- المقدمة
- كتاب الإيمان
- كتاب الطهارة
- كتاب الصلاة
- كتاب الجنائز
- كتاب الزكاة
- كتاب الصيام
- كتاب الاعتكاف وليلة القدر
- كتاب الحج
- كتاب البيوع
- كتاب الفرائض
- كتاب النكاح
- كتاب الطلاق والخلع
- كتاب القصاص
- كتاب الديات
- كتاب الحدود
- كتاب السير
- كتاب الجزية والموادعة
- كتاب الأضاحي والهدي
- كتاب الأيمان والنذور
- باب كفارة الأيمان
- كتاب القصاص.
- كتاب الشهادات والدعاوى
- كتاب العتق والتدبير
→22←- كتاب العتق والتدبير
التصنيف الرئيسي : المنتخبات
اسم الكتاب : مختصر احكام البخاري
اسم المؤلف الكامل : ابن جماعة محمد بن إبراهيم بن سعد الشافعي
تاريخ الوفاة : 733
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1438
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : تنضيد ومقابلة: الدكتور رياض المنسي. مراجعة الدكتور محمد عيد منصور
الأجزاء : 1
حول الكتاب :
التحقيقُ في اسمِ الكتاب، ونسبتِهِ إلى المؤلفِ.
كتب على وجه الورقة الأولى ما يلي: «كتاب مختصر صحيح البخاري للإمام العالم شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة ☼».
وأما نسبة الكتاب لابن جماعة فهي صحيحة، وممَّا يؤكد ذلك ما ذكر في مقدمة الكتاب روايته لصحيح البخاري عن خمسة من شيوخه، فقال : «أخبرنا بجميعِ هذا الكتابِ -(الجامع الصحيح) للإمام أبي عبدِ اللهِ محمدِ بْنِ إسماعيلَ بْنِ إبراهيمَ البخاريِّ الْجُعْفِيِّ مولاهم
-المشايخُ الثلاثةُ الأجلاءُ العدولُ المسندونَ:
1-معينُ الدينِ أبو العباس أحمدُ بْنُ قاضي القضاة أبي الحسن عليِّ بْنِ أبي المحاسن يوسفَ الدِّمشقيُّ الشافعيُّ.
2-وزينُ الدينِ أبو طاهر إسماعيلُ بْنُ عبدِ القويِّ بْنِ أبي العز بْنِ عزون الأنصاريُّ.
3-ونظامُ الدينِ أبو عمرو عثمانُ بْنُ عبدِ الرحمنِ بْنِ عتيقِ بْنِ رشيقِ الشافعيُّ، قراءةً عليهم جميعًا وأنا أسمع في شهور سنة خمس وستين وستمائة.
وأخبرنا بجميعه شيخُنا قاضي القضاة الإمامُ تقيُّ الدينِ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بْنُ الحسينِ بْنِ رزين الشافعيُّ.
وأخبرنا الشيخُ الإمامُ أبو الحسن علي بن أحمد بن القسطلاني ببعضه سماعًا وبعضه إجازة».
وقد ذكر محمد بن جابر الوادي آشي روايته لصحيح البخاري من هذا الطريق فقال: «وهو أني سمعته على شيخ الشيوخ وقاضي القضاة بالديار المصرية بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني بمنزله من القاهرة في الصالحية بقراءة ولده الفقيه عز الدين أبي محمد عبد العزيز...، وحدثني به من طريق كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية عن أشياخه الأربعة: معين الدين أبي العباس أحمد ابن قاضي القضاة أبي الحسن علي بن يوسف الدمشقي، وزين الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون، ونظام الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عتيق بن رشيق الربعي سماعًا عليهم لجميعه وبإجازته له من الحافظ رشيد الدين أبي الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطار، بسماعهم من الشيخين: أبي القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت البوصيري، وأبي عبد الله محمد بن حامد الأرتاحي، بسماع البوصيري من أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن بركات بن هلال السعدي النحوي، وإجازته إن لم يكن سماعًا من أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، وبإجازته وإجازة الأرتاحي من أبي الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، بسماعهم من الحافظة أم الكرام كريمة المروزية قالت: أنا أبو الهيثم الكشميهني بسنده».
وكذا ذكر أحمد البلوي الوادي آشي روايته لصحيح البخاري من طريق ابن سكر عن ابن جماعة فقال: «قال ابن سكر: وأخبرني به الإمام قاضي القضاة خطيب الخطباء شيخ الشيوخ عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني، قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: نا تقي الدين أبو عبد الله بن رزين، حدثتنا كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن نصر، حدثنا أبو الوقت».
فالكتاب ينتهي إلى روايتي كريمة عن الكشميهني والحموي عن الفربري.
منهج المصنف في الكتاب:
الكتاب استله المصنف إما من جامع الأصول لابن الأثير ☼ (ت:606) أو من كتاب الضياء الموصلي: الجمع بين الصحيحين الذي استله بدوره من جامع الأصول، يظهر هذا للمتتبع لسياق النص الوارد في الحديث.
حول المؤلف :
اسمُهُ ونسبتُهُ:
هو محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله بن إبراهيم بن أبي الفضل، الحمويُّ الأصل، الشافعيُّ مذهبًا، الكنانيُّ المصريُّ بلدًا.
لقبه وكنيته وشهرته :
يلقب الإمام ابن جماعة بـ (بدر الدِّين).
أما كنيته: فهي (أبو عبد الله).
أما شهرته فيشتهر بـ (ابن جماعة) نسبة إلى جده الثاني.
مولده:
ولد بدر الدين بن جماعة بـ(حماة) عشية يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الآخر، سنة ░639هـ▒، الموافق ░1241مـ▒.
نشأته وطلبه للعلم:
إنَّ أصل عائلة بدر الدين بن جماعة ترجع إلى مدينة (حماة) كما في نسبه: (الحمويُّ).
وَكَانَ والده يسلك طريق الزهاد وينتمي إِلَى الشيخ أبي البيان نَبَأ بن محمد بن محفوظ القدوة المشهور، ولذلك كَانَ ابن جماعة المذكور ينسب بيانيًا.
ومات أبوه إبراهيم فِي ذي الحجة سنة ░675هـ▒ بحماة.
واشتغل بدر الدين ابن جماعة ببلده، ثُمَّ قَدِمَ دمشق، فأخذ عن النووي، والتقي ابن رَزِين، وجمال الدين ابن مالك، وغيرهم فِي عدة فنون.
وسمع الحديث بحماة والشام ومصر من جماعة منهم: والده، وأحمد بن عبد الدائم، وابن عزُّون، وابن أبي اليسر، والرشيد العطار والرَّضِيّ ابن البرهان، وابن علاّق، وشيخ الشيوخ بحماة، وأجاز لَهُ الرشيد بن مُسْلِمَة، ومكي بن علَّان فِي آخرين.
الوظائف التي تولاها:
تقلد بدر الدين بن جماعة بعض الوظائف الدينية والمناصب الشرعية، من تلك الوظائف والمناصب:
1-التدريس:
فقد درَّس في كبريات مدارس الشام ومصر، كمدرسة القيمرية، ومدرسة العادلية الكبرى في دمشق، ومدرسة الصالحية، ومدرسة الناصرية، والمشهد الحسيني في مصر، وولي أيضًا مشيخة الحديث بالكاملية.
يقول ابن كثير : «واستمر ابن جماعة مدرسًا بمصر في كفاية ورياسة».
2-الخطابة:
كذلك فإن ابن جماعة كان خطيبًا في المساجد، فقد خطب بالمسجد الأقصى في القدس، والجامع الأموي في دمشق، والجامع الأزهر في القاهرة.
يقول ابن كثير : «وجمع له خطبٌ كان يخطب بها في طيب صوت فيها وفي قراءته في المحراب وغيره».
3-القضاء:
وهي من أهم الوظائف التي أسندت إلى ابن جماعة حتى أطلق عليه: (قاضي القضاة)، وقد تولى قضاء القدس، وقضاء دمشق، وقاضي القضاة بالديار المصرية.
يقول ابن كثير : «وسار في القضاء سيرة حسنة».
بعض شيوخه:
للإمام بدر الدين بنِ جماعة شيوخٌ قد أخذ عنهم، ذكر بعضًا منهم الحافظ ابن حجر في ترجمته فقال: «وأجازه في سنة ░646هـ▒ الرشيدُ بنُ المسلمة، ومكيُّ بنُ علان، وإسماعيلُ العراقيُّ، والصفيُّ البراذعيُّ وغيرُهُم، وسمع في سنة خمسين مِن شيخ الشيوخ بحماة، ومن ابنِ أبي اليسر، وابنِ عبد، وابنِ الأزرق، والنجيبِ، وابنِ علاق، والمعينِ الدمشقيِّ، والرشيدِ يحيى بنِ علي العطار، وابنِ أبي عمرَ، والتاجِ القسطلاني، وابنِ مالك، والمجدِ بنِ دقيق العيد».
ولكن سأذكر مِن شيوخِهِ أشهرَهم، وفيما يلي أهمُّ شيوخِهِ:
1 - أبو إسحاق بن جماعة ░675هـ▒ (والده): هو أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكتاني الحموي، شيخ البيانية، ولد سنة ░596هـ▒، كان من العلماء المشهورين بالدين والصلاح والخير، روى عنه ولده، خرج من حماة وودع أهله وقال: أذهب إلى القدس لأموت به، فكان كما قال، وتوفي يوم النحر.
2 - زين الدين بن عزون (ت667هـ): هو زين الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون الأنصاري المصري.
ولد سنة ░588هـ▒، سمع من فاطمة بنت سعد الخير الأنصاري وهبة الله بن علي البوصيري.
وسمع منه الحافظ شرف الدين الدمياطي والبدر بن جماعة.
مات بالقاهرة.
ويقول تقي الدين الحسني في ترجمة ابن جماعة: «سمع... على إسماعيل بن عبد القوي بن عزون صحيح البخاري».
3- معين الدين الدمشقي (ت670هـ): هو معينُ الدينِ أبو العباس أحمدُ بْنُ قاضي القضاة أبي الحسن عليِّ بْنِ أبي المحاسن يوسفَ الدِّمشقيُّ الشافعيُّ.
ولد سنة ░586هـ▒، وسمع من البوصيري وابن ياسين وأبي الفضل الغزنوي وغيرهم، وروى عنه شرف الدين الدمياطي وقاضي القضاة ابن جماعة وجماعة، وتوفي في شهر رجب بالقاهرة.
يقول تقي الدين الحسني في ترجمة ابن جماعة: «سمع على المعين أحمد بن علي الدمشقي صحيح البخاري».
4 - نظامُ الدينِ بن رشيق (ت666هـ): هو نظام الدين أبو عمرو عثمانُ بْنُ عبدِ الرحمنِ بْنِ عتيقِ بْنِ رشيقِ المصري المالكي.
ولد سنة ░582هـ▒، سمع من أبي القاسم هبة الله البوصيري وأبي عبد الله الأرتاحي صحيح البخاري، وروى عنه الشرف الدمياطي وبدر الدين بن جماعة والمصريون، وكان رجلًا صالحًا خيرًا، وتوفي في شهر جمادى الأولى بالقاهرة.
ويقول تقي الدين الحسني في ترجمة ابن جماعة: «سمع... على أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن رشيق الربعي صحيح البخاري».
5 - تقي الدين بن رزين (ت680هـ): هو تقيُّ الدينِ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بْنُ الحسينِ بْنِ رزين الشافعيُّ العامري الحموي، ولد سنة ░603هـ▒، وسمع من كريمة الزبيرية والصَّريفيني.
وأخذ عن الموفق ابن يَعيش النحوي.
وقرأ عَلَى ابن الصلاح بدمشق ولازمه وسمع منه الكثير، ودرس بالصلاحية جوار الشافعي، ودرس بالظاهرية، وروى عنه الحافظ الدمياطي والبدر ابن جماعة والنووي، توفي في شهر رجب.
يقول ابن قاضي شهبة وابن العماد في ترجمة ابن جماعة: «وأخذ أكثر علومه بالقاهرة عن القاضي تقي الدين بن رزين».
6- تاج الدين القسطلاني (ت665هـ): هو تاج الدين أبو الحسن علي بن أبي العباس أحمد بن علي القسطلاني المصري المكي أخو الشيخ قطب الدين القسطلاني السابق.
ولد سنة ░588هـ▒ بمصر، سمع على يونس بن يحيى الهاشمي صحيح البخاري، وعلى زاهر بن رستم الأصبهاني جامع الترمذي، وعلى أبي الفتوح نصر بن محمد الحصري، وعلى أبي الحسين الكتاني، ومات في شهر شوال بمصر.
وذكر بدر الدين بن جماعة في مقدمة الكتاب روايته عنهم لصحيح البخاري.
يقول الوادي آشي في ترجمة ابن جماعة: «أخذ عن معين الدين أبي العباس أحمد ابن قاضي القضاة أبي الحسن علي بن يوسف الدمشقي، وزين الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون، ونظام الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عتيق بن رشيق الربعي، وأبي عبد الله محمد عبد الله بن مالك الطائي الجياني، ووالده أبي اسحاق إبراهيم، وهبة الله بن سعود، وجماعة كبيرة».
هؤلاء أهم شيوخ الإمام بدر الدين ابن جماعة من مصر والشام.
بعض تلامذته: وسأقتصر هنا على ذكر أشهر تلامذته:
1- عز الدين بن جماعة (ت767هـ) (ابنه): هو عز الدين أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الكناني الشافعي، ولد في سنة ░694هـ▒، وتفقه على والده بدر الدين بن جماعة، وأجاز له جماعة كالدمياطي، ولي قضاء الديار المصرية، واستقضي مرارًا ودرس وأفتى، وصنف التصانيف المفيدة، منها هداية السالك إلى المذاهب الأربعة وغيره، وتوفي بمكة.
2 - شرف الدين بن جماعة (ت803هـ) (حفيده): هو شرف الدين أبو بكر بن عبد العزيز بن محمد الكناني الحموي المصري.
ولد سنة ░728هـ▒، سمع على جده بدر الدين بن جماعة مشيخته، والقاضي أبي المعالي العمري وعبد القادر الأيوبي وغيرهم.
مات في جمادى الأولى بفسطاط مصر.
3- تاج الدين السبكي (ت771هـ): هو أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، قاضي القضاة، المؤرخ، الباحث، ولد في القاهرة سنة ░727هـ▒، وانتقل إلى دمشق مع والده، وجرى عليه من المحن والشدائد ما لم يجر على قاض مثله، من تصانيفه: طبقات الشافعية الكبرى، ومعيد النعم ومبيد النقم، وجمع الجوامع، توفي بالطاعون في دمشق.
يقول السبكي في ترجمة ابن جماعة: «أخبرنا شيخنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة قراءة عليه وأنا حاضر في الثالثة».
4- الذهبي (ت748هـ): هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي، الإمام الحافظ، المؤرخ الفقيه، ولد بدمشق سنة ░673هـ▒، وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة، وسمع بدمشق وحلب وغيرها، ورحل إلى القاهرة والإسكندرية ومكة وغيرها، ولقي كثيرًا من العلماء كابن دقيق العيد والدمياطي وغيرهما، وروى عن ابن جماعة، من مصنفاته: سير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفاظ وغيرها.
توفي بدمشق يوم الاثنين ثالث ذي العقدة.
صفاته الخَلقية والخُلقية وأقوال العلماء فيه:
- وصفه ابن كثير بقوله: «قاضي القضاة العالم، شيخ الإسلام، وسمع الحديث واشتغل بالعلم، وحصَّل علومًا متعددة، وتقدَّم وسَادَ أقرانه، كل هذا مع الرياسة والديانة والصيانة والورع، وكفِّ الأذى، وله التصانيف الفائقة النافعة».
- وقال عنه السبكي:« شيخنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي، حاكم الإقليمين مصرًا وشامًا، وناظم عقد الفخار الذي لا يسامى، مُتَحلٍ بالعفاف، مُتَخَلٍّ إلَّا عن مقدار الكفاف، محدث، فقيه، ذو عقل، لا يقوم أساطين الحكماء بما جمع فيه ».
- وقال مجير الدين العليمي: «وكان حسن السيرة له الجلالة والخلق الرضي وله النظم والنثر والخطب والتصانيف».
- وقال عنه ابن شاكر الكتبي: «وكان قوي المشاركة في علم الحديث والفقه والأصول والتفسير، خطيبًا تام الشكل، ذا تعبد وأوراد، وحج، وله تصانيف، درس وأفتى وأشغل».
- وقال عنه ابن فهد:« اشتغل وحصل وشارك في فنون من العلم فتبحر فيها وتميز في التفسير والفقه وعني بالرواية فجمع وصنف واشتهر وبعد صيته ».
- ويقول عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني: «واجتمع له من الوجاهة وطول العمر ودوام العز ما لم يتفق لغيره وصنف كثيرا في عدة فنون».
- وقال عنه السيوطي: «قاضي القضاة بالديار المصري... واشتغل بعلوم كثيرة، وأفتى قديمًا، وعرضت فتواه على النووي فاستحسن جوابه، وألف في فنون كثيرة وحدث ودرس بالكاملية وغيرها».
- وقال عنه أبو المعالي ابن الغزي: «الإمام الحبر البحر، شيخ الإسلام، قاضي القضاة، بدر الدين الحموي الكناني الشافعي».
كتبه ومصنفاته:
لقد حُبِّب إلى الإمام عز الدين ابن جماعة الاشتغالُ، فأكبَّ عليه، «وَكَانَتْ لَهُ مشاركة فِي أكثر العلوم، وَلَهُ فِيهَا تصانيف لطاف، واختصر عدة تصانيف منها».
أولًا: في القرآن الكريم وعلومه:
1- التبيان لمبهمات القرآن.
2- غرة التبيان لمن لم يسم في القرآن.
3- الفوائد اللائحة من معاني الفاتحة.
4 - كشف المعاني في المتشابه من المثاني.
5 - المقتنص في فوائد تكرار القصص.
ثانيًا: في العقيدة:
6- التنزيه في إبطال حجج الشبيه.
7- الرد على المشبه في قوله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:6].
ثالثًا:في الحديث وعلومه والسيرة:
8- المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي.
9- الفوائد الغزيرة المستنبطة من أحاديث بريرة.
10- الأربعون التساعية الإسناد.
11 - مناسبات تراجم البخاري.
12-مختصر صحيح البخاري.
وهو الكتاب الذي أقوم بتحقيقه.
رابعًا: في الفقه وأصوله:
13-تنقيح المناظرة في تصحيح المخابرة.
14- تجنيد الأجناد في وجهات أهل الجهاد.
15- مستند الأجناد في آلات الجهاد.
16- تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام.
17- الطاعة في فضيلة صلاة الجماعة.
18-كشف الغمة في أحكام أهل الذمة.
خامسًا: في النحو:
19-مقدمة في النحو.
20 - شرح كافية ابن الحاجب.
سادسًا: في الآداب والرقائق.
21- تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم.
سابعًا : في العلوم العامة:
22 -أراجيز في قضاة مصر، وقضاة دمشق، والخلفاء.
23- حجة السلوك في مهاداة الملوك.
24-رسالة في الاسطرلاب.
وفاته:
قال الحافظ ابن حجر: «ولما مات كان الجمع في جنازته متكاثرًا، ودفن بالقرافة بالقرب من الشافعي، وانقطع في منزله قريبًا من ست سنين إلى أن مات في ليلة الاثنين العشرين أو الحادي والعشرين جمادى الأولى سنة ░733هـ▒، وقد جاوز التسعين بأربع سنين وأشهر».
عملنا :
1- اعتمدتُ في تحقيق هذه الكتاب على النسخة الخطية الوحيدة.
2- ضبط النصِّ، والتأكُّد من سلامته من التحريف والسَّقط، بالمقارنة بين النُّسخة وصحيح البخاري.
3- علقت على الكتاب بما تمس إليه الحاجة من بيان الروايات الأخرى، مع إيضاح لغامضٍ، أو زيادة فائدة مهمة.
4- أورد المصنف بعض الأحاديث وبعض الروايات مما ليس في صحيح البخاري، فأخرجه من الكتب الحديثية الأخرى.
5- أضفت على النص ما سقط منه ما بين معقوفين، هكذا [].
اسم الكتاب : مختصر احكام البخاري
اسم المؤلف الكامل : ابن جماعة محمد بن إبراهيم بن سعد الشافعي
تاريخ الوفاة : 733
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1438
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : تنضيد ومقابلة: الدكتور رياض المنسي. مراجعة الدكتور محمد عيد منصور
الأجزاء : 1
حول الكتاب :
التحقيقُ في اسمِ الكتاب، ونسبتِهِ إلى المؤلفِ.
كتب على وجه الورقة الأولى ما يلي: «كتاب مختصر صحيح البخاري للإمام العالم شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة ☼».
وأما نسبة الكتاب لابن جماعة فهي صحيحة، وممَّا يؤكد ذلك ما ذكر في مقدمة الكتاب روايته لصحيح البخاري عن خمسة من شيوخه، فقال : «أخبرنا بجميعِ هذا الكتابِ -(الجامع الصحيح) للإمام أبي عبدِ اللهِ محمدِ بْنِ إسماعيلَ بْنِ إبراهيمَ البخاريِّ الْجُعْفِيِّ مولاهم
-المشايخُ الثلاثةُ الأجلاءُ العدولُ المسندونَ:
1-معينُ الدينِ أبو العباس أحمدُ بْنُ قاضي القضاة أبي الحسن عليِّ بْنِ أبي المحاسن يوسفَ الدِّمشقيُّ الشافعيُّ.
2-وزينُ الدينِ أبو طاهر إسماعيلُ بْنُ عبدِ القويِّ بْنِ أبي العز بْنِ عزون الأنصاريُّ.
3-ونظامُ الدينِ أبو عمرو عثمانُ بْنُ عبدِ الرحمنِ بْنِ عتيقِ بْنِ رشيقِ الشافعيُّ، قراءةً عليهم جميعًا وأنا أسمع في شهور سنة خمس وستين وستمائة.
وأخبرنا بجميعه شيخُنا قاضي القضاة الإمامُ تقيُّ الدينِ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بْنُ الحسينِ بْنِ رزين الشافعيُّ.
وأخبرنا الشيخُ الإمامُ أبو الحسن علي بن أحمد بن القسطلاني ببعضه سماعًا وبعضه إجازة».
وقد ذكر محمد بن جابر الوادي آشي روايته لصحيح البخاري من هذا الطريق فقال: «وهو أني سمعته على شيخ الشيوخ وقاضي القضاة بالديار المصرية بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني بمنزله من القاهرة في الصالحية بقراءة ولده الفقيه عز الدين أبي محمد عبد العزيز...، وحدثني به من طريق كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية عن أشياخه الأربعة: معين الدين أبي العباس أحمد ابن قاضي القضاة أبي الحسن علي بن يوسف الدمشقي، وزين الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون، ونظام الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عتيق بن رشيق الربعي سماعًا عليهم لجميعه وبإجازته له من الحافظ رشيد الدين أبي الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطار، بسماعهم من الشيخين: أبي القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت البوصيري، وأبي عبد الله محمد بن حامد الأرتاحي، بسماع البوصيري من أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن بركات بن هلال السعدي النحوي، وإجازته إن لم يكن سماعًا من أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، وبإجازته وإجازة الأرتاحي من أبي الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، بسماعهم من الحافظة أم الكرام كريمة المروزية قالت: أنا أبو الهيثم الكشميهني بسنده».
وكذا ذكر أحمد البلوي الوادي آشي روايته لصحيح البخاري من طريق ابن سكر عن ابن جماعة فقال: «قال ابن سكر: وأخبرني به الإمام قاضي القضاة خطيب الخطباء شيخ الشيوخ عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني، قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: نا تقي الدين أبو عبد الله بن رزين، حدثتنا كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن نصر، حدثنا أبو الوقت».
فالكتاب ينتهي إلى روايتي كريمة عن الكشميهني والحموي عن الفربري.
منهج المصنف في الكتاب:
الكتاب استله المصنف إما من جامع الأصول لابن الأثير ☼ (ت:606) أو من كتاب الضياء الموصلي: الجمع بين الصحيحين الذي استله بدوره من جامع الأصول، يظهر هذا للمتتبع لسياق النص الوارد في الحديث.
حول المؤلف :
اسمُهُ ونسبتُهُ:
هو محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله بن إبراهيم بن أبي الفضل، الحمويُّ الأصل، الشافعيُّ مذهبًا، الكنانيُّ المصريُّ بلدًا.
لقبه وكنيته وشهرته :
يلقب الإمام ابن جماعة بـ (بدر الدِّين).
أما كنيته: فهي (أبو عبد الله).
أما شهرته فيشتهر بـ (ابن جماعة) نسبة إلى جده الثاني.
مولده:
ولد بدر الدين بن جماعة بـ(حماة) عشية يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الآخر، سنة ░639هـ▒، الموافق ░1241مـ▒.
نشأته وطلبه للعلم:
إنَّ أصل عائلة بدر الدين بن جماعة ترجع إلى مدينة (حماة) كما في نسبه: (الحمويُّ).
وَكَانَ والده يسلك طريق الزهاد وينتمي إِلَى الشيخ أبي البيان نَبَأ بن محمد بن محفوظ القدوة المشهور، ولذلك كَانَ ابن جماعة المذكور ينسب بيانيًا.
ومات أبوه إبراهيم فِي ذي الحجة سنة ░675هـ▒ بحماة.
واشتغل بدر الدين ابن جماعة ببلده، ثُمَّ قَدِمَ دمشق، فأخذ عن النووي، والتقي ابن رَزِين، وجمال الدين ابن مالك، وغيرهم فِي عدة فنون.
وسمع الحديث بحماة والشام ومصر من جماعة منهم: والده، وأحمد بن عبد الدائم، وابن عزُّون، وابن أبي اليسر، والرشيد العطار والرَّضِيّ ابن البرهان، وابن علاّق، وشيخ الشيوخ بحماة، وأجاز لَهُ الرشيد بن مُسْلِمَة، ومكي بن علَّان فِي آخرين.
الوظائف التي تولاها:
تقلد بدر الدين بن جماعة بعض الوظائف الدينية والمناصب الشرعية، من تلك الوظائف والمناصب:
1-التدريس:
فقد درَّس في كبريات مدارس الشام ومصر، كمدرسة القيمرية، ومدرسة العادلية الكبرى في دمشق، ومدرسة الصالحية، ومدرسة الناصرية، والمشهد الحسيني في مصر، وولي أيضًا مشيخة الحديث بالكاملية.
يقول ابن كثير : «واستمر ابن جماعة مدرسًا بمصر في كفاية ورياسة».
2-الخطابة:
كذلك فإن ابن جماعة كان خطيبًا في المساجد، فقد خطب بالمسجد الأقصى في القدس، والجامع الأموي في دمشق، والجامع الأزهر في القاهرة.
يقول ابن كثير : «وجمع له خطبٌ كان يخطب بها في طيب صوت فيها وفي قراءته في المحراب وغيره».
3-القضاء:
وهي من أهم الوظائف التي أسندت إلى ابن جماعة حتى أطلق عليه: (قاضي القضاة)، وقد تولى قضاء القدس، وقضاء دمشق، وقاضي القضاة بالديار المصرية.
يقول ابن كثير : «وسار في القضاء سيرة حسنة».
بعض شيوخه:
للإمام بدر الدين بنِ جماعة شيوخٌ قد أخذ عنهم، ذكر بعضًا منهم الحافظ ابن حجر في ترجمته فقال: «وأجازه في سنة ░646هـ▒ الرشيدُ بنُ المسلمة، ومكيُّ بنُ علان، وإسماعيلُ العراقيُّ، والصفيُّ البراذعيُّ وغيرُهُم، وسمع في سنة خمسين مِن شيخ الشيوخ بحماة، ومن ابنِ أبي اليسر، وابنِ عبد، وابنِ الأزرق، والنجيبِ، وابنِ علاق، والمعينِ الدمشقيِّ، والرشيدِ يحيى بنِ علي العطار، وابنِ أبي عمرَ، والتاجِ القسطلاني، وابنِ مالك، والمجدِ بنِ دقيق العيد».
ولكن سأذكر مِن شيوخِهِ أشهرَهم، وفيما يلي أهمُّ شيوخِهِ:
1 - أبو إسحاق بن جماعة ░675هـ▒ (والده): هو أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكتاني الحموي، شيخ البيانية، ولد سنة ░596هـ▒، كان من العلماء المشهورين بالدين والصلاح والخير، روى عنه ولده، خرج من حماة وودع أهله وقال: أذهب إلى القدس لأموت به، فكان كما قال، وتوفي يوم النحر.
2 - زين الدين بن عزون (ت667هـ): هو زين الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون الأنصاري المصري.
ولد سنة ░588هـ▒، سمع من فاطمة بنت سعد الخير الأنصاري وهبة الله بن علي البوصيري.
وسمع منه الحافظ شرف الدين الدمياطي والبدر بن جماعة.
مات بالقاهرة.
ويقول تقي الدين الحسني في ترجمة ابن جماعة: «سمع... على إسماعيل بن عبد القوي بن عزون صحيح البخاري».
3- معين الدين الدمشقي (ت670هـ): هو معينُ الدينِ أبو العباس أحمدُ بْنُ قاضي القضاة أبي الحسن عليِّ بْنِ أبي المحاسن يوسفَ الدِّمشقيُّ الشافعيُّ.
ولد سنة ░586هـ▒، وسمع من البوصيري وابن ياسين وأبي الفضل الغزنوي وغيرهم، وروى عنه شرف الدين الدمياطي وقاضي القضاة ابن جماعة وجماعة، وتوفي في شهر رجب بالقاهرة.
يقول تقي الدين الحسني في ترجمة ابن جماعة: «سمع على المعين أحمد بن علي الدمشقي صحيح البخاري».
4 - نظامُ الدينِ بن رشيق (ت666هـ): هو نظام الدين أبو عمرو عثمانُ بْنُ عبدِ الرحمنِ بْنِ عتيقِ بْنِ رشيقِ المصري المالكي.
ولد سنة ░582هـ▒، سمع من أبي القاسم هبة الله البوصيري وأبي عبد الله الأرتاحي صحيح البخاري، وروى عنه الشرف الدمياطي وبدر الدين بن جماعة والمصريون، وكان رجلًا صالحًا خيرًا، وتوفي في شهر جمادى الأولى بالقاهرة.
ويقول تقي الدين الحسني في ترجمة ابن جماعة: «سمع... على أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن رشيق الربعي صحيح البخاري».
5 - تقي الدين بن رزين (ت680هـ): هو تقيُّ الدينِ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بْنُ الحسينِ بْنِ رزين الشافعيُّ العامري الحموي، ولد سنة ░603هـ▒، وسمع من كريمة الزبيرية والصَّريفيني.
وأخذ عن الموفق ابن يَعيش النحوي.
وقرأ عَلَى ابن الصلاح بدمشق ولازمه وسمع منه الكثير، ودرس بالصلاحية جوار الشافعي، ودرس بالظاهرية، وروى عنه الحافظ الدمياطي والبدر ابن جماعة والنووي، توفي في شهر رجب.
يقول ابن قاضي شهبة وابن العماد في ترجمة ابن جماعة: «وأخذ أكثر علومه بالقاهرة عن القاضي تقي الدين بن رزين».
6- تاج الدين القسطلاني (ت665هـ): هو تاج الدين أبو الحسن علي بن أبي العباس أحمد بن علي القسطلاني المصري المكي أخو الشيخ قطب الدين القسطلاني السابق.
ولد سنة ░588هـ▒ بمصر، سمع على يونس بن يحيى الهاشمي صحيح البخاري، وعلى زاهر بن رستم الأصبهاني جامع الترمذي، وعلى أبي الفتوح نصر بن محمد الحصري، وعلى أبي الحسين الكتاني، ومات في شهر شوال بمصر.
وذكر بدر الدين بن جماعة في مقدمة الكتاب روايته عنهم لصحيح البخاري.
يقول الوادي آشي في ترجمة ابن جماعة: «أخذ عن معين الدين أبي العباس أحمد ابن قاضي القضاة أبي الحسن علي بن يوسف الدمشقي، وزين الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون، ونظام الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عتيق بن رشيق الربعي، وأبي عبد الله محمد عبد الله بن مالك الطائي الجياني، ووالده أبي اسحاق إبراهيم، وهبة الله بن سعود، وجماعة كبيرة».
هؤلاء أهم شيوخ الإمام بدر الدين ابن جماعة من مصر والشام.
بعض تلامذته: وسأقتصر هنا على ذكر أشهر تلامذته:
1- عز الدين بن جماعة (ت767هـ) (ابنه): هو عز الدين أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الكناني الشافعي، ولد في سنة ░694هـ▒، وتفقه على والده بدر الدين بن جماعة، وأجاز له جماعة كالدمياطي، ولي قضاء الديار المصرية، واستقضي مرارًا ودرس وأفتى، وصنف التصانيف المفيدة، منها هداية السالك إلى المذاهب الأربعة وغيره، وتوفي بمكة.
2 - شرف الدين بن جماعة (ت803هـ) (حفيده): هو شرف الدين أبو بكر بن عبد العزيز بن محمد الكناني الحموي المصري.
ولد سنة ░728هـ▒، سمع على جده بدر الدين بن جماعة مشيخته، والقاضي أبي المعالي العمري وعبد القادر الأيوبي وغيرهم.
مات في جمادى الأولى بفسطاط مصر.
3- تاج الدين السبكي (ت771هـ): هو أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، قاضي القضاة، المؤرخ، الباحث، ولد في القاهرة سنة ░727هـ▒، وانتقل إلى دمشق مع والده، وجرى عليه من المحن والشدائد ما لم يجر على قاض مثله، من تصانيفه: طبقات الشافعية الكبرى، ومعيد النعم ومبيد النقم، وجمع الجوامع، توفي بالطاعون في دمشق.
يقول السبكي في ترجمة ابن جماعة: «أخبرنا شيخنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة قراءة عليه وأنا حاضر في الثالثة».
4- الذهبي (ت748هـ): هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي، الإمام الحافظ، المؤرخ الفقيه، ولد بدمشق سنة ░673هـ▒، وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة، وسمع بدمشق وحلب وغيرها، ورحل إلى القاهرة والإسكندرية ومكة وغيرها، ولقي كثيرًا من العلماء كابن دقيق العيد والدمياطي وغيرهما، وروى عن ابن جماعة، من مصنفاته: سير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفاظ وغيرها.
توفي بدمشق يوم الاثنين ثالث ذي العقدة.
صفاته الخَلقية والخُلقية وأقوال العلماء فيه:
- وصفه ابن كثير بقوله: «قاضي القضاة العالم، شيخ الإسلام، وسمع الحديث واشتغل بالعلم، وحصَّل علومًا متعددة، وتقدَّم وسَادَ أقرانه، كل هذا مع الرياسة والديانة والصيانة والورع، وكفِّ الأذى، وله التصانيف الفائقة النافعة».
- وقال عنه السبكي:« شيخنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي، حاكم الإقليمين مصرًا وشامًا، وناظم عقد الفخار الذي لا يسامى، مُتَحلٍ بالعفاف، مُتَخَلٍّ إلَّا عن مقدار الكفاف، محدث، فقيه، ذو عقل، لا يقوم أساطين الحكماء بما جمع فيه ».
- وقال مجير الدين العليمي: «وكان حسن السيرة له الجلالة والخلق الرضي وله النظم والنثر والخطب والتصانيف».
- وقال عنه ابن شاكر الكتبي: «وكان قوي المشاركة في علم الحديث والفقه والأصول والتفسير، خطيبًا تام الشكل، ذا تعبد وأوراد، وحج، وله تصانيف، درس وأفتى وأشغل».
- وقال عنه ابن فهد:« اشتغل وحصل وشارك في فنون من العلم فتبحر فيها وتميز في التفسير والفقه وعني بالرواية فجمع وصنف واشتهر وبعد صيته ».
- ويقول عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني: «واجتمع له من الوجاهة وطول العمر ودوام العز ما لم يتفق لغيره وصنف كثيرا في عدة فنون».
- وقال عنه السيوطي: «قاضي القضاة بالديار المصري... واشتغل بعلوم كثيرة، وأفتى قديمًا، وعرضت فتواه على النووي فاستحسن جوابه، وألف في فنون كثيرة وحدث ودرس بالكاملية وغيرها».
- وقال عنه أبو المعالي ابن الغزي: «الإمام الحبر البحر، شيخ الإسلام، قاضي القضاة، بدر الدين الحموي الكناني الشافعي».
كتبه ومصنفاته:
لقد حُبِّب إلى الإمام عز الدين ابن جماعة الاشتغالُ، فأكبَّ عليه، «وَكَانَتْ لَهُ مشاركة فِي أكثر العلوم، وَلَهُ فِيهَا تصانيف لطاف، واختصر عدة تصانيف منها».
أولًا: في القرآن الكريم وعلومه:
1- التبيان لمبهمات القرآن.
2- غرة التبيان لمن لم يسم في القرآن.
3- الفوائد اللائحة من معاني الفاتحة.
4 - كشف المعاني في المتشابه من المثاني.
5 - المقتنص في فوائد تكرار القصص.
ثانيًا: في العقيدة:
6- التنزيه في إبطال حجج الشبيه.
7- الرد على المشبه في قوله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:6].
ثالثًا:في الحديث وعلومه والسيرة:
8- المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي.
9- الفوائد الغزيرة المستنبطة من أحاديث بريرة.
10- الأربعون التساعية الإسناد.
11 - مناسبات تراجم البخاري.
12-مختصر صحيح البخاري.
وهو الكتاب الذي أقوم بتحقيقه.
رابعًا: في الفقه وأصوله:
13-تنقيح المناظرة في تصحيح المخابرة.
14- تجنيد الأجناد في وجهات أهل الجهاد.
15- مستند الأجناد في آلات الجهاد.
16- تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام.
17- الطاعة في فضيلة صلاة الجماعة.
18-كشف الغمة في أحكام أهل الذمة.
خامسًا: في النحو:
19-مقدمة في النحو.
20 - شرح كافية ابن الحاجب.
سادسًا: في الآداب والرقائق.
21- تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم.
سابعًا : في العلوم العامة:
22 -أراجيز في قضاة مصر، وقضاة دمشق، والخلفاء.
23- حجة السلوك في مهاداة الملوك.
24-رسالة في الاسطرلاب.
وفاته:
قال الحافظ ابن حجر: «ولما مات كان الجمع في جنازته متكاثرًا، ودفن بالقرافة بالقرب من الشافعي، وانقطع في منزله قريبًا من ست سنين إلى أن مات في ليلة الاثنين العشرين أو الحادي والعشرين جمادى الأولى سنة ░733هـ▒، وقد جاوز التسعين بأربع سنين وأشهر».
عملنا :
1- اعتمدتُ في تحقيق هذه الكتاب على النسخة الخطية الوحيدة.
2- ضبط النصِّ، والتأكُّد من سلامته من التحريف والسَّقط، بالمقارنة بين النُّسخة وصحيح البخاري.
3- علقت على الكتاب بما تمس إليه الحاجة من بيان الروايات الأخرى، مع إيضاح لغامضٍ، أو زيادة فائدة مهمة.
4- أورد المصنف بعض الأحاديث وبعض الروايات مما ليس في صحيح البخاري، فأخرجه من الكتب الحديثية الأخرى.
5- أضفت على النص ما سقط منه ما بين معقوفين، هكذا [].

