مصباح الصحاح لاستضاءة أولي العلم والصلاح

حديث: اغزوا باسم الله في سبيل الله

          2211- (بريدة): ((اغزُوا باسمِ اللهِ في سبيلِ اللَّهِ، قاتِلُوا من كفَرَ، اغزُوا ولا تَغُلُّوا ولا تغدِرُوا(1) ولا تَمثُلوا، ولا تقتُلُوا وَليدًا، وإذا لَقيتَ عدوَّكَ من المشركينَ فادعُهُمْ إلى ثلاثِ خِصَالٍ _أو خلالٍ_ فأيَّتُهنَّ ما أجابُوكَ فاقبَلْ منهُم وكُفَّ عنهُم، ثمَّ ادعُهُم إلى الإسلامِ، فإن أجابُوكَ فاقبَلْ منهُم وكُفَّ عنهُم, ثمَّ ادعهُمْ إلى التَّحوُّلِ من دارِهِم إلى دارِ المهاجِرينَ، ثمَّ أخبِرهُم أنَّهم إن فعَلُوا ذلك، فلهُم ما للمُهاجِرينَ وعليهم ما على المهاجِرينَ، فإن أَبَوا أن يتحوَّلُوا منها، فأخبِرهُم أنَّهم يكونونَ كأَعرابِ المسلِمينَ، يجرِي عليهِم حكمُ اللهِ الذي يجرِي على المؤمنِينَ، ولا يكونُ لهم من الغنيمَةِ حظٌّ والفيءِ شيءٌ، إلَّا أن يُجاهِدُوا مع المسلمِينَ، فإن هُم أبَوا فسلهُمُ الجِزيَةَ، فإن أجابُوكَ فاقبَلْ منهُم، وكُفَّ عنهُمْ، فإن هُم أبوا فاستَعنْ باللَّهِ وقاتِلهُم، / وإذا حاصرْتَ أهلَ حصنٍ فأرادُوكَ أن تجعلَ لهم ذمَّةَ اللهِ وذمَّةَ نبيِّهِ، فلا تجعَلْ لهم ذمَّةَ اللهِ وذمَّةَ نبيِّهِ، ولكن اجعلْ لهُم ذمَّتكَ وذمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكُم إن تُخفِرُوا ذمَّتَكُم وذمَّةَ أصحابِكُم أهوَنُ من أن تُخفِروا ذمَّةَ اللهِ، وإذا حاصرْتَ أهل حصنٍ فأرادُوكَ أن تُنزِلَهُم على حكمِ اللهِ فلا تُنزِلْهُم على حُكمِ الله، ولكن أنزِلهُمْ على حُكمِكَ، فلا تدرِي أتصيبُ حُكمَ اللهِ فيهم أم لا؟)).


[1] في (ب): ((ولا تغدروا ولا تغلوا)).