التصنيف الرئيسي : الشروح
اسم الكتاب : الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري
اسم المؤلف الكامل : الكرماني محمد بن يوسف بن علي، شمس الدين أبو عبد الله الشافعي
تاريخ الوفاة : 786
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1441
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : مقابلة وتحرير بإشراف الدكتور عبد الجواد حمام
الأجزاء : 15
حول الكتاب :
          الكواكب الدراري لبنة أساسٍ في بناء سلسلة شروح البخاري، إذ يندر أن يخلو شرح من شروح من بعده من نقل عنه، أنهى تأليفه العلَّامة الكرماني في بغداد، وهو شرح بالقول مفيد جدًا بالقول متوسط بين «فتح الباري» و«التنقيح»، في خمسة وعشرون جزءًا صغيرًا، شمل شرحه الإسناد والمتن، وهو في هذه النقطة له الرِّيادة، فقد بيَّن المعاني وشرح الغريب وجمع بين مختلف الحديث وبيان ارتباط الترجمة بالحديث المندرج تحتها، وشرح أسماء الرواة وأوضحها، وعرج على بعض القضايا الفقهية مثبتًا فيها مذهبه الشافعي، كما ذكر كثيرًا من المسائل اللغوية والنحوية والبلاغية، وهو أعلا ما تميز به في كتابه ☼.
          افتتح المصنف كتابه بالثناء على الحديث وأهله.
          ثم خصَّ البخاري بمزيد مدح وإجلال فقال ☼: وكان كتابُ «الجامع الصَّحيح» للإمام أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريِّ... أجلَّ الكتبِ الصَّحيحة نقلًا وروايةً وفَهْمًا ودِرايةً، وأكثرَها تعديلًا وتصحيحًا وضبطًا وتنقيحًا واستنباطًا واحتياطًا، وفي الجملة هو أصحُّ الكتب المؤلَّفة فيه على الإطلاق، والمُقبَلَ عليه بالقَبول مِن أئمَّة الآفاق، وقد فاق أمثالَه في جميع الفنون والأقسام، وخُصَّ بالمزايا مِن بين دواوين الإسلام...
          ثم بيَّن الداعي للتأليف بعد أن جرَّ ذيول الثناء على صحيح الإمام البخاري فقال ☼: إنِّي لم أرَ له شرحًا مُشتمِلًا على كشف بعض ما يتعلَّق مِن الكتاب فضلًا عن كلِّها، أو مشتغلًا بما يتعلَّق بالبحث عن عويصاتِه فضلًا عن حلِّها، مع ارتحالي إلى بلادٍ كثيرةٍ هي مظانُّ وِجدانِه، ولم أظفر بعد التَّفتيش والتَّنقيب إلَّا على فقدانِه؛ والشُّروح التي شرحَها الشَّارحون لا تشفي عليلًا ولا تسقي غليلًا....
          ثم أبان عن الخلل في شروح السابقين فافتتح كلامه بالكلام على «شرح ابن بطال» فقال: إنَّما هو غالبًا في فقه الإمام مالكٍ ☺ مِن غير تعرُّضٍ لما هو الكتاب مصنوعٌ.
          ثم ثنى بالكلام على «أعلام الحديث» للخطابي فقال: فيه نُكَتٌ متفرِّقات، ولطائفُ على سبيل الطَّفرات، ليس لما لفظُ الشَّرح موضوعٌ له.
          ثم ثلث بالكلام عن «التلويح» شرح مغلطاي فقال: فهو بكتب تتميم الأطراف أَشْبَهُ، وبصحف تصحيح التَّعليقات أمثل، وكأنَّه مِن إخلائِه عن مقاصد الكتاب على ضمان، ومِن شرح ألفاظِه وتوضيح معانيه على أمان.
          وختم ببيان الدافع لهذا النقد فقال: ولا أقول ذلك... غضًّا مِن مراتبِهم الجليلة العليَّة، أو وَضْعًا مِن رفيعات أقدارِهم الشَّريفة السَّنيَّة...
          ثم أبان عن الهدف من ذكر ما سبق فقال: وإنَّما قصدتُ بذلك إظهارَ احتياج هذا الكتاب _ الذي هو تالي كتاب الله تعالى_ إلى شرحٍ مُكمِّل للفوائد، شامل للعوائد، عامِّ المنافع، تامِّ المصالح، جامعٍ لشرح الألفاظ اللغويَّة الغريبة، ووجه الأعاريب النَّحْوية البعيدة، وبيانِ الخواصِّ التركيبيَّة، واصطلاحاتِ المحدِّثين، ومباحثِ الأُصوليِّين، والفوائدِ الحديثيَّة، والمسائلِ الفقهيَّة، وضبطِ الرِّوايات، وتصحيحِ أسماء الرِّجال...
          وبيَّن النقاط الذي سيهتم بها في الشرح فقال: شرح الألفاظ اللغويَّة الغريبة، ووجه الأعاريب النَّحْوية البعيدة، وبيانِ الخواصِّ التركيبيَّة، واصطلاحاتِ المحدِّثين، ومباحثِ الأُصوليِّين، والفوائدِ الحديثيَّة، والمسائلِ الفقهيَّة، وضبطِ الرِّوايات، وتصحيحِ أسماء الرِّجال، وألقابِ الرُّواة وأنسابِهم وصفاتِهم، ومواليدِهم ووفَياتِهم، وبلادِهم ومرويَّاتهم، والتَّلفيقِ بين الأحاديث المُتنافية الظَّواهر، والتُوفِّيقِ بينها وبين التراجم المستورِ على أكثر الضَّمائر، ولتوضيحِ ما صَعُبَ سلوكُ مناهجِها، وتبيينِ ما لم يظهر مِن مقدِّماتها نتائجُها، وتليين ما لم يُذلَّل مِن صِعابها، ولم يخضع للفهم رِقَابُها وبعضُ عويصاتِها ممَّا جلَّ جنابُها عن أن تكون شريعةً لكلِّ وارد، أو يطَّلع عليه إلَّا واحدٌ بعدَ واحد، فاستخرتُ الله تعالى واستعنتُ به في تأليف شرحٍ موصوفٍ بالصِّفات وزيادة، معروفٍ بإفادة ذلك ونِعْمَ الإفادة، مع اعترافي بالقُصورِ وقلَّة البضاعة، والفتورِ...
                     المآخذ:
          قال ابن قاضي شهبة (ت:851): فيه أوهام وتكرار كثير ولا سيما في ضبط أسماء الرواة.
          ووصف ابن حجر (ت852) شرحه بأنه مفيد، على أوهام فيه في النقل؛ لأنه لم يأخذه إلَّا من الصحف.
          وقد تعقبه في «الفتح»، وكان من أماني ابن حجر التقاط هذه التعقبات المنثورة وجمعها، ونحن في عملنا بإذن الله سنلبي رغبة ابن حجر، فندرج في المرحلة الآتية تعقبات ابن حجر عليه في مواضعها.
حول المؤلف :
          محمد بن العلَّامة بهاء الدين يوسف بن علي، شمس الدين أبو عبد اللَّه الكِرْماني ثمَّ البغداديُّ، عالم بالفقه والتفسير والحديث والأصلين والعربية.
                     مولده ونشأته:
          ولد بكِرْمان _بكسر الكاف كما ضبطه المؤلف ☼_ وهي مدينة بين غزنة والهند، وهي اليوم في وسط إيران، ومن أهم مدنها، ولد ☼ في يوم الخميس ░16▒ جمادى الآخرة سنة ░717▒
          بدأ طلب العلم على يد والده بهاء الدين وجماعة ببلده، ثم ارتحل إلى شيراز، وأخذ عن القاضي العضد الإيجي، ولازمه اثنتي عشرة سنة، ثم طاف البلاد، ودخل مصر وسمع «صحيح البخاري» بالجامع الأزهر من لفظ المحدِّث ناصر الدين الفارقي، ودخل الشام والحجاز والعراق، واستوطن بغداد وبها تصدى لنشر العلم ثلاثين سنة، وأقام مدة بمكة.
           كان ☼ تام الخُلُق، فيه بشاشة وتواضع للفقراء والعلماء، غير مُكترث بأهل الدنيا، ولا ملتفت إليهم، ويأتي إليه السلاطين في بيته، ويسألونه الدعاء والنصيحة.
                     وفاته:
           مات راجعًا من الحج بمحلة تعرف بروض مهنا في المحرم سنة ░786▒ ، ونقل إلى بغداد فدفن بها بقبر أعده لنفسه بقرب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي كما ذكر السيوطي في «بغية الوعاة».
                     من كتبه:
          1- حاشية في مجلد على تفسير البيضاوي
                      وصل فيها إلى سورة يوسف، منه نسخة في مكتبة راغب باشا.
          2- أنموذج الكشاف
                     وهو حاشية على الكشاف، طبعت في دار الضياء بالكويت في مجلد واحد.
          3- ضمائر القرآن
                     منه نسخة في الأسكوريال (1360) لم يحقق بعد.
          4- الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري
                     سيأتي الكلام عليه.
          5 - الكواشف البرهانية في شرح المواقف السلطانية،
                     منها في مكتبة آستان قدس رضوي، تحت رقم ░151▒ مؤرخة ░771▒ وأخرى تحت رقم ░752▒ مؤرخة ░776▒ ، وثالثة في مكتبة عموجه زاده تحت رقم ░317▒ في ░501▒ لوحة.
          6 - النقود والردود، شرح مختصر ابن الحاجب
                     الشهير بالسبعة السيارة لأنه جمع فيه سبعة شروح، طبع بتحقيق محمد ياسر الدِّمياطي.
          7 - التحقيق شرح الفوائد الغياثية في المعاني والبيان
                     منها نسخة في كوبريلي تحت رقم (1434) ░257▒ لوحة، وأخرى في مكتبة العتبة الرضوية تحت رقم ░46▒ .
          8 - شرح أخلاق العضدية
                     منه نسخة في قيصري راشد أفندي (1115/ 1) في ░18▒ ورقة، تاريخ نسخها░819▒ .
          9 - حاشية على شرح مختصر المنتهى للإيجي
                     منه نسخة في كوبريلي، تحت رقم ░491▒ ، وأخرى في مكتبة لا له لي تحت رقم ░817▒ .
عملنا :
          تمت مقابلة الكتاب على عدة نسخ خطية منتقاة مما يقارب المئة نسخة وذلك بعد البحث والتنقيب، وهذه النسخ سيأتي الحديث عنها بالتفصيل في التحديث القادم، وهي بشكل مجمل:
                     1- نسخة ابن المصنف، وهي نسخة مكتبة أماسيا، ورمزنا لها بالرمز (ص).
                      2- نسخة الأزهرية، وهي المرموز لها بالرمز (ز).
                     3 - نسخة دامادا إبراهيم، وهي المرموز لها بالرمز (د).
                     4 - نسخة آيا صوفيا بخط الناسخ البابي وهي المرموز لها بالرمز (ب).
                     5 - نسخة مراد ملا بخط النويري وهي المرموز لها بالرمز (م).
                     6 - نسخة فاضل أحمد وعليها إجازة المصنف للشيخ محمد بن الشيخ نظام الدين يحيى ابن الشيخ فرج، وهي المرموز لها بالرمز (ف).
          والذي دعانا إلى المقابلة على هذه النسخ الست تباين الأصول الخطية بالزيادة والنقصان والتغيير والتبديل، فرأينا تعديد الأصول الخطية المتباينة والتي يمكن أن يخرج وفقها الكتاب على أفضل صورة، وسيأتي بيان ذلك بحول الله.