الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما...

          855- الثَّاني عشر: عن أبي إسحاق عن البراء: «أنَّ النَّبيَّ صلعم كان أوَّلَ ما قدم المدينة نزل على أجداده، أو قال: أخواله من الأنصار، وأنَّه صلَّى قِبَلَ بيت المقدس ستَّة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبُه أن تكون قِبلتُه قِبَلَ البيت، وأنَّه صلَّى أوَّلَ صلاةٍ صلَّاها صلاةَ العصر، وصلَّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممَّن صلَّى معه فَمَرَّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهدُ بالله لقد / صلَّيتُ مع رسول الله صلعم قِبَلَ الكعبة(1)، فداروا كما هُمْ قِبَلَ البيت، وكانت اليهودُ قد أعجَبَهم إذ كان يصلِّي قِبَلَ بيت المقدس وأهلُ الكتاب، فلمَّا ولَّى وجهه قِبَلَ البيت أنكروا ذلك». [خ¦4492]
          قال زهير في حديثه عن أبي إسحاقَ عن البراءِ: «إنَّه مات على القبلة قبل أن تُحَوَّلَ رجالٌ، وقُتِلُوا، فلم نَدْرِ ما نقول فيهم، فأنزل الله ╡: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:143]». [خ¦40]
          وفي حديث إسرائيلَ: «وكان رسول الله صلعم يُحِبُّ أن يوجَّه إلى الكعبة، فأنزل الله ╡: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} [البقرة:144] فتوجَّه نحو الكعبة، فقال السُّفهاءُ من النَّاس _وهم اليهود_ : {مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة:142]». [خ¦399]


[1] قِبَلَ الكعبةِ: أي؛ نحوَ الكعبة، ومقابلةُ الكعبة، وقِبَلُ الشيء، وقِبَلُ الشيءِ: مقابلتُه بحيث يستقبِلُك تستقبِلُه.والقِبلَةُ: الجهة وإنما سمِّيَت قِبلةً؛ لأنَّ المصلي يقابِلُها وتقابِلُه، ويقال: أين قِبلَتُك؟ أي أين جهتُك التي تتوجَّه نحوَها وتقصِدُها.