فصلٌ(1):
السَّند الخامس عن خَلَّاد بن يحيى عن عيسى بن طَهْمَان عن أنس(2)، فأمَّا خَلَّادُ بن يحيى فهو أبو محمَّدٍ السَّلَمِي، كوفيٌّ نزل مكَّة. وروى عنه البخاريُّ، وروى أبو داود عن: رجلٍ عنه وكذلك التِّرمذي، مات بمصر(3) سنة 212(4).
أمَّا(5) عيسى بن طَهْمَانَ فبفتح الطَّاء المهملة وسكون الهاء، بَصْرِيٌّ نزل الكوفة، سمع أنسًا وغيره، أخرج له البخاري والنَّسائيُّ، والمذكور في البخاريِّ بهذا السَّند حديثٌ واحدٌ، وهو معنى قولي:
...خَامِسُهَا خَلَّادٌ بْنُ يَحْيَى. إلى آخر البيتين.
والحديث المذكور فِي التَّوْحِيدِ فِي بَابِ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هودٌ:7]
فَقَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّاد بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عِيسَى بن طَهْمَان قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ(6) يَقُولُ: (نَزَلَتْ آيَةُ الحِجَاب فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَطْعَمَ(7) عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلعم ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللهَ(8) أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ).
واعلم(9) أنَّه قد سبق في الإسناد الثَّاني خمسة(10) أحاديث هي بعينها في الإسناد الأوَّل، وسبق في الإسناد الثَّالث أنَّه(11) حديثٌ واحدٌ في ثلاثة مواضعَ، فيسقط بهذا الاعتبار من العدَّة في الثُّلاثيَّات ستَّةٌ، وتصير بهذا الاعتبار ستَّة عشر. ورأيت في الأصل المكتوب منه ما مثاله، وشاهدت بخطِّ المؤلِّف ما مثاله(12).
ولمَّا اطَّلع على هذه الكرَّاسة صاحبنا الشَّيخ الإمام العلَّامة الحافظ الأستاذ شهاب الدِّين العسقلانيُّ الشَّهير بابن حجرٍ أبقاه الله تعالى قال(13): ينبغي أن يُزَادَ لذلك في الأبيات(14) على ذلك، ونظم بيتًا أحببت أن أذكره هنا تشرُّفًا به وتبرُّكًا بإيراده، وهو(15):
وَهَذِهِ الْعِدَّةُ بِالْمُكَرَّرِ تَخْلُصُ فِي سِتٍّ وَعَشْرٍ فَاحْصُرِ
وإسقاطه التَّاء فيهما على حدِّ: ((ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ)) على أنَّ المعدود إذا حُذِفَ يكون كذلك، أو غير ذلك، والله أعلم(16).
وصفة رقم التَّاريخ بخطِّ المؤلِّف أيضًا، نَجِزَتْ هذه النُّسخة ثاني عشر رمضان سنة 794، والحمد لله أوَّلًا وآخرًا، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، وكتب من خطِّ محمَّد بن الحسن بن عليٍّ البدرانيِّ، وفرغ منها يوم السَّبت لليلةٍ خلت من شهر جمادى الأولى سنة 843.
عليُّ بن أحمد بن محمَّد سبط(17) الحسن البدرانيِّ عامله الله بلطفه الخفيِّ في الدُّنيا والآخرة، آمين آمين آمين.
منك الشَّيخ شهاب الدِّين(18) البيجوريُّ.
الحمد لله وحده
(19)المعونة أم الفتح ليلة الخميس 27 جمادى 1 سنة 872 وحسبي الله ونعم الوكيل(20) .
[1] في (ع): بياض مكان قوله: ((فصل)).
[2] زاد في(ظ) و(ي): ((╩)).
[3] لم أجد في كتب التَّراجم أنَّه مات بمصر، بل مات بمكَّة.
[4] اخْتُلِفَ في وفاته، لكنَّ معظم المراجع تشير إلى أنَّها كانت سنة 213، ليس 212، في (ع): ░░213▒▒ في(ك): ░░313▒▒.
(ينظر: المرجع نفسه) في(ظ) و(ي): ((ثلاث عشر ومائتين)).
[5] في (ع): ((وأما)).
[6] زاد في(ظ) و(ي): ((╩)).
[7] زاد في(ظ) و(ي): ((صلعم)).
[8] زاد في(ظ) و(ي): ((عزَّ وجل)).
[9] قوله: ((واعلم)) ليس في (ي). وقال في حاشية (ي): قال في حاشية الأصل ولعله: ((اعلم)).
[10] في (ع): ((ستة)).
[11] قوله: ((أنه)) ليس في (ع).
[12] قوله: ((ورأيت في الأصل.....ما مثاله)) ليس في (ع) و(ظ) و(ي).
[13] العبارة في (ع): ((الإمام العالم الحافظ ابن حجر العسقلاني قال لي)).
[14] في الأصل: بياضٌ بقدر كلمةٍ، زاد في (ع) و(ظ) و(ي): ((التنبيه)).
[15] قوله: ((ورأيت في الأصل المكتوب...وتبركاً بإيراده، وهو: )) ليس في(ك). وسأذكر في آخر الفقرة تمام العبارة في(ك) و(ظ)
[16] في (ع): ((والله سبحانه وتعالى أعلم)) وفي(ظ) و(ي): ((والله تعالى أعلم)) ثم زاد في(ظ) و(ي): ((قال مؤلفه رحمه تعالى وكان تأليفها في ثالث رمضان سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وكان الفراغ من نسخها في يوم الإثنين: ░░11▒▒ ذي القعدة عام: ░░911▒▒ على يد أحمد بن محمد الحسني البخاري بمكة هذا تاريخ الأصل المنقول هذا الفرع منه)).
[17] في الأصل: ثمَّة كلمتان غير واضحتين من قوله: ((عليُّ بن)) إلى قوله: ((سبط)).
[18] في الأصل: قوله ((شهاب الدِّين)) ليست واضحةً تماماً.
[19] في الأصل: بياضٌ بقدر حرفٍ أو حرفين.
[20] قوله: ((وصفة رقم التاريخ......ونعم الوكيل)) ليس في(ظ) و(ك) و(ع) و(ي)، والموجود في (ع): ((قال المؤلف ⌂ورضي عنه: وكان تأليفها في ثالث رمضان سنة أربع وخمسين وثمانمائة، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم)). تمام العبارة في(ك): ((وتصير بهذا الاعتبار ستة عشر. وهذه العدة بالمكرر... تخلص في ست وعشر فاحصر. وإسقاط التاء فيهما على حد ثم أتبعه بست من شوال على أن المعدود إذا حذف يكون كذلك أو غير ذلك والله أعلم.