-
مقدمة المصنف
-
حديث أبي شريح
-
حديث: رأيت النبي صلعم يمسح على عمامته
-
حديث الفأرة تقع في السمن
-
حديث: كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئًا
-
حديث عائشة: أنها استعارت من أسماء قلادةً فهلكت
-
حديث: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسّفر
-
حديث الإسراء
-
حديث: لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائطٍ ولا بول
-
حديث: بينما الناس بقباء في الصلاة إذ جاءهم آت فأخبرهم
-
حديث: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر إلا الإقامة
-
حديث: لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة
-
حديث ابن عباس في صلاة الليل
-
حديث: صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ فاتحة الكتاب
-
حديث: أن الميت يسمع خفق النعال إذا ولوا عنه مدبرين
-
حديث الصلاة على شهداء أحد
-
حديث موسى مع الخضر عليهما السلام
-
حديث ابن عباس إذ سأله عما استيسر من الهدي
-
حديث: أن النبي أسلم من يهودي طعامًا
-
حديث: أن امرأتين من هذيلٍ رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنينها
-
حديث طلاق ابن عمر لامرأته
-
الحديث الحادي والعشرون
-
حديث: رأيتك في المنام يجيء
الحديث الثَّاني: حديث الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ / يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلعم يَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ.
تَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمْرٍو، قَالَ(1) : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلعم. [خ¦205]
قلتَ: وأسنده الأوزاعيُّ، ولم يُسنِدْهُ معمرٌ في متابعته؛ لأنَّه لم يذكر جعفرًا عن أبي سلمة وعن عمرو بن أميَّة، هكذا في كتابك(2)، فقلت: ما معنى إدخال البخاريِّ هذه المتابعة وهي غير مسندة؟
فالجواب: أنَّ إدخال البخاري متابعة معمرٍ للأوزاعيِّ إنَّما ذلك لأنَّه تابعه عن يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث على ذكر المسح على العِمامة فيه، وإن كان معمرٌ لم يذكر إسناد جعفر بن عمرو وذكره الأزواعيُّ.
وقد روى هذا الحديث عبد الرزَّاق عن معمر بإسناده هذا عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، عن عمرو بن أميَّة الضَّمْريِّ قال: «رأيتُ النَّبيَّ صلعم مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ» ولم يزد، ولم يذكر المسح على العمامة، وعبد الرزَّاق من أثبت النَّاس في معمر، وقد صنَّف كتابًا جليلًا ذكر فيه باب «المسح على العمامة»، ولم يذكر فيه هذا الحديث، وذكره في باب «المسح على الخفَّين» هكذا، لم يذكر فيه المسح على العمامة، والبخاريُّ لا يُدْفَعُ صدقه، وإنَّما كان عنده حديث مَعْمَر من غير رواية عبد الرزَّاق، أو حدَّثه عن عبد الرزَّاق / بما ذكر مَنْ وَثِقَ به ممَّن لم يتفق [مع] ما جاء به، وحسبك ما ذكره في مصنَّفه _على أنَّ المصنَّف عندهم لمعمر_ وليس في حديث عمرو بن أميَّة المسح على العمامة، والله المستعان.
ولم يراعِ البخاريُّ في متابعة مَعْمَر الإسناد؛ إنَّما راعى المسح على العمامة؛ لأنَّه موضع الاختلاف فيما قد جعله بابًا وأصلًا في كتابه.
فأمَّا قولك: (ولم يسنده معمر)؛ فقد أسنده، وذكر فيه: «عن عمرو: رأيتُ النَّبيَّ صلعم» وهذا في لفظ حديثه في كتابك.
والذي صنع معمرٌ فيه إسقاط (جعفر بن عمرو) من إسناده، وكذلك رواه جماعة لم يذكروا جعفرًا(3) من رواة الأوزاعيِّ وغيره، فممَّن رواه (عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عمرو بن أميَّة)، لم يذكروا جعفرًا: الوليد بن مسلم، وأيُّوب بن سُويد، ومحمَّد بن كثير، وذكروا فيه المسح على العمامة، وكان الوليد بن مسلم ربَّما لم يذكر ذلك.
وقد روى هذا الحديث يونس بن يزيد عن الأوزاعيِّ، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عمرو بن أميَّة: «أنَّه رأى النبيَّ صلعم يمسح على الخفَّين» لم يذكر العمامة، ولا ذكر جعفرًا.
ولم يذكر في هذا الحديث جعفر بن عمرو من رواة الأوزاعيِّ _فيما علمتُ_ إلَّا أبو المغيرة وعبد الله بن داود / الخُريبي، وربَّما قصر الخُريبيُّ عن ذكر العمامة فيه.
وروى هذا الحديث جماعة عن يحيى بن أبي كثير(4)، عن أبي سلمة(5)، ولم يذكروا المسح على العمامة، وكذلك رواه جماعةٌ عن جعفر بن عمرو بن أميَّة، عن أبيه، لم يذكروا فيه المسح على العمامة، فربما لا يزيد في هذا الحديث عن جعفر بن عمرو، عن أبيه على قوله.
وقد رُوي هذا الحديث عن أبي سلمة عن المغيرة، وعن أبي سلمة عن أبي هريرة، وليس في واحد منهما ذكر المسح على العمامة، وربَّما كان حديث أبي سلمة عن أبي هريرة حديثًا آخر، ولكن مَن علَّله جعله واحدًا، والاضطراب في حديث عمرو بن أميَّة في المسح على العمامة عظيمٌ، وهو حديثٌ لا يَثْبُت عند أكثر أهل العلم بالحديث، لم يخرِّجه أبو داود، ولا أحمد بن شعيب.
وقد ذكر النَّسائي في المسح على العمامة أبوابًا من حديث المغيرة وبلال، ولم يذكر حديث عمرو بن أميَّة، وأبو داود فلم يصحَّ عنده في المسح على العمامة شيءٌ ألبتَّة، وللبخاريِّ انفرادات في أحاديث يخرِّجها، وأحاديث يذكرها لا يتابعه أحدٌ عليها، والكمال لذي العزَّة والجلال.
[1] (قال): ليس في الأصل.
[2] هكذا في المخطوط، وهو تنبيه لطيف من المعلم لتلميذه وتحفيز له حتى يدقق في هذا الموضع، إذ الصواب أن يقال: (لأنَّه لم يذكر جعفرًا بين أبي سلمة وبين عمرو بن أمية).
[3] في الأصل: (جعفر).
[4] في الأصل: (فمن).
[5] في المخطوط سهوًا: (عن أبي سلمة عن يحيى بن أبي كثير).