مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: دخلت على أبي بكر فقال: في كم كفنتم

          837- حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ فَذَكَرَ عَنْ عَائِشَةَ ♦ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صلعم ؟ قَالَتْ: فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ(1) ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلا عِمَامَةٌ، وَقَالَ لَهَا: فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم ؟ قَالَتْ: يَوْمَ الاِثْنَيْنِ، قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالَتْ: يَوْمُ الاِثْنَيْنِ، قَالَ: أَرْجُو فِي مَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ، ثم نَظَرَ إِلَى ثَوْبٍ عَلَيْهِ كَانَ يُمَرَّضُ فِيهِ، بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ: اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا، وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ، فَكَفِّنُونِي فِيهَمَا، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا خَلَقٌ؟ قَالَ: إِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ، فَلَمْ يُتَوَفَّى حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثُّلاثَاءِ، وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ(2). [خ¦1387]


[1] في هامش الأصل: «سحولية»: بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، وصلى عليه المسلمون أفرادًا لم يؤمهم أحد، ودفن صلى الله عليه وسلم في المكان الذي توفي فيه في بيته الشريف بالمدينة الشريفة، ودخل قبره العباس وعلي والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولاه، وألحدوا له لحدًا، وكان دفنه في ليلة الأربعاء، وكانوا قد اشتغلوا في يوم الاثنين بالبيعة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي يوم الثلاثاء اشتغلوا بتجهيزه ودفنوه صلى الله عليه وسلم ليلة الأربعاء، هذا هو الصحيح، قال أنس رضي الله عنه لما كان في اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم كل شيء صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة الشريفة إلى وقتنا هذا ثمان مائة سنة وثلاث سنين وثمانية أشهر واثنا عشر يومًا، أعني إلى حين كتابته هذا، وهذه السنة التي نحن فيها سنة أربع وثمان مائة من الهجرة الشريفة النبوية ومن وفاته صلى الله عليه وسلم إلى اليوم الذي كتب فيه هذا سبعمائة سنة وثلاثة وتسعون سنة وثمانية أشهر وسبعة أيام، فهذه السنة سنة أربع وتسعين وسبع مائة من وقت وفاته صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم بالصواب، وهذه الحاشية كتبت من كتاب محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد القريشي المكي الشافعي وتاريخها يوم الثلاث لست وعشرين من ذي القعدة الحرام سنة أربع وثمان مائة من كتاب وجدت هذه الحاشية فيه فإنها كتبت بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة زادها الله شرفًا وتعظيمًا آمين.
[2] في هامش الأصل: فائدة: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل على القول الصحيح، والصحيح ولد في شهر ربيع الأول وذاك يوم الاثنين ثاني عشرة على الصحيح، وكان مبدأ نبوته صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ثامن شهر ربيع الأول وله أربعون سنة، وقيل: غير ذلك وهاجر من مكة إلى المدينة يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول بعد ثلاث عشرة سنة من النبوة، وقدم المدينة يوم الاثنين ثامن شهر ربيع الأول، وقيل: غير ذلك وأقام صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتا عشرة مضت من شهر ربيع الأول، هذا هو الصحيح الذي عليه الأكثرون، ولا خلاف أنه توفي يوم الاثنين حين اشتد الضحى، ولا خلاف أنه ولد يوم الاثنين، وغسل صلى الله عليه وسلم في قميصه وكفن في ثلاثة أثواب.