فصلٌ(1):
الثَّالث من الأسانيد عن: محمَّد بن عبد الله الأنصاريِّ عن حُمَيدٍ عن أنسٍ(2).
والمراد بمحمَّد بن عبد الله: هذا(3) محمَّد بن عبد الله بن المبارك أبو جعفرٍ المَخْرَمِيُّ(4) نسبةً إلى محلَّةٍ ببغداد يقال له لها: الْمُخَرَّمَةُ(5) بضمِّ الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد الرَّاء، الحافظ قاضي حُلْوان نزل الموصل، ولهذا يُعْرَفُ بالموصلي.
روى عنه: البخاري وأبو داود والنَّسائي وابن خزيمة والمحاملي، مات سنة: ░░254▒▒(6).
وَحُمَيدٌ هذا: هو أبو عبيدة حُمَيدٌ الطَّويل ابن أبي حُمَيدٍ، قيل: اسمه عبد الرَّحمن، وقيل: طَرخَان بفتح الطَّاء المهملة وبالخاء المعجمة، وقيل: مَهران(7)، وفي «الكاشف» للذَّهبيِّ(8): أنَّه حُمَيدُ بن تِير، أي بكسر(9) المثنَّاة فوق ثمَّ سكون المثنَّاة تحت، فمقتضى(10) هذا أنَّه اسم أبي حُمَيدٍ.
قيل: إنَّما قيل له(11) الطَّويل لقصره. وقال الأصمعيُّ: رأيت حُمَيدًا، لم يكن طويلًا ولكن كان طويل اليدين، سمع أنس بن مالكٍ كما سنذكره عن البخاريِّ.
وقال ابن الأثير في «جامع الأصول»: وقيل: إنَّما(12) سمع ثابتًا عن أنسٍ(13)☺.
وأنس بن مالك بن النَّضْرِ بن ضَمْضَمٍ(14) بفتح المعجمتين(15) الأنصاريُّ الخزرجيُّ / خادم رسول الله صلعم ، مناقبه لا تُحْصَى، وهي مشهورةٌ. كنَّاه رسول الله صلعم أبا حمزة، وَتُوُفِّيَ سنة: ░░91▒▒(16) وعمره مئة سنةٍ وسنتان(17)، وقيل غير ذلك.
وقد روى البخاريُّ بهذا الإسناد قصَّة الرُّبَيِّعِ بنت النَّضر، لكن ذكر ذلك في ثلاثة مواضع، فبهذا(18) الاعتبار تُعَدُّ ثلاثة أحاديث، وهو معنى قولي في النَّظم: وَالثَّالِثُ(19) الْمَرْوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ... إلى آخر البيتين.
ومعنى قولي: يعدُّها مَنِ اقْتَبَسْ. أي: من يأخذ من كلِّ بابٍ من المواضع الثَّلاثة ويجعله حديثًا يقتبسه.
الأوَّل: فِي كِتَابِ الصُّلْحِ. في بَاب: الصُّلْحِ(20) فِي الدِّيَةِ.
فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ(21) حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ: (أَنَّ أَنَسًا(22) حَدَّثَهُ أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ(23) النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّة جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا الأَرْشَ وَطَلَبُوا العَفْوَ فَأَبَوْا، فَأَتَوُا رَسُولَ اللهِ صلعم ، فَأَمَرَ بِالقِصَاص، فَقَالَ أَنَسُ بن النَّضْرِ: أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُول الله، لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، قَالَ: يَا أَنَس كِتَابُ اللهِ القِصاصُ، فَرَضِيَ القَوْمُ فَعَفَوْا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ(24) لَأَبَرَّهُ)
زَادَ الفَزَارِي(25) عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ: ((فَرَضِيَ القَوْمُ وَقَبِلُوا الأَرْشَ)) وقد أعاد البخاريُّ هذه الرِّواية بالاتِّصال إلى الفزاريِّ، وهو بفتح الفاء والزَّاي وسكون الألف وبعدها راءٌ نسبةً إلى فزارة بن ذبيان، وهي قبيلةٌ كبيرةٌ من قريشٍ. والفزاريُّ هذا: هو أبو(26) عبد الله مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن عتبة بن حصنٍ الفزاريُّ الكوفيُّ، يروي(27) عن يحيى بن سعيدٍ(28) وأحمد وغيرهما، مات بمكَّة يوم التَّروية سنة: ░8▒ وقيل: ░░193▒▒ وكان ثقةً(29) فَقَالَ فِي التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ(30) تَعَالَى: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة:45]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا(31) الفَزَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ(32) قَالَ: (كَسَرَت ابنة الرُّبَيِّعُ وَهْيَ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَطَلَبَ القَوْمُ القِصَاصَ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلعم ، فَأَمَرَ صلعم (33) بِالقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: لَا وَاللهِ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ(34) لَأَبَرَّهُ).
الثَّاني: فِي التَّفْسِيرِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَة. فِي بَابِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى}الآية [البقرة:178] فَقَالَ: (حَدَّثَنَا الأَنْصَارِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ(35) أَنَّ أَنَسًا(36) حَدَّثَهُم عَن النَّبِيِّ صلعم قَالَ: كِتَابُ اللهِ(37) القِصَاصُ).
الثَّالث: فِي كِتَابِ الدِّيَاتِ. فِي بَابِ: السِّنِّ بِالسِّنِّ.
فَقَالَ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ(38): (أَنَّ ابْنَةَ النَّضْرِ لَطَمَتْ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلعم فَأَمَرَ بِالقِصَاصِ).
[1] في (ع): بياض مكان قوله: ((فصل)).
[2] زاد في(ظ) و(ي): ((╩)).
[3] في(ع): ((والمراد بمحمد هذا)).
[4] قال في حاشية (ظ): ((ليس كذلك بل المراد ب محمد بن عبد الله هنا في هذا الحديث كما في الكواكب: محمد بن عبد الله بن المثنى ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري أبو عبد الله البصري القاضي. روى عن: أبيه وسليمان التيمي وحميد الطويل. وعنه: البخاري. وروى هو والباقون عنه بواسطة. مات خمس عشرة أو ثمان عشرة ومائتين كذا في تهذيب التهذيب. وقال في التقريب: ثقة من الطبقة التاسعة مات سنة خمس عشرة. بأن الذي ذكره البرماوي فهو غير هذا وقد ذكره في تهذيب التهذيب أيضاً ولم يذكر أنه روى عن حميد. وذكر نفس التعليق في حاشية(ي) ثم قال: انتهى من حاشية الأصل.
[5] في(ظ) و(ي): (( يقال له: المخرمة)). وفي(ع) و(ك): ((يقال لها: المخرمة)).
[6] في (ع): ((سنة اربع وخمسين)). العبارة في(ظ) و(ي): ((أربع وخمسين ومائتين)).
[7] صورتها في الأصل: ((بهران)) والصَّواب المثبت كما في كتب التَّراجم. في(ك): ((بهران)).
[8] قوله: ((للذهبي)) ليس في(ظ) و(ي).
[9] زاد في (ع): ((التاء)).
[10] في(ظ) و(ي): ((يقتضي)).
[11] في(ع): ((قيل إنما لقب)).
[12] في (ع): ((إنه)).
[13] زاد في (ع): ((ابن مالك)).
[14] في (ع): ((ضمضام)).
[15] في (ع): ((المهملتين)).
[16] في(ظ): ((إحدى وتسعين))
[17] في(ع): ((وعمره 102سنة)).
[18] في (ع): ((فهذا)).
[19] في (ع): ((الثالث)).
[20] قوله: ((في باب: الصلح)) ليس في(ظ)و(ي).
[21] زاد في(ع): ((قال)).
[22] زاد في(ظ) و(ي): ((╩)).
[23] صورتها في (ظ) و(ي): ((بنت)).
[24] زاد في(ظ) و(ي): ((تعالى)) في هذا الموضع والموضعين السابقين.
[25] في(ظ) و(ي): ((النسائي)) وليس (الفزاري).
[26] قوله: ((هو أبو)) ليس في (ع).
[27] في(ظ) و(ي): ((روي)).
[28] زاد في (ع) و(ظ) و(ي): ((الأنصاري والأعمش وحميد الطويل وغيرهم، روى عنه قتيبة بن سعيد)).
[29] لا أعلم سبب كتابة (8) هنا، والصَّواب أنَّ وفاته كانت سنة (193). [ التعليق السابق وكأنه من الناسخ].
في (ع) و(ظ) و(ي): ((...سنة ثمان، وقيل أربع وتسعين ومئة، وكان ثقة)).
[30] في(ظ): ((تبارك))
[31] في (ع): (( محمد أنبأنا)). وفي(ظ): (( محمد قال أخبرنا)). وفي(ي): ((محمد قال أنبأنا)).
[32] زاد في(ظ) و(ي): ((╩)).
[33] قوله: ((صلعم)) ليس في(ك) و(ظ) و(ي).
[34] زاد في(ظ) و(ي): ((تعالى)) في هذا الموضع والموضع السابق.
[35] قوله: ((الطويل)) ليس في (ع) و(ك) و(ظ) و(ي).
[36] زاد في(ظ) و(ي): ((╩)).
[37] زاد في(ظ) و(ي): ((تعالى)).
[38] زاد في(ظ) و(ي): ((╩ قال: ))