الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد

          854- الحادي عشر: عن أبي إسحاق، قال: جاء رجلٌ إلى البراء فقال: «أكنتم وَلَّيتم يومَ حُنينٍ يا أبا عُمارة؟ فقال: أشهدُ على نبيِّ الله صلعم ما وَلَّى، ولكنَّه انطلق أَخفَّاءُ من النَّاس(1) وحُسَّرٌ(2) إلى هذا الحيِّ من هوازِنَ، وهم قومٌ / رُماةٌ، فرمَوهم برِشْقٍ(3) من نَبْلٍ كأنَّها رِجلٌ من جرادٍ(4) فانكشفوا(5)، فأقبلَ القومُ إلى رسول الله صلعم وأبو سفيانَ بن الحارث يقود به بغلتَه، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول: أنا النَّبيُّ لا كَذِب، أنا ابن عبد المطَّلب، اللَّهمَّ نزِّل نصرَك». زاد أبو خيثمة: «ثمَّ صفَّهم». [خ¦2864]
          قال البراء: «كنَّا _والله_ إذا احمرَّ البأسُ نتَّقي به(6)، وإنَّ الشُّجاع مِنَّا للَّذي يُحاذي به(7). يعني النَّبيَّ صلعم».


[1] انطلقَ أخِفَّاءُ الناس، وتحسَّرَ الأخِفَّاءُ: السِّراع المُسرِعون.
[2] الحُسَّر: الذين لا دروعَ عليهم.
[3] الرِشقُ: الوَجهُ من الرَّمي؛ إذا رمى القومُ بأجمِعهم، قالوا: رمينا رِشقاً بكسر الراء.والرَّشْقُ: بفتح الراء مصدر رشَقَ بالسهم رَشْقاً.
[4] رِجل من جرادٍ: أي؛ قطعة من جراد.
[5] انكشفوا: أي: انهزَموا وانكشفَتْ عنهم جُنَّتُهم.والأكشَف: الذي لا جُنَّةَ معه في الحرب من تُرْسٍ أو غيرِه.
[6] إذا احمَرَّ البأسُ: أي؛ اشتدَّت الحرب، نتقي برسول الله صلعم: أي نستقبِلُ العدوَّ به ونجعلُه أمامَنا، ويقال: موتٌ أحمَرُ؛ أي: شديد، وسَنَةٌ حمراءُ؛ أي: شديدة، وحمَّارَةُ القَيظِ: شدةُ الحرِّ.
[7] حاذَيتُ الرجل أُحاذِيه؛ إذا صرتَ بحِذائِه.