تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أن رسول الله كان إذا أوى إلى

          3204- (أَوَيْتُ إِلَى مَنْزِلِي) أوَى إليهِ أُوِيّاً، وآوَيْتُ غيري أُؤْوِيهِ إِيْوَاءً، / قالَ تعالى: {آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} [يوسف:69] أي: ضمَّهُ، والمأوى مكانُ كُلِّ شيءٍ، الذي يَأوِى إليهِ ويُنْضَمُّ إليهِ، وتقولُ: أوَيْتُ لهُ آوِى لهُ إذا رَثَيْتَ لهُ، ورَقَّتْ نفسُكُ عليهِ أيَّةً ومَأْوِيَّةً، وقالَ الأزهريُّ: أَوَى وَآوَى بمعنى واحدٍ، وفي الحديثِ: «لَا يَأْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ»، ولم يقلْ يُؤوِي ولا رواهُ أحدٌ عَلِمْنَاهُ.
          (النَّفْثُ) شَبِيهٌ بالنَّفْخِ بلا رِيْقٍ، فأمَّا التَّفْلُ فلا يكونُ إلا ومعهُ شيءٌ من رِيْقٍ، يُقالُ: تَفَلَ مِنْ فِيْهِ إذا تَكَرَّهَ شَيئاً فرَمَاهُ، وأنشدَ:
          مَتَى يَحْسُ مِنْهَا مَائِحُ القَوْمِ يَتْفُلِ
          يَصِف بئراً نزلَ فيها المَائِحُ، فذاقَ ماءَها فكرِهَهُ فرماهُ من فِيْهِ.