَسَلَّمَ عليه تَسْليمًا دائمًا كثيرًا، وعلى آلِهِ وأصحابه الذين كانوا للأُمَّةِ شُمُوسًا وبُدُورًا، ما ذُكِرَ اسمُهُ الشَّريفُ ورُفِعَ، وقُرئَ حديثُه الصَّحيحُ وسُمِعَ. /
أما بعدُ:
فإنَّ جامع الإمام أبي عبد الله البخاريِّ الموسوم بـ: « الصَّحيح » أصحُّ الكتب المؤلَّفة على التَّرجيح، بقراءته تُكْشَفُ الغُمَّةُ، وبسماعه تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ، وقد اتَّصلنا به بالإسناد الذي أكرم الله به هذه الأمَّة، ووقع لنا عاليًا من وَجْهَيْنِ، مُسْنَدًا من طريقينِ، أحدَيهُما رؤيا منامٍ فائِقَةٍ/، وهي إن شاء الله تعالى رؤيا صادقةٍ، نُقدِّمُ ذكرَها لكونها غَريبةٌ، وإلى سيِّدنا رسول الله صلعم قريبةٌ، ثمّ نُتْبِعُهَا الطَّريقَ الثانيةَ المتَّصلةَ الدَّانيةَ.