هذا واعلم أنَّ لي إلى «صحيح البخاريِّ» عدَّة أسانيد:
فمن ذلك أرويه(1) إجازةً عن أستاذي وليِّ الله تعالى الشَّيخ جلال الدِّين / عبد الرَّحمن بن محمَّد الشَّربينيِّ، عن والده(2).
وأرويه عن عالم قطر الشَّام شيخ الإسلام الشَّيخ حسن البوريني الشَّافعي سنة عشرين، بحكم إجازةٍ لي منه عن شيوخ له بالشَّام، أعلاهم فيها شيخ الإسلام رضي الدِّين(3) الغزِّيُّ العامريُّ الشَّافعيُّ، صاحب«التَّفسير المنظوم» وغيره من المؤلَّفات، ما بين منثور ومنظوم، والشَّيخ الإمام المشبَّه بالحسن البصريِّ في زهده أحمد الطَّيبي، وعن الشَّيخ الإمام الشَّيخ إسماعيل النَّابلسيِّ في آخرين، كلُّهم عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاريِّ.
«ح» وعن بعض مَن روى عن شيخ الإسلام ابن حجر الهيتميِّ عنه.
وأرويه عن مفتي الحنفية بالدِّيار المصرية إجازةً الشَّيخ عبد الله النَّحراويِّ الحنفيِّ، عن والده، عن السَّيد يوسف الأرميوني، عن الحافظ الجلال السّيوطيِّ.
«ح» وأرويه إجازةً عن شيخنا محدِّث الدِّيار المصرية الشَّيخ محمَّد حجازي الواعظ، إجازةً منه في سنة عشرين، ثمَّ بعد إجازة أخرى عن أشياخٍ له منهم الشِّهاب ابن عبد الحقِّ السِّنباطيُّ، والشَّيخ علي المقدسيُّ، قال: وأعلاهم أحمد بن أركماس(4) السَّاكن بغيط العده بمصر، كلُّ هؤلاء عن شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر، وكان أمير المؤمنين ونسيج وحده، لم ترَ عينُ من رأه(5) مثله في الكمال والفضل، فلذا كُنِيَ أبا الفضل، وله فيه طرقٌ عديدة جداً، أودعها معجمه المسمَّى بـ: «المجمع المؤسس(6) في المعجم المفهرس».
واستوعب منها جانباً السَّخاويُّ في كتاب: «الجواهر والدُّرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر»، وله لكلٍّ من الطُّرق الموصلة إليه من طرق(7) كريمةَ المروزيةِ، والكشميهنيِّ وغيرهما.
وأنا أقتصر هنا على طريقه من جهة الفربري(8) فقال: عن القاضي زين الدِّين(9) أبي بكر بن الحسين المراغيِّ العثمانيِّ قراءة وسماعاً، قال: أخبرنا به مسند الدُّنيا شهاب الدِّين أبو العبَّاس أحمد بن أبي طالب بن أبي النَّعم الصَّالحيُّ الحجَّار(10) _قال المراغيُّ: إجازةً_ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمَّد بن يحيى الزَّبيديُّ سماعاً، قال: أخبرنا به أبو الوقت عبد الأوَّل بن عيسى بن شعيب السِّجزيُّ الهرويُّ سماعاً، قال: أخبرنا به جمال الإسلام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الدَّاودي سماعاً(11) [قال: أخبرنا محمد عبد الله بن أحمد بن حَمُّويهْ السرخسي قراءَة عليه](12) قال: أخبرنا به أبو عبد الله محمَّد بن يوسف بن مطر الفربريُّ، قال: أخبرنا مصنِّفه الحافظ المجتهد الحجَّة شيخُ الصَّنعة أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل بن المغيرة بن بَرْدِزْبَه(13) البخاريُّ الجُعفيُّ مرَّتين، الأولى بفربر سنة ثمانية وأربعين، والثَّانية ببخارى سنة [اثنتين و](14) خمسين ومائتين.
[1] في (ظ): «أروه».
[2] قوله: «عن والده» سقط من (ن).
[3] في هامش(ن) هنا: «الحمد لله، الصواب: بدر الدين الغزي؛ لأنَّ الشيخ رضي الدين لم يدركه الشيخ حسن، والتفسير المنظوم هو للبدر المذكور المرحوم، وبعد هذا سهو من قلم النَّاسخ تأمل. عبد خدمة السنة سليمان علي غُفر له».
[4] في (ن): «أركماش».
[5] في (ظ): «رأ».
[6] في (ظ): «الموسوس».
[7] في (ن): «طريق».
[8] في (ظ): «العزيزي».
[9] زاد في (ظ) هنا: «بن» وهو وهم كما في «الدرر الكامنة» وغيرها.
[10] قوله: «الحجار» سقط من (ظ).
[11] قوله: «أخبرنا به جمال الإسلام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي سماعاً» سقط من (ظ) والمثبت من (ن).
[12] في هذا الإسناد سقط، استدركناه بين معقوفين من المعجم المؤسس (1/25) و الجواهر والدرر (1/242) فالداودي لم يدرك الفربري، وهو يحدث عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي عنه.
[13] في (ظ): «برزبة».
[14] قوله: (اثنتين) سقط من الأصلين، واستدرك من المصادر.