الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: ما كنت صانعًا في حجك؟

          1448- مُسلِمٌ: / عَنْ يعلى بنِ أميَّةَ قالَ: أَتَى(1) النَّبيَّ صلعم [رجلٌ](2) وهوَ بالجِعْرَانة وأنا عنْد النَّبيِّ صلعم وعليه مقطَّعاتٌ_يعْني جبَّةً_ وهوَ متضمِّخٌ بالخَلوقِ، فقالَ: إنِّي أحرمتُ بالعمرةِ وعليَّ هذا، وأنا متضمِّخٌ بالخلوقِ، فقالَ لهُ النَّبيُّ صلعم: «مَا كنتَ صانعًا في حجِّكَ؟» قالَ: أنزعُ عَنِّي هذه الثيابَ، وأغسلُ عَنِّي هذا الخَلوقَ، فقالَ لهُ النَّبيُّ صلعم: «مَا كنتَ صانعًا في حجِّكَ، فاصنعهُ في عمرتكَ».
          وعَنْه: أنَّهُ كان يقولُ لعمرَ بنِ الخطَّابِ: ليتني أرى النَّبيَّ صلعم حينَ يُنزَلُ عليهِ، فلمَّا كان النَّبيُّ صلعم بالجِعْرَانة(3) وعلى النَّبيِّ صلعم ثوبٌ قد أظِلَّ بِهِ عليهِ معهُ ناسٌ من أصحابهِ، فيهم عمرُ، إذ جاءهُ رجلٌ عليهِ جبَّةُ(4) متضمِّخٌ بطيبٍ، فقالَ: يا رسولَ الله؛ كيف ترى في رجلٍ أحرمَ بعمرةٍ في جبَّةٍ بعدما تضمَّخَ بطيبٍ؟ فنظرَ إليهِ النَّبيُّ صلعم ساعةً، ثُمَّ سكتَ، فجاءه الوحيُ، فأشارَ عمرُ بيدهِ إلى يعلى بنِ أميَّةَ: تعالَ، فجاءَ يعلى، فأدخلَ رأسهُ، فإذَا النَّبيُّ صلعم مُحمَرُّ الوجهِ يَغطُّ ساعةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فقالَ: «أينَ الذي سألني عنِ العمرةِ آنفًا؟» فالتُمِسَ الرَّجُلُ فجيءَ بِهِ، فقالَ النَّبيُّ صلعم: «أمَّا الطِّيبُ الذي بك، فاغسلهُ ثلاثَ مرَّاتٍ، وأمَّا الجبَّةُ فانزعها، ثُمَّ اصنعْ(5) في عمرتكَ مَا تصنعُ في حجِّكَ». [خ¦4985]
          وفي لفظٍ آخرَ: أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلعم وهوَ بالجِعْرَانة(6) قد أهَلَّ بالعمرةِ وهوَ مصفِّرٌ لحيتَهُ ورأسَهُ(7) وعليهِ جبَّةٌ، فقالَ: يا رسولَ الله؛ إنِّي أحرمتُ بعمرةٍ وأنا كما ترى، فقالَ: «انزعْ عَنْكَ [هذه](8) الجبَّةَ واغسلْ عَنْكَ الصُّفرةَ، وما كنتَ صانعًا في حجِّكَ فاصنعهُ في عمرتكَ».
          وفي آخرَ: [قالَ: كُنَّا معَ](9) النَّبيِّ صلعم (10) فأتاهُ رجلٌ عليهِ جبَّةٌ بها أَثَرٌ من خَلوقٍ، فقالَ: يا رسولَ الله؛ إنِّي أحرمتُ بعمرةٍ، فكيفَ أفعلُ؟ فسكتَ عَنْهُ، فلم يرجعْ إليهِ، وكان عمر [يسترهُ] (11) إذَا أنزلَ عليهِ الوحيُ يظلُّهُ، فقلتُ لعمرَ: إنِّي أحبُّ إذَا أُنزلَ عليهِ الوحيُ أنْ أُدْخِلَ رأسي معهُ في الثَّوبِ، فلمَّا أُنْزِلَ عليهِ خَمَّرهُ عمرُ بالثَّوبِ، فجِئْتهُ / فأدخلتُ رأسي معهُ في الثَّوبِ، فنظرتُ إليهِ، فلمَّا سرِّيَ عَنْهُ، قالَ: «أينَ السَّائلُ آنفًا عنِ العمرةِ (12) ؟» فقامَ إليهِ الرَّجُلُ فقالَ: «انزعْ عَنْكَ جبَّتكَ، واغسلْ أثرَ الخلوقِ الذي بكَ، وافعلْ في عمرتكَ مَا كنتَ فاعلًا في حجِّكَ».
          وفي روايةٍ: لهُ غَطيطٌ، قالَ: وأحسبهُ (13) قالَ: كغطيطِ البَكْرِ، الشَّكُّ مِنِ الرَّاوي، وقالَ البُخاريُّ: «اغسلْ عَنْكَ أثرَ الخلوقِ، وأثرَ الصُّفرةِ» [خ¦1789]، وقال [عن] (14) ابنُ جريجٍ: قلتُ لعطاءٍ: أرادَ الإنقاءَ حينَ أمرهُ أنْ يغتسلَ ثلاثَ مرَّاتٍ؟ قالَ: نعم. [خ¦1536]


[1] في (ي): (أُتي).
[2] سقط من (ق) و(ي).
[3] في (ي): (بالجعرَّانة).
[4] زيد في (ت) و(ح) و(ش): (صوف).
[5] في (ي): (واصنع).
[6] في (ي): (بالجعرَّانة).
[7] في (ت) و(ج) و(ح) و(ش): (رأسه ولحيته).
[8] زيادة من (ق) و(ي).
[9] بدل مما بين معقوفين في (ق) و(ي): (كان).
[10] زيد في (ي): (بالجعرانة).
[11] سقط من (ي).
[12] في (ت) و(ج) و(ح) و(ش): (عن العمرة آنفًا).
[13] في (أ) و(ك): (فأحسبه)، وفي (ت) و(ح) و(ش): (أأحسبه).
[14] سقط من (ت) و(ج) و(ح) و(ش).