الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله

          2279- مسلمٌ: عن البراءِ بنِ عازبٍ ☺ قال: كَتبَ علِيُّ بنُ أبي طَالبٍ ☺ الصُّلحَ بينَ النَّبيِّ صلعم وبينَ المُشركِينَ يومَ الحُديْبِيَةَ، فكَتبَ: «هذا ما كَاتبَ عليهِ محمَّدٌ رسولُ اللهِ»، فقالوا: لا تَكتُبْ: رسولُ اللهِ، فَلَو نعلمُ أنَّكَ رسولُ الله؛ لم نُقاتِلْكَ، فقالَ النَّبيُّ صلعم [لعليٍّ](1) : «امْحُهُ» قال: ما أنا بالَّذِي أَمحُهُ(2) ، قالَ: فَمحاهُ النبيُّ صلعم بيدِهِ، قال: وكانَ فيما / اشتَرَطُوا عليهِ أنْ يدْخُلُوا مكَّةَ فيُقِيمُوا بها ثلاثًا، ولا يدْخُلُهَا بسِلاحٍ إلَّا جُلُبَّانَ السِّلاحِ، قال شعبةُ: قلتُ لأبي إسْحَاقَ: وما جُلُبَّانُ السِّلاحِ؟ قال: القِرَابُ وما فيهِ. [خ¦2698]
          وعن البراءَ أيضًا ☺ قال: لمَّا حُصِرَ(3) النبيُّ صلعم عندَ البيتِ، صالَحَهُ أهلُ مكَّةَ على أنْ يدْخُلَها، فيُقِيمَ بها ثلاثًا، ولا يَدْخلَهَا إلَّا بجُلُبَّانِ السِّلاحِ؛ السَّيفِ وقِرَابِهِ، ولا يَخرُجَ بأَحدٍ معَهُ من أَهلِهَا، ولا يَمنَعَ أحَدًا يَمكُثُ بها ممَنْ كانَ معَهُ، قال لِعَليٍّ(4) : «اكْتُبِ الشَّرْطَ بينَنَا: بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ هذا ما قَاضَى(5) عليهِ محمَّدٌ رسولُ اللهِ(6) »، فقال لهُ المشرِكُونَ: لو نعلَمُ أنَّكَ رسولُ الله؛ تابعنَاكَ(7) ، ولكنِ اكْتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فأَمَرَ علَيًّا أنْ يَمْحَاهَا، [فقال علِيٌّ: لا واللهِ لا أَمْحَاهَا](8) ، فقال رسولُ الله صلعم: «أرِنِي مكَانَها»(9) ، فمَحَاهَا، وكَتبَ: «ابنُ عبدِاللهِ» فأقامَ بها ثلاثةَ أيَّامٍ، فلمَّا أنْ كان اليَومُ (10) الثَّالثُ؛ قالوا لِعَليٍّ: هذا آخِرُ يَومٍ منْ شَرْطِ صاحِبِكَ، فأْمُرْهُ فلْيَخرُجْ، فأَخبَرهُ بذلكَ، فقال: «نعم»، فخَرجَ.
          وفي روايةٍ: مكان: تابَعْنَاكَ: بايَعْنَاكَ.
          خرَّجَ البخَاريُّ هذا الحديث في (11) عُمرةِ القضاءِ من كتابِ المغازِي: [خ¦4251]
          عن البراءِ بنِ عازبٍ، قال: اعْتمرَ رسولُ الله صلعم في ذي القعدةِ، فأَبَى أهلُ مكَّةَ أن يَدَعُوهُ أنْ يَدخُلَ مكَّةَ، حتَّى قاضَاهُم [على] (12) أن يُقِيمَ بها ثلاثةَ أيامٍ، فلمَّا كَتبُوا الكتابَ كتبُوا: «هذا ما قَاضَى عليهِ محمَّدٌ رسولُ الله (13) » قالوا: لا نُقِرُّ بهذا، لو نعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ؛ ما منعنَاكَ شيئًا، ولكنْ (14) أنتَ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فقال: «أنا رسولُ اللهِ، وأنا محمَّدُ بنِ عبدِ الله»، ثمَّ قال لعَليِّ بنِ أبي طالبٍ (15) : «امْحُ: رسولَ اللهِ» فقال: لا واللهِ، لا أَمحُوكَ أبدًا، فأَخَذَ رسولُ الله صلعم الكتابَ وليسَ يُحسِنُ يَكْتُبُ، فكَتبَ: «هذا ما قَاضَى عليهِ محمَّدٌ بن عبدِ اللهِ: لا يدخُلُ مكَّةَ السِّلاحُ إلَّا السَّيفَ في القِرَابِ، وألَّا يَخرُجَ من أهلِ مكَّةَ بأَحدٍ إن أَرادَ أن يَتْبَعَهُ، وألَّا يمنعَ من أصحَابهِ أحدًا أراد أن يقيمَ بها»، فلمَّا دخلَها ومضَى الأجَلُ؛ أَتَوا علِيًّا، فقالُوا: قلْ لصَاحبِكَ: اخرجْ عنَّا، فقد مضَى الأجَلُ، فخرجَ النبيُّ صلعم، فتَبِعَتْهُ (16) ابنةُ حَمزةَ تُنادي: يا عَمِّ، يا عَمِّ، فتناوَلَها عليٌّ فأَخذَ بيدِهَا، وقال لفاطِمةَ: دونَكِ بنْتَ عَمِّكِ احملِيْها (17) ، فاخْتصَمَ فيها عليٌّ وجعفَرٌ وزيدٌ، قال عليٌّ ☺: أنا أَخذتُها وهي ابنةُ عمِّي، وقال جَعفَرٌ: ابنةُ عمِّي وخالتُها تحتِي، وقال زيدٌ: ابنةُ أخِي، فقضَى بها رسولُ الله صلعم للخالَةِ (18) ، وقالَ: «الخالَةُ بمنزلةِ الأُمِّ» وقال لعَلِيٍّ: «أنتَ منِّي وأنا منكَ» وقال [لجَعفَرٍ] (19) : «أشْبَهْتَ خَلْقي وخُلُقِي» وقال لزَيدِ بنِ حارثةَ: «أنتَ أخُونا ومولانا» قالَ عليٌّ ☺: ألا تتزوَّجَ بنتَ حمزَةَ؟ / قال: «إنَّها ابنةُ أخي من الرضَاعَةَ».
          وقال في آخر: قال عليٌّ ☺: أنا أحَقُّ بها وهي ابنةُ عَمِّي. [خ¦2699]
          وعنه: أنَّ النَّبيَّ صلعم لمَّا أرَادَ أن يُقيمَ؛ أَرسلَ إلى أهلِ مكَّةَ يستأْذِنُهم؛ ليدخُلَ مكَّةَ، فاشْتَرطُوا عليه ألَّا يُقيمَ بها إلَّا ثَلاثَ ليالٍ، وقال: ولا تدْعُوا أحَدًا منهُم...؛ وذكرَ الحديثَ. [خ¦3184]
          وعنه: أنه صلعم صَالَحُهم يومَ الحُديبيَة على أن يدخلَها من قابِلٍ ويقيمَ بها ثلاثةَ أيَّامٍ، وقال: بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ؛ السَّيفِ والقوسِ ونحوِه، فجاءَ أبو جنْدلٍ [يَحْجُلُ] (20) في قيودِهِ، فَردُّوهُ إليهِم. [خ¦2700]


[1] سقط من (أ) و(ت).
[2] في المطبوع: (أمْحَاهُ).
[3] في المطبوع: (أحْصِر)، ليس كذلك في المطبوع، في (أ) و(ق): (حضر).
[4] زيد في (ص): (☺).
[5] في (ق): (قضى).
[6] زيد في (ق): (صلعم).
[7] في (أ): (بايعناك).
[8] سقط من (أ) و(ت).
[9] زيد في (ت) و(ح): (فأراه مكانها).
[10] في غير (ص) و(ق): (يومُ).
[11] زيد في (ت) و(ح): (باب).
[12] سقط من (ص) و(ق).
[13] زيد في (ت) و(ح): (صلعم).
[14] في غير (ص) و(ق): (لكن).
[15] زيد في (ص): (☺).
[16] في غير (ص) و(ق): (فتبعتهم).
[17] في المطبوع (ابنة عمك حملتها).
[18] في (أ) و(ك):(خالتها).
[19] سقط من (ق).
[20] سقط من (ق).