مزيد فتح الباري بشرح البخاري

باب: لا يسعى إلى الصلاة مستعجلًا وليقم بالسكينة والوقار

          ░23▒ (بَابٌ: لَا يقوم إِلَى الصَّلَاةِ مُسْتَعْجِلًا، وَلْيَقُمْ إليها بِالسَّكِينَةِ وَالوَقَارِ)
          أي: هذا باب يذكر فيه: لا يقوم الشخص إلى الصلاة حال كونه مستعجلًا، وليقم إلى الصلاة متلبِّسًا بالسكينة والوقار(1)، وقد مر معناه والفرقُ بينهما.
          وهذه الترجمة رواية الحمويي، وفي رواية المستملي: ”باب لا يسعى إلى الصلاة...“. وسقط من رواية الكُشْمِيهَني، وجُمِعَا في رواية الباقين بلفظ: ”باب لا يسعى إلى الصلاة ولا يقوم إليها مستعجلًا... “ إلى آخره.
          قال شيخنا: قولُه: (لا يسعى) كأنه يشير بذلك إلى رواية ابن سيرين في حديث أبي هريرة عند مسلم، ولفظُه: ((إذا ثُوِّب بالصلاة فلا يسعَ إليها أحدكم))، وفي رواية أبي سلمة عن أبي هريرة عند المصنف في باب المشي إلى الجمعة من كتاب الجمعة: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون))، وسيأتي وجه الجمع بينه وبين قوله تعالى: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}[الجمعة:9] هناك إن شاء الله تعالى.
          قلتُ: وقد سبق ذلك في كلام العيني في باب لا يسعى إلى الصلاة، قبل الباب السابق. انتهى.


[1] قوله: «والوقار» زيادة من العمدة.