♫(1)
نحمدُك يا مَن شَرَح صدور المؤمنين بمواقعِ التَّسبيح والتَّحميد، ونوَّر مساجِدَ قلوبِ العارفين بمصابيحِ التَّكبير والتَّمجيد، وأطَلَق ألسِنَةَ الذَّاكرين مِن قَيد الغفلة بالتَّقديس والتَّوحيد، وخَتَم أعمالَهم بخاتَم القَبول كما بدأها بالمعونة والتَّأييد.
وبعدُ:
فمِن جملةِ ما منَّ الله به علينا قراءةُ «صحيح البخاريِّ» بالدَّرس مِن أوله إلى آخِرِه في المشهد الحُسَينيِّ على ساكِنِه سحائبُ الرَّحمة والرِّضوان، وأعاد علينا وعلى المسلمين مِن بركاته، آمين، مَعَ مطالعة «شرحِ الشَّيخ القسطلَّانيِّ» عليه بالتَّمام والكمال، فلمَّا وصلتُ للحديث الأخير من «الصحيح» المذكور؛ رأيتُ الشَّارحَ المذكور اعتنى به مزيدَ الاعتناء، وبسط الكلامَ عليه، ورأيتُ له تأليفًا مستقلًّا يتعلَّق بذلك الحديث، لكن فيه طولٌ، فاختصرتُ منه ومِن كلامِه في الشَّرح نُبذةً مِنَ الكلام تتعلَّق بالحديث المذكور، معَ بعض زيادةٍ مِن «حاشية السِّنْديِّ» على المتن، وكان ذلك عامَ ألفٍ ومئةٍ وتسعةٍ وثمانين مِنَ الهجرة، على صاحبها أفضلُ الصَّلاة والسَّلام.
والحديثُ المذكور هو ما رواه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله / صلعم: «كَلِمتان حبيبتانِ إلى الرحمن، خَفيفتان على اللِّسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»، وهذا حديثٌ صحيحٌ متَّفقٌ عليه، مجمعٌ على ثُبوتِه، والكلام عليه منحصِرٌ في ثلاثةِ أطراف:
الأوَّل: في وجهِ تخصيصِ البخاريِّ له مِن بين الأحاديث بالختم به.
الثاني: في إعرابه.
الثالث: في تفسيره.
[1] في الأصل زيادة أول النسخة: (بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وبه نستعين. قال الشَّيخ الإِمام، وَالبحر الهُمام، مَن قيَّضه الله لإيضاح ما خَفِيَ مِنَ المسائل الفقهيَّة، ولكشف ما استَتَر مِنَ الأحاديث النَّبويَّة والآيات القرآنيَّة، خاتمة المحقِّقين، وقِلادة العارفين، المقرِّب للشوارِد، البحر الغزير الَّذي يرِدُه كلُّ وارد، العَلَم الظَّاهر، والحَبر الماهر، لا زالَ محفوفًا بالعناية بالغَ الأمل، مولانا وعُمدتنا الشَّيخ سليمان الجَمَل، حَفِظه الله وأبقاه، بِجاه محمَّدٍ خير أنبيائه، آمين).