-
بين يدي الكتاب
-
السنن النبوية هي وحي من الله تعالى
-
أهل الحديث هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
أهل الحديث هم الأبدال في الأرض
-
ما جاء في فضل أصحاب الحديث
-
صحيح البخاري أصح الكتب المصنفة
-
حجة تفضيل بعض العلماء لمسلم ورد المصنف عليها
-
حجج القائلين بتفضيل صحيح البخاري
-
لم يلتزم الشيخان إخراج جميع ما صح
-
المستخرجات وفوائد وذكر بعضها
-
مظان الحديث الصحيح
-
حكم ما رواه الشيخان من حيث القطع بصحته وما يفيد
-
حكم الأحاديث المنتقدة والمعلقات
-
حكم اختصار الحديث وتقطيعه
-
بعض ما جاء في الصحيح
-
عدُّ ما في الصحيح
-
في رجاله ومرتبتهم
-
في الدافع لجمع الصحيح
وقال محمَّد بن عصام: سمعت عبد الرَّحمن بن محمَّد بن حاتم يقول: قال إبراهيم بن أدهم: إنَّ الله ╡ يدفع البلاء عن هذه الأمَّة برحلة أصحاب الحديث.
وقال هشام بن عمَّار: حدَّثنا الجرَّاح بن مَليح: حدَّثنا بكر بن زُرْعَةَ: سمعت أبا عِنَبَةَ الخولانيَّ _وكان ممَّن صلَّى القبلتَين مع رسول الله صلعم وأكلَ الدَّم في الجاهلية_ قال: سمعتُ رسول الله صلعم يقول: «لا يَزَالُ الله ╡ يَغْرِسُ في هذا الدِّيِن غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ بِطَاعَتِهِ». /
وخرَّجه أبو عمر ابن عبد البرِّ في كتابه ((بيان العلم)) [وفي ((الاستيعاب)) من رواية بقيَّة بن الوليد عن بكر بن زرعة الخولانيِّ: حدَّثني مُريح بن مسروق، عن أبي عنبة الخولانيِّ قال: ما فُتِقَ في الاسلام فَتْقٌ فسُدَّ، / ولكنَّ الله لا يزال يغرس في الاسلام قومًا يعملون بطاعة الله](1).
واسم أبي عِنَبَة: عبد الله بن عِنَبة، وقيل: عمارة، واختُلف في صُحبته، فقال مسلم في كتابه ((الكُنى)): له صُحبةٌ. وعلى هذا جماعةٌ.
ويعضدُ هذا حديث هشام بن عمَّار وأنَّه من السَّابقين ♥أجمعين.
[وفي هذا الغرس المذكور في هذا الحديث](2) قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغداديُّ: بلغني عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: (هم أصحاب الحديث). /
وقال أبو الحسن محمَّد بن عبيد الله بن محمَّد بن بشر الفسويُّ فيما روينا عنه: (رأيت النَّبيَّ صلعم في المنام، فقلت: يا رسول الله من الفرقة النَّاجية من ثلاث وسبعين فرقةً؟ قال: أنتم يا أصحاب الحديث).
وقال أبو الفضل محمَّد بن جعفر بن عبد الكريم بن بُدَيْل الخُزاعيُّ المقرئُ _وفيه مقال_: سمعت أبا العبَّاس أحمد بن منصور/ الحافظ يقول: سمعت أحمد بن محمَّد بفَسَا يقول: رأيت النَّبيَّ صلعم في المنام فقلت: يا رسول الله قلتَ: «إنَّ أمَّتي تفترق على ثلاث وسبعين فرقةً» مَن النَّاجية منهم؟ قال: أنتم يا أصحاب الحديث.
فأصحاب الحديث هم الفرقةُ النَّاجية من الفِرَقِ، وهم الذين لا يضرُّهم من خَذَلهم ولا منْ خالفهم حتى يأتي أمر الله.
قال أبو بكر بن أبي داود فيما روينا عنه: حدَّثنا أبي عن سعيد بن يعقوب الطَّالْقانيِّ أو غيره قال: ذكر عبد الله بن المبارك حديث النَّبيِّ صلعم: «لا تزال طائفةٌ من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ لا يضرُّهم من ناوأهم حتى تقوم السَّاعة». قال ابن المبارك: هم عندي أصحاب الحديث. /
وقال يزيد بن هارون في هذا الحديث: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم؟
وكذا قال أحمد بن حنبل فيما رواه عنه الفضل بن زياد وموسى بن هارون./
وقاله أيضًا أبو جعفر أحمد بن سنان القطَّانُ وأبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ.
وقال التِّرمذيُّ أبو عيسى في ((جامعه)): حدَّثنا محمود بن غيلان، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا شعبة، عن معاوية بن قرَّة، عن أبيه، قال رسول الله صلعم: «إذا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلاَ خَيْرَ فيكم، لا تَزَالُ طَائِفَةٌ من أُمَّتِّي مَنْصُورونَ(3) لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حتّى تَقُومَ السَّاعة». /
[قال التِّرمذيُّ عقيب هذا: قال محمَّد بن إسماعيل:](4) قال عليُّ بن المَدينيِّ: هم أصحاب الحديث.
ورواه عثمان بن سعيد الدَّارميُّ عن ابن المَدينيِّ.
وروينا عن إبراهيم بن معقل النَّسفيِّ، سمعت أبا عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريَّ يقول: كنَّا ثلاثة أو أربعة على باب عليِّ بن عبد الله بن المَدينيِّ فخرج علينا بعد ساعة فقال: إنِّي لأرجو أنَّ تأويل هذا الحديث عن النَّبيِّ صلعم: «لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ لا / يضرُّهم من خذلهم أو خالفهم»، إنِّي لأرجو أنَّ تأويل هذا الحديث أنتم؛ لأن التُّجَّار قد شغلوا أنفسهم بالتِّجارة، وأهل الصَّنعة قد شغلوا أنفسهم بالصِّناعات، والملوك قد شغلوا [أنفسهم](5) بالمملكة، وأنتم تُحيُون سنَّة النَّبيِّ صلعم.
وجاء عن علي بن المدينيِّ أنه قال: (ليس قومٌ خيرًا من أصحاب الحديث، النَّاس في طلب الدُّنيا وهم في إقامة الدِّين).
وقال عمر بن حفص بن غياث: سمعت أبي، وقيل له: أَلَا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه؟، قال: (هم خير أهل الدُّنيا).
[وروينا عن عبد الحميد بن حميد صاحب المسند قال: سمعت أبا داود يقول: لولا هذه العِصابة لاندرس الإسلام؛ يعني أصحاب الحديث الذين يكتبون الآثار](6).
وقال عبد الرَّحمن بن أبي حاتم: حدَّثنا أبي: حدَّثنا قَبيصة: سمعت سفيان الثَّوريَّ يقول: (الملائكة حرَّاس السَّماء وأصحاب الحديث حرَّاس الأرض).
وقال يزيد بن زُرَيع: (لكلِّ دِين فرسان، / وفرسان هذا الدِّين أصحاب الأسانيد). /
وقال زهير بن صالح: سمعت صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: (من يُعظِّم أصحاب الحديث يَعظُم في عين رسول الله صلعم، ومن حَقَّرهم سقط من عين رسول الله صلعم؛ فإنَّ أصحاب الحديث أحباب رسول الله صلعم).
فأهل السُّنن أحبابُ رسول الله صلعم وفرسانُ الدِّين، وحُمَاةُ الإسلام، وحَفَظَةُ الشَّريعة، وكُتبهم المصنَّفة فيها أجلُّ الكتب المُصَنَّفة.
[1] ما بين معقوفين زيادة من النسخة الأصل، وليست في (ب) ولا المطبوع.
[2] هكذا في النسختين الخطيتين، وضبَّب عليها في (ب)، والصواب: منصورين.
[3] هكذا في النسختين الخطيتين، وضبَّب عليها في (ب)، والصواب: منصورين.
[4] هكذا في النسختين الخطيتين، وضبَّب عليها في (ب)، والصواب: منصورين.
[5] سقطت من المطبوع، وهي في النسختين.
[6] سقطت من المطبوع، وهي في النسختين.