الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: قدمت على رسول الله وهو منيخ بالبطحاء

          471- السَّادس والأربعون: عن طارقِ بنِ شهابٍ عن أبي موسى قال: «قدِمْتُ على رسول الله صلعم وهو مُنِيخٌ بالبَطْحاءِ، فقال: بِمَ أهلَلتَ؟ قال: قلت: أهلَلتُ بإهلالِ النَّبيِّ صلعم، قال: هل سُقْتَ مَن هدْيٍ؟ قلتُ: لا، قال: فَطُفْ بالبيتِ وبالصَّفا والمروةِ ثمَّ حِلَّ. فطُفتُ بالبيتِ وبالصَّفا والمروةِ ثمَّ أتَيتُ امرأةً مِن قومِي، فمَشَطَتْنِي وغَسَلَتْ رأْسِي»، فكُنتُ أُفتِي النَّاسَ(1) بذلك في إمارةِ أبي بكرٍ وإمارةِ عمرَ، فإنِّي لَقائمٌ بالموسمِ إذ جاءني رجلٌ فقال: إنَّك لا تدْري ما أحدثَ أميرُ المؤمنينَ في شأنِ النُّسُكِ، فقلتُ: أيُّها النَّاسُ؛ مَن كُنَّا أفتَيْناهُ بشيءٍ فَلْيَتَّئِدْ، فهذا أميرُ المؤمنينَ قادِمٌ عليكم، فبِهِ فائْتَمُّوا، فلمَّا قدِمَ قلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ ؛ ما هذا الَّذي أحدثْتَ في شأنِ النُّسُكِ؟ قال: إِن نَأخُذْ بكتابِ الله فإنَّ الله ╡ قال: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [البقرة:196]وإن نأخُذْ بسنَّةِ رسولِ الله صلعم / «فإنَّ النَّبيَّ صلعم لم يَحِلَّ حتَّى نحَرَ الهدْيَ». [خ¦1559]
          وهو في رواية مسلمٍ عن إبراهيمَ بنِ أبي موسى عن أبيه: أنَّه كان يُفتِي بالمتْعةِ، فقال له رجلٌ: رُوَيدَكَ بِبَعضِ فُتْياكَ، فإنَّك لا تدري ما أحدثَ أميرُ المؤمنينَ في النُّسُك، فلَقِيَهُ بعدُ فسأَلهُ، فقال عمرُ: «قد علمتُ أنَّ النَّبيَّ صلعم قد فعَلَهُ وأصحابُهُ»، ولكِنْ كَرِهْتُ أن يَظلُّوا مُعْرِسِين بِهِنَّ في الأراكِ، ثمَّ يروحُونَ في الحجِّ تقطُرُ رؤوسُهم.


[1] سقط قوله: (الناس) من (ابن الصلاح).