الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من صبر على لأوائها يعني المدينة

          1508- السَّادس عشر: عن عيسى بن حفص بن عاصمٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ عن رسول الله صلعم قال: «مَن صبَر على لَأوائها(1) _يعني المدينةَ_ كنتُ له شفيعاً أو شهيداً يومَ القيامةِ».
          وأخرَجه من حديثِ يُحَنَّسَ(2) مولى مُصعبِ بن الزُّبير بن العوَّام: أنَّه كان جالساً عند عبد الله ابن عمرَ في الفتنةِ، فأتته مولاةٌ له تُسلِّمُ عليه، فقالت: إنِّي / أردتُ الخروجَ يا أبا عبد الرَّحمن، اشتدَّ علينا الزَّمانُ، فقال لها عبد الله: اقعدي لَكاعِ(3)، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «لا يصبرُ على لَأوائها وشدَّتِها أحدٌ إلَّا كنتُ له شهيداً أو شفيعاً يومَ القيامةِ». يعني المدينةَ.


[1] اللَّأْوَاء: الشِّدة.
[2] تحرف في (ق) إلى: (يونس).
[3] اللُّكَع: اللَّئيم، يقال: لَكُعَ الرّجلُ إذا لَؤم لَكاعةً، ويقال له: يا لُكَع، وللاثنين: يا ذوَي لُكَع، وللأنثى: يا لَكاعِ، وقال أبو عبيد: اللُّكَع عند العرب العبد، قال الليث: هو وصف بالحُمق، يقال: رجلٌ لَكيع، ولكُعَ الرجل، يلكَع لكعاً، فهو ألكَعُ ولَكِعٌ ومَلْكَعانُ، وامرأةٌ لَكاعٌ ومَلْكَعانةٌ، وسئل بلال بن جَريرٍ عن لُكَع، فقال: هو في لغتنا الصَّغير، وإلى هذا ذهَب الحسن، وفي الحديث: «أثَمَّ لُكعُ؟» أراد الصغيرَ في السِّن، فإذا قيل للكبير أريد الصغير في العلم والمعرفة، وقال الأصمعي: الأصل في لُكعٍ من الملاكيع، وهي التي تخرُج من السَّلا على الولد، وكذلك قال قوم: اشتقاقُها من اللَّكَع وهو الوسَخ.