-
مقدمة المصنف
-
الاسم والنسب والمولد
-
صباه
-
النشأة العلمية
-
المكانة العلمية
-
الرحلة في طلب الحديث
-
تتمة المكانة العلمية
-
عدد من سمع الصحيح
-
علامات النجابة
-
قصة أهل البصرة مع الإمام البخاري
-
مناظراته العلمية
-
قصة امتحان البغداديين للإمام البخاري
-
ثناء أهل العلم عليه
-
المفاضلة بين الإمامين البخاري ومسلم
-
تتمة في المكانة العلمية للبخاري وثناء الناس عليه
-
ورع البخاري وتقواه
-
عبادته ☼
-
ملازمته للجهاد العلمي والعملي
-
منامات ورؤى
-
معاملاته المالية
-
أخلاقه الاجتماعية
-
مأكله ومشربه
-
علاقته بالقرآن الكريم وأخلاقه
-
محنته ووفاته ☼
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب في ((تاريخه)): حدَّثني محمَّد بن أبي الحسن الساحلي: أخبَرَنا أحمد بن الحسن الرازي: سمعتُ أبا أحمد ابن عدي يقول: سمعتُ عدة مشايخ يحكون أنَّ محمَّد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث فأقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوها إلى عشرة أنفس، إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضر المجلس / يلقون ذلك على البخاريِّ، وأخذوا الموعد للمجلس، فحضر المجلس جماعة من أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرهم ومن البغداديين، فلمَّا اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث، فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. فما زال يلقي عليه واحدًا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول: لا أعرفه. فكان الفُهماء ممَّن حضر المجلس يلتفتُ بعضُهم إلى بعضٍ ويقولون: الرجل فَهِمَ، ومَن كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلَّة الفهم، ثمَّ انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه. فسأله عن آخر فقال: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. فلم يزل يُلقي عليه واحدًا بعد آخر(1) حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول: / لا أعرفه. ثمَّ انتدب له الثالث والرابع إلى تمام العشرة، حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة والبخاري ☼لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلمَّا عَلِمَ البخاريُّ أنَّهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء، حتى أتى على تمام العشرة، فردَّ كل متنٍ إلى إسناده وكل إسنادٍ إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، وردَّ متون الأحاديث كلَّها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها، فأقرَّ له النَّاس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل.
[1] في متن (ب): بعد واحد، وفوقه ما أثبتنا.