إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث:أن أبا هريرة كان يقول: الله الذي لا إله إلا هو

          454- حَدِيثُهُ: صلعم أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: اللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؛ وَإِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الحَجَر عَلَى بَطْنِي مِنَ الجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمِ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ ╡ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ بِي، وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَمَرَّ بِي أَبُو القَاسِمِ صلعم، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَالَ: «أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «اِلحَقْ» وَمَضَى، فَاتَّبَعْتُهُ(1)، فَدَخَلَ، فَاسْتَأْذَنَ(2) فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟» قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلانُ _أَو فُلَانَةُ_ قَالَ: «أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «اِلحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَادْعُهُمْ لِي» قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلَامِ، لَا يَأْوُوْنَ عَلَى(3) أَهْلٍ وَلَا مَالٍ، وَلَا أَحَدٌ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، وَأَصَابَ مِنْهَا، وَأَشْرَكَهُمْ، فَسَاءَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ أُصِيْبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَلَمَّا جَاؤُوا أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صلعم بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا، فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ، وَأَخَذُوا مَجالِسَهُمْ مِنَ البَيْتِ، فَقَالَ: «يَا بَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «خُذْ فَأَعْطِهِمْ» فَأَخَذْتُ القَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيْهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ / عَلَيَّ القَدَحَ، فأُعْطِيْهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ القَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلعم وَقَدْ رَوِيَ القَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ القَدَحَ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِه، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَتَبَسَّمَ، فَقَالَ: «أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «بَقِيْتُ أَنَا وَأَنْتَ» قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «اقْعُدْ وَاشْرَبْ» فَقَعَدْتُ، فَشَرِبْتُ، فَقَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ: «اشْرَبْ» حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلِكًا، قَالَ: «فَأَرِنِي» فَأَعْطَيْتُهُ القَدَحَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَسَمَّى، وَشَرِبَ الفَضْلَةَ. [خ¦6452]


[1] كذا في (ب)، وهو رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (فَتَبعْتُهُ).
[2] كذا في (ب) وفوق النون: (نت)، وكذا في «اليونينية»: (فاستأذن)، وينظر هامشها.
[3] كذا في (ب)، وهو رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (إلى).