الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: انطلق النبي من المدينة بعدما ترجل وادهن

          1449- وللبُخاريِّ أيضًا مِنْ حديثِ ابنِ عباسٍ قالَ: انطلقَ النَّبيُّ صلعم مِنِ المدينةِ بعدما ترجَّلَ وادَّهنَ، ولبسَ إزارَهُ ورداءَهُ هوَ وأصحابُهُ، فلمْ ينهَ عَنْ شيءٍ مِنِ الأرديةِ والأُزُرِ تُلبَسُ إلَّا المزعفرةِ التي تَردَعُ(1) على الجلدِ، فأصبحَ بذي الحُليفةِ، ركبَ راحلتَهُ حَتَّى استوى على البيداءِ؛ أهلَّ هوَ وأصحابُهُ، وقلَّدَ بدنتَهُ، وذلكَ لخمسٍ بقينَ مِنْ ذي القعدةِ، فقدِمَ مكَّةَ لأربعِ ليالٍ خلونَ مِنْ ذي الحجَّةِ فطافَ بالبيتِ وسعى بينَ الصَّفا والمروةِ، ولم يَحلَّ(2) مِنْ أجلِ بُدْنِهِ؛ لأنَّهُ قلَّدَها ثُمَّ نزلَ بأعلى مكَّةَ عَنْدَ الحَجُونِ، وهوَ مُهِلٌّ بالحجِّ، ولم يقرَبِ الكعبةَ بعدَ طوافِهِ بها حَتَّى رجعَ مِنْ عرفةَ، وأمرَ أصحابَهُ أنْ يطَّوَّفوا بالبيتِ وبينَ الصَّفا والمروةِ، ثُمَّ يقصِّروا مِنْ رؤوسِهم ثُمَّ يَحِلُّوا، وذلكَ لمَنْ لمْ يكن معهُ بَدَنَةٌ قلَّدَها، ومَنْ كانتْ معهُ امرأتُهُ؛ فهي لهُ حلالٌ، والطِّيبُ والثِّيابُ. [خ¦1545]
          وخرَّجَهُ مختصرًا في طريقٍ وقالَ: يَحْلِقوا أوْ يُقَصِّروا. [خ¦1731]


[1] في (ق): (تردغ).
[2] في (ي): (يُحل).