الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: أنه نزلت فيه آيات من القرآن

          3178- مُسْلِمٌ: عن سعدٍ أَيْضًا: أنَّهُ نزلتْ فيهِ آياتٌ منَ القرآنِ، قَالَ: حلفتْ أمُّ سعدٍ ألَّا تكلِّمهُ أبدًا حتَّى يكفرَ بدينهِ ولا تأكلَ ولا تشربَ، قَالَت: زعمتَ أنَّ اللهَ أوصاكَ بوالديكَ، فأنا أمُّكَ وأنا آمرُكَ بهذا، قَالَ: مكثتْ ثلاثًا حتَّى غُشِي عَلَيْهِا من الجَهْدِ، فقامَ ابنٌ لها يقَاْلُ لهُ: عمارةَ، فسقاها، فجعلتْ تدعو على سعدٍ، فأنزلَ اللهُ ╡ (1) في القرآنِ هذهِ الآية(2) : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت:8] {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي}[لقمان:15] (3) [وفيها](4) : {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان:15] / ، قَالَ: وأصابَ رسولُ اللهِ صلعم غنيمةً عظيمةً، فإذا فيها سيفٌ، فأخذتُهُ فأتيتُ بهِ النَّبيَّ صلعم، فقلت: نفِّلني هذا السَّيفَ، فأنا من قد علِمْتُ حالَهُ، فقَالَ: «ردَّهُ من حيثُ أخذتهُ»، فانطلقت حتَّى(5) أردت أن ألقيَهُ في القَبَضِ لامتني نفسي، فرجعتُ إليهِ فقلتُ(6) : أعطنيهِ، قَالَ: فشدَّ لي صوتَهُ: «ردَّهُ من حيثُ أخذتهُ»، فأنزل اللهُ ╡: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ} [الأنفال:1] .
          قَالَ: ومرضتُّ فأرسلتُ إلى النَّبيِّ صلعم فأتاني، فقلتُ: دعني أَقْسِمْ مالي حيثُ شئتُ، قَالَ: فأبى، قلتُ: فالنِّصفُ، قَالَ: فأبى، قلتُ: فالثُّلثُ فسكتَ، فكانَ بعدُ الثُّلثُ(7) جائزًا.
          قَالَ: وأتيتُ على نفرٍ من المهاجرينَ والأنصارِ، فقالوا: تعالَ نطعمكَ ونسقيكَ خمرًا، وذلكَ قبلَ أنْ تحرَّمَ الخمرُ، قَالَ: فأتيتهم في حشٍّ_والحشُّ: البستانُ_ فإذا رأسُ جزورٍ مشويٍّ عندهم، وزِقُّ(8) خمرٍ، قَالَ: فأكلتُ وشربتُ معهم، قَالَ: فذكرتُ المهاجرين والأنصارَ عندَهم، فقلتُ: المهاجرونَ خيرٌ من الأنصارِ، قَالَ: فأخذَ رجلٌ أحدَ(9) لحييِّ الرَّأس، فضربني به فجرحَ (10) بأنفي، فأتيتُ رسولَ اللهِ صلعم فأخبرتهُ، فأنزل الله ╡ (11) فيَّ_يعني: نفسَهُ_ شأنَ الخمرِ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلًامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيطان} [المائدة:90] .
          وعنه قَالَ: أُنزِلَت فيَّ أربعُ آيات، وساقَ الحديثَ بمعنى ما تقدَّمَ وزادَ: فكانوا إذا أرادوا أنْ يطعموها (12) شجَرُوا فاها بعصًا، ثمَّ أوجروها، وفيه: فضربَ بهِ أنفَ (13) سعدٍ ففزرَهُ، فَكانَ (14) أنفُ سعدٍ مفزورًا.
          لم يُخَرِّج الْبُخَارِيُّ من هَذَا الْحَدِيْثِ، إلَّا قصةَ الوصيَّةِ وحدَّها [خ¦1295] ، ولم يقلْ: أرسلتُ إلى النَّبيِّ صلعم.


[1] في (ق): (تعالى).
[2] في (أ) و(ت): (الآيات).
[3] في (ص): {ما ليس لك به علم} وضرب عليها في (ق).
[4] سقط من (ص)، وزيد في (ص) و(ق): {ولا تطعهما}.
[5] زيد في (ت) والمطبوع: (إذا).
[6] زيد في (ص): (له).
[7] في (ص): (بعدَ الثُّلثِ).
[8] زيد في (أ) و(ت): (من).
[9] في (ص): (إحدى).
[10] في (ص) و(ق): (فخرج).
[11] في (ق): (تعالى).
[12] في (ص): (يطعموا).
[13] في (ص): (أمَّ).
[14] في (ت): (وكان).