غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

الزبيري

          - الزُّبيريُّ(1) _بضمِّ الزَّاي، وفتح الموحَّدة_ نسبة إلى الزُّبير بن العوَّام، لكن الذي وقع في البخاريِّ، وهو أبو أحمد محمَّد بن عبد الله الزُّبيريُّ(2) . الصَّحيح أنَّه ليس من ذرِّيَّة الزُّبير بن العوَّام. قاله الكلاباذيُّ(3) ، وقال ابن السَّمعانيِّ: الذي انتسب إلى جدِّه، فاشتهر بهذه النِّسبة: أبو أحمد محمَّد بن عبد الله بن الزُّبير بن عمر بن درهم الأسديُّ، [الزبيريُّ] ، من أهل الكوفة، وقيل: هو من ولد الزُّبير بن العوَّام. ولا يصحُّ. قال: هو محدِّث كبير مكثر، يروي عن مِسْعر، ومالك بن أنس، وسفيان الثَّوريِّ، وإسرائيل بن يونس، روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وعامَّة أهل العراق.
          قال يحيى بن معين: الزُّبيريُّ كان يبيع القَتَّ بمنزل من منازل الحجِّ، ويقال له: زُبالة. وسمَّاه أهل بغداد الزُّبيريَّ، وليس هو من الزُّبيريِّين، وكان يقول: لا أبالي إن سرق منِّي كتاب سفيان، فإنِّي أحفظه كلَّه.
          قال أحمد بن حنبل: أبو أحمد الزُّبيريُّ (كان كثير الخطأ في حديث سفيان. وقال العجليُّ: أبو أحمد الزُّبيريُّ) كوفيٌّ ثقة، وكان يتشيَّع، وحكي أنَّه كان يصوم الدَّهر، وكان إذا تسحَّر برغيف لم يصرع، وإذا تسحَّر بنصف رغيف صرع من نصف النَّهار إلى آخره، / فإن لم يتسحَّر صرع يومه أجمع.
          توفِّي بالأهواز، في جمادى الأولى، سنة ثلاث ومئتين. انتهى كلام ابن السَّمعانيِّ(4) .


[1] في غير (ن): (عبد الله بن الزبيري) وهو وهم.
[2] في غير (ن): (الزبير).
[3] الهداية والإرشاد:2/656.
[4] الأنساب 3/138، وفيه: (لم يصدع) بالدال، وكذا هو في تهذيب الكمال:25/480.