المعلم بشيوخ البخاري ومسلم

مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد

          278- مكِّيُّ بنُ إبراهيمَ بنِ بشير بن فرقد أبو السكن التميميُّ الحنظليُّ البُرْجُميُّ البَلْخِيُّ، والد الحسن ويعقوب، وأخو إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ.
          وُلد سنةَ ستٍّ وعشرين ومئة، ومات ليلةَ الأربعاء قُبيل الصبح للنِّصفِ من شعبانَ سنةَ خمسَ عشرةَ ومئتين.
          روى عن: أبي عبد الله هشام بن حسَّان الأزديِّ القُردُوسيِّ البصريِّ، وأبي بكر عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاريِّ مولاهمُ المدنيِّ، وجعيد بن عبد الرحمن بن أوس الكِنديِّ _ويُقال: التميميُّ_ المدنيِّ، وحنظلة / بن أبي سفيانَ القُرشيِّ الجُمَحِيِّ المكِّيِّ، ويزيدَ بنِ أبي عبيد مولى سلمةَ ابن الأكوع الأسلميِّ المدنيِّ، وأبي الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج، وغيرِهم.
          تفرَّد به البُخاريُّ، روى عنه في (الصلاة) و(البيوع) وغير موضع.
          وروى عن محمَّد بن عمرو، عنه، في (البيوع) حديث المُصَرَّاة.
          وروى مسلم وأبو داودَ والتِّرمذيُّ في كتبهم عن رجلٍ، عنه.
          وروى أيضًا عن: بهر بن حكيم القُشَيريِّ ومالك بن أنس الأصبحيِّ.
          وروى عنه: مُعلَّى بن أسد العميّ، وعبيد الله بن عمر القواريريُّ، وأحمد بن محمَّد بن حنبل، ومحمَّد بن المثنَّى، ومحمَّد بن بشَّار، ومحمَّد بن حاتم بن ميمونَ السمين، وإبراهيم بن موسى الرازيُّ، والحسن بن عَرَفَة، ومحمَّد بن عبيد الله المنادي، وحمَّاد بن الحسن بن عنبسةَ الورَّاق، وعبَّاس بن محمَّد الدُّوريُّ، وغيرُهم.
          وقال ابن أبي حاتم الرازيُّ: سألت أبي عن مكِّيِّ بن إبراهيمَ فقال: محلُّه الصِّدْقُ.
          وقال ابن أبي خيثمةَ: سُئِلَ يحيى بن معين عن مكِّيِّ بن إبراهيمَ فقال: صالحٌ.
          قال محمَّدٌ: مكِّيُّ بن إبراهيمَ هذا ثقةٌ، قاله أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفيُّ، وأبو عبد الرحمن النَّسويُّ، ومسلمة بن قاسم، وغيرُهم.
          وقال النَّسائيُّ في موضعٍ آخرَ: ليس به بأسٌ.
          وذكر أبو عبد الله الحاكم أنَّه سأل عنه الدارَقُطْنيَّ قال: قلت: فمكِّيُّ بن إبراهيمَ؟ قال: ثقةٌ مأمونٌ.
          وقال أبو نصرٍ الكَلاباذيُّ: كتب إليَّ الشبيبيُّ أنَّ محمَّدَ بنَ جعفرٍ حدَّثهم قال: سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: سمعتُ مكَّيًّا يقول: دخلتُ الكوفةَ مرَّتين والأعمشُ وإسماعيلُ بن أبي خالد حيٌّ، فكنتُ آتي مجلسَ الأعمش فآخذُ موضعًا لأخي ولم أكن أَعبأ بالحديث، وأخرجُ وأنا ابنُ إحدى عشرةَ سنةً، لم أعقلِ الطلب، فلمَّا بلغتُ سبعَ عشرةَ سنةً أخذتُ في الطلب.
          وقال عبد الصمد بن الفضل: سمعتُ مكِّيًّا يقول: حججتُ ستين حجةً، وتزوجتُ ستين امرأةً، وجاورتُ بالبيت عشرينَ سنةً، وكتبتُ عن سبعةَ عشر نفسًا من التابعين، ولو علمتُ أنَّ الناس يحتاجونَ إليَّ؛ لما كتبتُ دونَ التابعين عن أحدٍ.
          وقال عمر بن مدرك: سمعتُ مكِّيَّ بنَ إبراهيمَ يقول: قطعتُ الباديةَ من بلخٍ خمسينَ مرَّةً حاجًّا، ودفعتُ في كِراء بيوتِ مكَّةَ ألفَ دينارٍ ومئتي دينارٍ ونيِّف.