-
مقدمة المصنف
-
الاسم والنسب والمولد
-
صباه
-
النشأة العلمية
-
المكانة العلمية
-
الرحلة في طلب الحديث
-
تتمة المكانة العلمية
-
عدد من سمع الصحيح
-
علامات النجابة
-
قصة أهل البصرة مع الإمام البخاري
-
مناظراته العلمية
-
قصة امتحان البغداديين للإمام البخاري
-
ثناء أهل العلم عليه
-
المفاضلة بين الإمامين البخاري ومسلم
-
تتمة في المكانة العلمية للبخاري وثناء الناس عليه
-
ورع البخاري وتقواه
-
عبادته ☼
-
ملازمته للجهاد العلمي والعملي
-
منامات ورؤى
-
معاملاته المالية
-
أخلاقه الاجتماعية
-
مأكله ومشربه
-
علاقته بالقرآن الكريم وأخلاقه
-
محنته ووفاته ☼
(وقال أبو جعفر وراق البخاري: حدَّثني محمَّد بن العباس الفربري قال: كنت مع أبي عبد الله جالسًا في المسجد بفربر، فرفعت من لحيته قذاة مثل الذرة أذكرها، فأردت أن ألقيها في المسجد، فقال: ألقها خارجًا من المسجد.)
وخرَّج (الخطيب في تاريخه)(1) من حديث علي بن محمَّد بن منصور، سمعت أبي يقول: كنَّا في مجلس أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل، فرفع إنسان من لحيته قذاة وطرحها على الأرض، قال: فرأيت محمَّد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رأيته مدَّ يده فرفع القَذاة من الأرض فأدخلها في كمه، / [فلما] خرج من المسجد رأيته أخرجها فطرحها على الأرض.
(وقال أبو جعفر محمَّد بن أبي حاتم: وسمعته_يعني البخاري_ يقول: ما أكلت كراثًا قط ولا القنابري. قلت: ولم ذاك يا أبا عبد الله ؟ قال: كرهت أن أؤذي من معي من نتنهما. قلت: وكذلك البصل النيئ ؟ قال: نعم، قال: وكان يأكل الفجل والخس وما ليس فيه نتن من البقول.
قال أبو جعفر: وركبنا يومًا إلى الرمي ونحن بفربر، فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلى الفرضة فجعلنا نرمي، وأصاب سهمه_أي سهم البخاري_ وتد القنطرة الذي على نهر وَرَّادَةَ، فانشقَّ الوتد، فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته فأخرج السهم بنفسه من الوتد وترك الرمي، وقال لنا: ارجعوا. ورجعنا معه إلى المنزل في رباط محمَّد بن المثنى، فقال لي: يا أبا جعفر لي إليك حاجة تقضيها ؟ قلت: أمرك طاعة، وأي حاجة تكون لك إلي ؟ فقال: لي حاجة مهمة. وهو في خلال ذلك يتنفس الصعداء، فقال لمن معنا: اذهبوا مع أبي جعفر / حتى تعينوه على ما سألته، فقلت: أيَّة حاجة هي لي تضمن قضاءها ؟ قلت: نعم على الرأس والعين. فقال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له أنَّا قد أخللنا بالوتد الذي غرزته عند القنطرة فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله، أو تأخذ ثمنه وتجعلنا في حل ممَّا كان منَّا. وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري، قال: يعني فمضيت، فقال لي: أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له: أنت في حلٍّ ممَّا كان منك. وقال: وجميع ملكي لك الفداء، وإن قلت: نفسي، فأكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن يحتشمني في وتد وفي ملكي، قال أبو جعفر: فأبلغت رسالته أبا عبد الله فتهلل وجهه واستنار وأظهر سرورًا، وقرأ ذلك اليوم على الغرباء نحوًا من خمس مئة حديث، وتصدق بثلاثمائة درهم وزنًا على فقراء فربر والمرابطين.
قال أبو جعفر: وسمعته يقول لأبي معشر المحجوب البَصِر(2): اجعلني في حلٍّ يا أبا معشر. فقال: من أي شيء يا أبا عبد الله ؟ قال: رويت يومًا حديثًا فنظرت / إليك وقد عُجبتَ به وأنت تحرك رأسك ويدك فتبسَّمتُ من ذلك، فقال له أبو معشر: أنت في حلٍّ رحمك الله يا أبا عبد الله).
[1] في (ب): وخرَّج أيضًا.
[2] أي: الضرير.