-
مقدمة المصنف
-
في ذكر نسبه ومولده وصفته
-
في نشأته وطلبه للحديث
-
في مراتب شيوخه الذين أدركهم وحدَّث عنهم
-
في سيرته وشمائله وزهده وفضائله
-
في ثناء مشايخه عليه
-
في ذكر ثناء أقرانه وأصحابه عليه فمن بعدهم
-
في سعة حفظه وسيلان ذهنه
-
في سبب تصنيفه الجامع الصحيح
-
في شرطه
-
في ذكر الرواة عن البخاري
-
في دخوله نيسابور وما امتحن به ثم خروجه منها
-
في رجوعه إلى بخارى ومحنته مع أميرها وخروجه منها ووفاته
░10▒ فَصْلٌ
في ذِكْرِ الرُّوَاةِ عَن البُخَارِيِّ
قَدْ أَسْلَفْنَا أَنَّ النَّاسَ كَتَبُوا عَنْهُ على بَابِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الفِرْيَابِيِّ وَهُوَ أَمْرَدُ، وَلَمْ يَزَالُوا يَكْتُبُونَ عَنْهُ وَيَسْتَفيدُونَ مِنْهُ إلى أَنْ مَاتَ، وَإِنَّمَا نَذْكُرُ هُنَا رُوَاةَ كُتُبِهِ أَوَّلاً، ثُمَّ مَشَاهِيرَ الحُفَّاظِ وَمَنْ وَقَعَتْ لَنَا رِوَايَتُهُ عَنْهُ في المَسَانِيدِ وَالأَجْزَاءِ.
فَأَشْهَرُهُمْ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرِ بْنِ صَالحٍ الفَـِرَبْرِيُّ، رَاوِي «الجَامِعِ الصَّحِيحِ» عَنْهُ، وَكِتَابِ «خَلْقِ أَفْعَال العِبَادِ»، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَمِنْ طَرِيقِهِ وَقَعَتْ لَنَا رِوَايَةُ «الجَامِعِ» ، وَرِوَايَتُهُ أَتَمُّ الرِّوَايَاتِ وَأَكْمَلُهَا؛ لأَنَّ البُخَارِيَّ كان يُلْحِقُ في «جَامِعِهِ» مَا يَقَعُ له مِنَ الأَحَادِيثِ عَلَى شَرْطِهِ، وَكَانَ سَمَاعُ الفَـِرَبْرِيِّ عَلَيه مَرَّتَيْنِ: الأُولَى بِفَـِرَبْرٍَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ، وَالأُخْرَى بِبُخَارَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِئَتَيْنِ(1) . / ... /
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ «الصَّحِيحَ»: حَمَّادُ بْنُ شَاكِرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ النَّسَفِيُّ، وَمَهِيْبُ(2) بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ البَزْدَوِيُّ(3) النَّسَفيُّ، قَالَ جَعْفَرٌ(4) المُسْتَغْفِرِيُّ: هُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عن البُخَارِيِّ.
قُلْتُ: ليس ذَلِكَ على إِطْلَاقِهِ؛ فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِ مِئَةٍ، وَبَقِيَ بَعْدَهُ المَحَامِلِيُّ بِبَغْدَادَ وَغَيْرُهُ. /
وَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الفَـِرَبْرِيِّ: سَمِعَ «الجَامِعَ» مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ تِسْعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ يَرْوِيهِ عَنْهُ غَيْرِي . فَكَأَنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِبَقَاءِ البَزْدَوِيِّ المَذْكُورِ .
وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِأَنَّ البَزْدَوِيَّ خَاتَـِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ «الصَّحِيحَ»: الحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ ابْنُ مَاكُوْلَا، وَتَبِعَهُ ابْنُ نُقْطَةَ في «التَّقْيِيدِ» وَغَيْرُهِ .
وَمِنَ الرُّوَاةِ عن البُخَارِيِّ:
- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجَلِيلِ _بِالجِيمِ_ البَزَّازُ ، رَوَى عَنْهُ كِتَابَ «الأَدَبِ / المُفْرَدِ»، سَمِعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِهِ .
- وَمَحْمُودُ بْنُ إِسْحَاقَ الخُزَاعِيُّ، رَوَى عَنْهُ «رَفْع اليَدَيْنِ في الصَّلَاةِ» وَ«القِرَاءَة خَلْفَ الإِمَام ِ»، سَمِعْنَاهُمَا مِنْ طَرِيقِهِ أَيْضًا ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ بِبُخَارَى .
- وَيُوسُفُ بْنُ رَيْحَانَ بْنِ عَبدِ الصَّمَدِ البُخَارِيُّ، رَاوِي «خَلْق أَفْعَال العِبَادِ» عَنْهُ .
- وَمُحَمَّدُ بْنُ دِلُّوْيَةَ ، رَاوِي كِتَابِ: «بِرِّ الوَالدَيْنِ» لَهُ، سَمِعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِهِ عَاليًا .
- وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ ، رَاوِي «التَّارِيخِ الكَبِيْرِ» / عَنْهُ، سَمِعْنَا مِنْ طَرِيقِه قِطْعَةً مِنْهُ .
- وَعَبدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبدِ السَّلَامِ الخَفَّافُ ، رَاوِي «التَّارِيخِ الأَوْسَطِ» عَنْهُ.
- وَعبدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ الأَشْقَرِ ، رَاوِي «التَّارِيخِ الصَّغِيرِ» عَنْهُ . /
- وَآدَمُ بْنُ مُوسَى ، رَاوِي كِتَابِ «الضُّعَفَاءِ» عَنْهُ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ الحُفَّاظِ:
شَيْخُهُ عَبدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ المُسْنَدِيُّ(5) ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الحَافِظُ وَهُوَ أَسَنُّ مِنْهُ، ومُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ في غَيْرِ «صَحِيحِهِ»، وَأَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ في «جَامِعِهِ»، وَأَبُو عَبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ في «سُنَنِهِ»، وَفي تَصْحِيحِ سِمَاعِهِ مِنْهُ قِصَّةٌ أَذْكُرُهَا آخِرَ هَذَا الفَصْلِ إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الحَرْبِيُّ الفَقِيهُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أبي عَاصِمٍ النَّبِيلِ صَاحِبُ التَّصَانِيفِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِ الخَالقِ البَزَّارُ صَاحِبُ «المُسْنَدِ» الشَّهِيرِ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيَّانِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ الفَقِيهُ الكَبِيْرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قُتَيْبَةَ البُخَارِيُّ قَرَابَتُهُ وَهُوَ أَسَنُّ مِنْهُ، وَأَبُو عَمْرٍو الخَفَّافُ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى / النَّيْسَابُورِيَّانِ، وَالحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَانِمٍ المَعُرُوفُ بِالعِجْلِ، وَالحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد بْن زِيَادٍ القَبَّانِيُّ، وَصَالحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ المُلَقَّبُ جَزَرَة(6) وَكان مُسْتَمْلِيهِ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أبي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أبي الدُّنْيَا، وَإِمَامُ الأَئِمَّةِ أَبُو بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَمُطَيَّنٌ الحَضْرَمِيُّ، وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللهِ، وَالحَافِظُ البُجَيْرِيُّ(7) : عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ الفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ النَّسَفِيُّ الحَافِظُ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ ابْنُ الأَخْرَمِ، وَالحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المَحَامِلِيُّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ بِبَغْدَادَ ، وَأُمَمٌ لا يُمْكِنُ حَصْرُهُمْ، يَكْفي مِنَ التَّنْبِيهِ على كَثْرَتِهِمْ حِكَايَةُ الفَـِرَبْرِيِّ المُتَقَدِّمَةُ .
وَأَمَّا رِوَايَةُ أبي عَبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ عَنْهُ: فَحَكَى الحَافِظُ جَمَالُ الدِّينِ المِزِّيُّ: أنَّ في رِوَايَةِ ابْنِ السُّنِّيِّ «السُّنَنَ» عن النَّسَائِيِّ في الصَّوْمِ حَديثًا قَالَ فِيهِ: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ(8) حَمَّادٍ، / عن مَعْمَرٍ وَالنُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: ما لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلعم مِنْ لَعْنَةٍ تُذْكَرُ...) الحَدِيثَ .
قَالَ المِزِّيُّ: وَقَدْ رَوَاهُ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الأُسْيُوْطِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ حَيُّويَةَ، عن النَّسَائِيِّ: (عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ) فَقَطْ، لَمْ يُبَيِّنُوهُ .
قَالَ: وَفي أَصْلِ الصُّورِيِّ بِخَطِّهِ: عن عَبدِ الرَّحْمَنِ النَّحَّاسِ، عن حَمْزَةَ، عن النَّسَائِيِّ: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ أَبُو بَكْرٍ الطَّبَرَانِيُّ).
قَالَ المِزِّيُّ: وَلَمْ نَجِدْ لِلنَّسَائِيِّ عَنْهُ رِوَايَةً سِوَى هَذَا الحَدِيثِ، إِنْ كَانَ ابْنُ السُّنِّيِّ حَفِظَهُ، وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ الكَثِيرَ عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَهُوَ يُشَارِكُ البُخَارِيَّ في بَعْضِ شُيُوخِهِ، وَرَوَى في كِتَابِ «الكُنَى» عن عَبدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبدِ السَّلَامِ الخَفَّافِ عن البُخَارِيِّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ . قَالَ: فَهَذِهِ قَرِينَةٌ ظَاهِرَةٌ في أَنَّهُ لَمْ يَلْقَ(9) البُخَارِيَّ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. انْتَهَى كَلَامُ المِزِّيِّ . /
وَتَبِعَهُ على ذَلِكَ الحَافِظُ أَبُو عَبدِ اللهِ الذَّهَبِيُّ، بَلْ جَزَمَ بِأَنَّهُ لَمْ يَلْقَهُ .
وَقَدْ تَمَّ عَلَيْهِمَا الوَهْمُ وَعلى مَنْ تَبِعَهُمَا؛ فَقَدْ قَالَ الحَافِظُ الكَبِيْرُ أَبُو عَبدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَه في كِتَابِ «الإِيمَانِ» مِنْ تَأْلِيفِهِ _ الَّذي قَرَأْتُهُ جَمِيعَهُ على فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبدِ الهَادِي بِسَفْحِ قَاسِيُونَ؛ قُلْتُ لَهَا: أَخْبَرَكُمْ أَبُو نَصْرٍ ابْنُ هِبَةِ اللهِ في كِتَابِهِ، عن مَحْمُودِ(10) بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابنِ مَنْدَه: أَنَّ الحَسَنَ بْنَ العَبَّاسِ الفَقِيهَ الرُّسْتَـُمِيَّ أَخْبَرَهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبدُ الوَهَّابِ ابْنُ الحَافِظِ أبي عَبدِ اللهِ ابْنِ مَنْدَه(11) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي؛ قَالَ_ : أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ الكِنَانِيُّ: أَخْبَرَنَا النَّسَائِيُّ أَبُو عَبدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيَّ يَقولُ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ (مُحَمَّدٌ) هُوَ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ؛ وَلَا أَعْرِفُ مُحَمَّدًا، وَهِمَ شُعْبَةُ في اسْمِهِ . /
يُشِيرُ إلى حَدِيثِ شُعْبَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ(12) بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ مَوْهِبٍ، عن مُوسَى بِنِ طَلْحَةَ، عن أبي أَيُّوبَ، في حَدِيثِ: (أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ...) الحَدِيثَ، فَخَالفَ شُعْبَةَ يَحْيَى القَطَّانُ وَخَالدٌ الطَّحَّانُ(13) وَأَبُو نُعَيْمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ وَجَمَاعَةٌ؛ فَقَالُوا: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَهُوَ الصَّوَابُ.
فَتَبَيَّنَ بِهَذَا أَنَّ ابْنَ السُّنِّيِّ حَفِظَ عن النَّسَائِيِّ رِوَايَتَهُ عن البُخَارِيِّ، وَلَمْ يَنْسِبْهُ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحَادِيثِ التِي أَخْرَجَهَا النَّسَائِيُّ / عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعن أبي نُعَيْمٍ، وَعن جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ البُخَارِيِّ، أَنْ يَكُونَ البُخَارِيُّ شَيْخَهُ فيهَا، لا كَمَا ظَنَّ المِزِّيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَتَلَخَّصَ لَنَا بِهَذَا أَن ثَلَاثَةً مِنَ الأَئِمَّةِ الخَمْسَةِ حَمَلُوا عن البُخَارِيِّ، فَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَقَدِ اجْتَمَعَ بِهِ بِالبَصْرَةِ، لَكِنْ لَمْ تَقَعْ لَنَا عَنْهُ رِوَايَةٌ، وَأَمَّا ابْنُ مَاجَه فَمَا أَظُنُّهُ لَقِيَهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
تَنْبِيهٌ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ الإِمَامِ البُخَارِيِّ في «الجَامِعِ الصَّحِيحِ» سَبْعَةُ أَنْفُسٍ ، وَقَدْ سَاوَيْنَا في ذَلِكَ عَامَّةَ شُيُوخِنَا مِمَّنْ سَمِعَ مِنْ وَسَطِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وهَلُمَّ جَرًّا. / وَوَقَعَ لَنَا جُمْلَةُ أَحَادِيثَ خَارِجَ «الصَّحِيحِ» بِمِثْلِ هَذَا العَدَدِ؛ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ صَاعِدٍ وَالمـَحَامِلِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وَأَمَّا بَاقِي الكُتُبِ السِّتَّةِ؛ فَبَيْنَنَا وَبَيْنَ أَصْحَابِهَا بِالسَّمَاعِ المـُتَّصِلِ ثَمَانِيَةُ أَنْفُسٍ.
إِلَّا أَنَّ النَّسَائِيَّ وَقَعَ لَنَا أَكْثَرُهُ عَالِيًا بِإِجَازَةٍ وَاحِدَةٍ ؛ فَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سَبْعَةُ أَنْفُسٍ.
وَكَذَا «جَامِعُ التِّرْمِذِيِّ» وَ«سُنَنُ ابْنِ مَاجَه»، لَكِنْ بِإِجَازَتَيْنِ .
وَأَمَّا «سُنَنُ أبي دَاوُدَ»؛ فَلَمْ يَقَعْ لَنَا عَالِيًا إِلَّا بِإِجَازَةٍ عَامَّةٍ .
وَأَمَّا «صَحِيحُ مُسْلِمٍ»؛ فَلَمْ يَقَعْ لَنَا عَاليًا إِلَّا بِأَجَايِزَ كَثِيرَةٍ ؛ وَالسَّمَاعُ رِزْقٌ.
وَ«صَحِيحُ البُخَارِيِّ» _مَعَ ذَلِكَ_ أَعْلَى الكُتُبِ السِّتَّةِ سَنَدًا إِلى النَّبِيِّ صلعم في شَيْءٍ كَثِيرٍ جِدًّا؛ لِأَنَّهُ أَسَنُّهُمْ وَأَقْدَمُهُمْ سَمَاعًا، وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِهِ / إِنَّمَا يَرْوِي البَاقُونَ حَدِيثَهُمْ بِوَاسِطَةٍ ، وَقَدْ أَفْرَدْتُ الأَحَادِيثَ التِي بِهَذِهِ / ... /
المَثابَةِ| في جُزْءٍ ضَخْمٍ مُفْرَدٍ ، وَهُوَ نَوْعٌ يُسَمِّيهِ المُحَدِّثُونَ: الإِبْدَالَُ، وَلَكِنَّهَا عَاليَةٌ بِدَرَجَتَيْنِ، وَهُوَ نَوْعٌ حَسَنٌ عَزِيزٌ. /
[1] هذا هو المشهورُ المتداوَلُ في تحديد سِنِيِّ رواية الفربريِّ للجامع الصحيح عن الإمام البخاريِّ وفي تحديد مكانِ سماعِه له، وهو محلُّ بَحثٍ.
[2] تحرَّفت في الأصل إلى: (محمَّد)، والتصويب من تغليق التعليق: 5/435، وقد تقدَّم ذِكرُه مِراراً وسيأتي، وينظر لترجمته «الإرشاد» للخليليِّ: 3/973.
[3] تصحفت في الأصل إلى: (الداوودي)، والتصويب من كلام المؤلف الآتي موافقاً لما في تغليق التعليق، ولعلَّه كان مكتوباً في أصل الأصل: (البازدوي) فاستغربه الناسخ فغيَّره إلى المشهور، والله أعلم، والبَزْدَوِيُّ نسبةٌ إلى قريةٍ تابعةٍ لمدينة نَسَف على طريق بُخارى [كما في الأنساب للسَّمْعانيِّ: 2/201]، توفي سنةَ تسعٍ وعشرينَ وثلاث مئةٍ، ينظر لترجمته التقييد: 2/258، وسير أعلام النبلاء: 15/279، ولسان الميزان: 6/100 (ط الهند) = 8/168 (ط أبي غدَّة).
[4] تصحَّفت في الأصل إلى: (حفص)، والتصويب من تغليق التعليق، وتنظر ترجمة المُسْتَغْفِرِيِّ في تذكرة الحفاظ: 3/1102، وسير أعلام النبلاء: 17/564.
[5] تصحَّفت في الأصل إلى: (السندي)، ينظر لترجمته الأنساب للسَّمْعانيِّ: 12/265، وتهذيب الكمال: 16/59.
[6] تصحَّفت في الأصل إلى: (جرزره).
[7] تصحَّفت في الأصل إلى: (البحتري)، ينظر الأنساب للسَّمْعانيِّ: 2/96.
[8] تصحَّفت في الأصل إلى: (بن).
[9] تصحَّفت في الأصل إلى: (يكن)، والتصويب من تهذيب الكمال، وتذهيب تهذيب الكمال للذهبيِّ: 8/34.
[10] تصحَّفت في الأصل إلى: (محمَّد)، والتصويب من المعجم المفهرس: ص 52 = (55)، والَمجْمَع المؤسس: 2/369، وينظر لترجمته تاريخ الإسلام: 46/125، وسير أعلام النبلاء: 22/382.
[11] تحرَّفت في الأصل إلى: (ريذه).
[12] تصحَّفت في الأصل إلى: (عمر)، والتصويب من «الإيمان» لابن مَنْدَه؛ فقد أخرجه قبلَ الكلام المنقول عنه آنفاً.
[13] تصحَّفت في الأصل إلى: (القطان)، وهو تردُّد نظرٍ من الناسخ، ينظر لترجمة خالدٍ تهذيب الكمال: 8/99، وروايتُه المُشارُ إليها أخرجها أبو عَوَانَةَ في مسنده المستخرَج على صحيح مسلم: 1/107 = (92).