-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فضل الجهاد
-
باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
-
باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
-
باب درجات المجاهدين في سبيل الله
-
باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
-
باب الحور العين وصفتهن
-
باب تمني الشهادة
-
باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
-
باب من ينكب في سبيل الله
-
باب من يجرح في سبيل الله
-
باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}
-
باب قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله}
-
باب: عمل صالح قبل القتال
-
باب من أتاه سهم غرب فقتله
-
باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-
باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
-
باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
-
باب الغسل بعد الحرب والغبار
-
باب فضل قول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله}
-
باب ظل الملائكة على الشهيد
-
باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا
-
باب: الجنة تحت بارقة السيوف
-
باب من طلب الولد للجهاد
-
باب الشجاعة في الحرب والجبن
-
باب ما يتعوذ من الجبن
-
باب من حدث بمشاهده في الحرب
-
باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية
-
باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل
-
باب من اختار الغزو على الصوم
-
باب: الشهادة سبع سوى القتل
-
باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}
-
باب الصبر عند القتال
-
باب التحريض على القتال
-
باب حفر الخندق
-
باب من حبسه العذر عن الغزو
-
باب فضل الصوم في سبيل الله
-
باب فضل النفقة في سبيل الله
-
باب فضل من جهز غازيًا أو خلفه بخير
-
باب التحنط عند القتال
-
باب فضل الطليعة
-
باب: هل يبعث الطليعة وحده؟
-
باب سفر الاثنين
-
باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
-
باب من احتبس فرسًا لقوله تعالى {ومن رباط الخيل}
-
باب اسم الفرس والحمار
-
باب ما يذكر من شؤم الفرس
-
باب: الخيل لثلاثة
-
باب من ضرب دابة غيره في الغزو
-
باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
-
باب سهام الفرس
-
باب من قاد دابة غيره في الحرب
-
باب الركاب والغرز للدابة
-
باب ركوب الفرس العري
-
باب السبق بين الخيل
-
باب ناقة النبي
-
باب بغلة النبي البيضاء
-
باب جهاد النساء
-
باب غزو المرأة في البحر
-
باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
-
باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
-
باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو
-
باب مداواة النساء الجرحى في الغزو
-
باب نزع السهم من البدن
-
باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
-
باب فضل الخدمة في الغزو
-
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
-
باب فضل رباط يوم في سبيل الله
-
باب من غزا بصبي للخدمة
-
باب ركوب البحر
-
باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب
-
باب: لا يقول فلان شهيد
-
باب التحريض على الرمي
-
باب اللهو بالحراب ونحوها
-
باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه
-
باب
-
باب الدرق
-
باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
-
باب حلية السيوف
-
باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة
-
باب لبس البيضة
-
باب من لم ير كسر السلاح عند الموت
-
باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر
-
باب ما قيل في الرماح
-
باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب
-
باب الجبة في السفر والحرب
-
باب الحرير في الحرب
-
باب ما يذكر في السكين
-
باب ما قيل في قتال الروم
-
باب قتال اليهود
-
باب قتال الترك
-
باب قتال الذين ينتعلون الشعر
-
باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
-
باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
-
باب: هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب؟
-
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
-
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه
-
باب دعاء النبي
-
باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس
-
باب الخروج بعد الظهر
-
باب الخروج آخر الشهر
-
باب الخروج في رمضان
-
باب التوديع
-
باب السمع والطاعة للإمام
-
باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به
-
باب البيعة في الحرب أن لا يفروا
-
باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
-
باب: كانَ النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال
-
باب استئذان الرجل الإمام لقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا}
-
باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه
-
باب مبادرة الإمام عند الفزع
-
باب الجعائل والحملان في السبيل
-
باب الأجير
-
باب ما قيل في لواء النبي
-
باب قول النبي: نصرت بالرعب مسيرة شهر
-
باب حمل الزاد في الغزو
-
باب حمل الزاد على الرقاب
-
باب إرداف المرأة خلف أخيها
-
باب الارتداف في الغزو والحج
-
باب الردف على الحمار
-
باب من أخذ بالركاب ونحوه
-
باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
-
باب التكبير عند الحرب
-
باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
-
باب التسبيح إذا هبط واديًا
-
باب التكبير إذا علا شرفًا
-
باب: يكتب للمسافر مثل ما كانَ يعمل في الإقامة
-
باب السير وحده
-
باب السرعة في السير
-
باب: إذا حمل على فرس فرآها تباع
-
باب الجهاد بإذن الأبوين
-
باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل
-
باب مَن اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجةً وكانَ له عذر هل يؤذن له؟
-
باب الجاسوس
-
باب الكسوة للأسارى
-
باب فضل من أسلم على يديه رجل
-
باب الأسارى في السلاسل
-
باب فضل من أسلم من أهل الكتابين
-
باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري
-
باب قتل الصبيان في الحرب
-
باب: لا يعذب بعذاب الله
-
باب: {فإما منًا بعد وإما فداءً}
-
باب: هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة؟
-
باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
-
باب
-
باب حرق الدور والنخيل
-
باب قتل النائم المشرك
-
باب: لا تمنوا لقاء العدو
-
باب: الحرب خدعة
-
باب الكذب في الحرب
-
باب الفتك بأهل الحرب
-
باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته
-
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق
-
باب من لا يثبت على الخيل
-
باب دواء الجرح بإحراق الحصير
-
باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه
-
باب: إذا فزعوا بالليل
-
باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس
-
باب من قال: خذها وأنا ابن فلان
-
باب: إذا نزل العدو على حكم رجل
-
باب قتل الأسير وقتل الصبر
-
باب: هل يستأسر الرجل؟ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل
-
باب فكاك الأسير
-
باب فداء المشركين
-
باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان
-
باب: يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
-
باب جوائز الوفد
-
باب التجمل للوفود
-
باب: كيف يعرض الإسلام على الصبي
-
باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم
-
باب كتابة الإمام الناس
-
باب: إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر
-
باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
-
باب العون بالمدد
-
باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثًا
-
باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره
-
باب: إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم
-
باب من تكلم بالفارسية والرطانة
-
باب الغلول
-
باب القليل من الغلول
-
باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
-
باب البشارة في الفتوح
-
باب ما يعطى البشير
-
باب: لا هجرة بعد الفتح
-
باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة
-
باب استقبال الغزاة
-
باب ما يقول إذا رجع من الغزو
-
باب الصلاة إذا قدم من سفر.
-
باب الطعام عند القدوم
-
باب فضل الجهاد
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░6▒ (بابُ: الحُورِ العِينِ، وَصِفَتِهِنَّ يحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ، شَدِيدَةُ سَوَادِ العَيْنِ، شَدِيدَةُ بَيَاضِ العَيْنِ: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان:54] أَنْكَحْنَاهُمْ).
2795- ثُمَّ ساق حديثَ أبي إسحاقَ عن حُمَيْدٍ عن أنسٍ عَنِ النَّبِيِّ _صلعم_ قَالَ: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ، لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، إِلَّا الشَّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى).
2796- (وَسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ _صلعم_: لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ غَدْوَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ، أَوْ مَوْضِعُ قيدٍ _يَعْنِي سَوْطَهُ_ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأرْضِ لأضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا).
الشَّرح: القطعة الأولى أخرجها مسلمٌ، ومِنْ عند قوله: (وَلَقَابُ...) إلى آخره مِنْ أفراد البُخاريِّ. ومعنى قوله: (يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ) يتحيَّر البصرُ فيها لِحُسْنها، يُقال: حَارَ يَحَارُ، وأصله حَيَرَ وليس اشتقاقه مِنِ اشتقاق الحُور كما ظنَّه البُخاريُّ لأنَّ الحُور مِنْ حَوَر، والحِيرة مِنْ حَير، / نبَّه عليه ابن التِّيْنِ، واللُّغة تساعده.
وقول البُخاريِّ: شَدِيدَةُ سَوَادِ العَيْنِ وَبَيَاضِهَا، زادَ غيره: إذا كانتْ بيضاءَ وأصل الحَوَر البياضُ، وَكذلك قيل لنساء الحاضرة: الحَوَارِيَّات لبياض ألوانهنَّ وثيابهنَّ، إلَّا أنَّ العرب لا تستعمله إلَّا للبيضاء الشَّديدةِ سوادِ الحدقة في شدِّة بياضها، قالَ ابنُ سِيْدَهْ في «محكَمه»: الحَوَر هُو أن يشتدَّ بياضُ بياضِ العين وسوادُ سوادِها وتستديرَ حدقتُها وترقَّ جفونُها ويبيضَّ ما حوالَيها، وقيل: الحَوَر: شدَّة سواد المُقلة في شدَّة بياضها في شدَّة بياض الجسد، ولا تكون أدماءُ حوراءَ، وقال أبو عمرَ: والحَوَر: أنْ تسودَّ العينُ كلُّها مثلَ الظِّباء والبقر، وليس في بني آدمَ حورٌ، وإنَّما قيل للنِّساء: حُور العيون لأنَّهنَّ يُشبَّهن بالظِّباء والبقر، وقال كراعٌ: الحَوَرُ: أنْ يكون البياض محْدِقًا بالسَّواد كلِّه، وإنَّما يكون هذا في البقر والظِّباء ثُمَّ يُستعار للنَّاس، وهذا إنَّما حكاه أبو عُبيدٍ في البَرَجِ غير أنَّه لم يقل: إنَّما يكون في الظِّباء والبقر، وقال الأصمعيُّ: لا أدري ما الحَوَرُ في العَين؟ وقد حَوِرَ حَوَرًا واحْوَرَّ، وهو أَحْوَرُ، وامرأةٌ حَوْرَاءُ وعينٌ حَوْرَاءُ، والجمع حُورٌ، فأمَّا قوله:
عَيْنَاءُ حَوْرَاءُ مِنَ العِينِ الحِيرْ
فعلى الإِتْباع لعِينٍ، والحَوراءُ: البيضاء لا يقصد بذلك حَوَرُ عَيْنِها، والأعرابُ تُسمِّي نساءَ الأمصار حَواريَّاتٍ لبياضهنَّ وتباعُدِهنَّ عن قَشَف الأعرابيَّة بنظافتهنَّ، وقد سلف.
ويُحتمل أنَّ البُخاريَّ أراد أنَّ الطَّرْفَ يَحار فيهنَّ ولا يهتدي سبيلًا لفَرْط حُسْنِهنَّ، لا أنَّه أراد الاشتقاق، فلأنْ كان كذلك فلا إيراد، و(الْعِيْنِ) قال الضَّحَّاك: هي الواسعة العَيْنِ واحدها عَيْنَاءُ، وذكر العلماء أنَّ الحُورَ على أصنافٍ مصنَّفةٍ صغارٍ وكبارٍ، وعلى ما اشتهت نفسُ أهل الجنَّة، وذكر ابن وهبٍ عن محمَّد بن كعبٍ القُرَظيِّ أنَّه قال: والَّذي لا إله إلَّا هو لو أنَّ امرأةً مِنَ الحُور أَطْلَعتْ سوارًا لها لأطفأ نورُ سوارها نورَ الشَّمس والقمر، فكيف المُسَوَّرة؟! وإنْ خلق الله شيئًا تلبسه إلَّا عليه مثلُ مَا عليها مِنْ ثيابٍ وحُلِيٍّ، وقال أبو هريرة: إنَّ في الجنة حوراءَ يُقال لها العيناءُ إذا مشت مشى حولها سبعون ألفَ وصيفةٍ عن يمينها، وعن يسارها كذلك، وهي تقول: أين الآمرون بالمعروف والنَّاهون عن المنكر؟ وقال ابن عبَّاسٍ: في الجنَّة حوراءُ يُقال لها العَيِّنة لو بزَقت في البحر لعَذُب ماؤه.
وقال _◙_: ((رأيتُ ليلةَ الإسراءِ حوراءَ جَبِيْنُها كالهلالِ، في رَأْسِها مئةُ ضَفِيْرةٍ، مَا بينَ الضَّفِيْرةِ والضَّفِيْرةِ سبعونَ ألفَ ذؤابةٍ، والذَّوائبُ أَضْوَأُ مِنَ البدرِ، وخَلخَالها مُكَلَّلٌ بالدُّرِّ، وصنوفِ الجواهر، عَلى جبينها سطران: مكلَّلٌ بالدُّرِّ والجوهر، في الأوَّل: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وفي الثَّاني: مَنْ أراد مثلي فليعمل بطاعة ربِّي _╡_ فقال لي جبريلُ: هَذِهِ وأمثَالُها لأمَّتك)).
وقال ابن مَسعودٍ: إنَّ الحوراءَ لَيُرى مخُّ ساقها مِنْ وراء اللَّحم والعَظم ومِنْ تحتِه سبعون حُلَّةً كما يُرى الشَّراب في الزُّجاج الأبيض، ورُوي أنَّه _◙_ سُئِل عن الحُور مِنْ أيِّ شيءٍ خُلِقْنَ؟ فقال: ((مِنْ ثلاثة أشياءَ أسفلُهنَّ مِنَ المسك، وأوسطُهنَّ مِنَ العنبر، وأعلاهنَّ مِنَ الكافور، وحواجبُهنَّ سوادُ خطٍّ في نورٍ)) وفي لفظٍ: ((سألت جبريلَ عن كيفية خلقهنَّ، فقال: يخلقُهنَّ ربُّ العالمين مِنْ قُضبان العنبر والزَّعفران، مضروباتٌ عليهنَّ الخيامُ، أوَّل ما يُخلق منهنَّ نهدٌ مِنْ مسكٍ أذفرَ أبيض عليه يلتئم البدنُ)). وقال ابن عبَّاسٍ: ((خُلقت الحوراء مِنْ أصابع رجليها إلى ركبتيها مِنَ الزَّعفران، ومِنْ ركبتيها إلى ثديها مِنَ المسك الأذفر، ومِنْ ثديها إلى عنقها مِنَ العنبر الأشهب، ومِنْ عنقها وثَمَّ مِنَ الكافور الأبيض، تلبس سبعون ألف حُلَّةٍ مثل شقائق النُّعمان، إذا أقبلت يتلألأ وجهُها ساطعًا كما تتلألأ الشَّمس لأهل الدُّنيا، وإذا أقبلت تُرى كبدُها مِنْ رقَّة ثيابها وجلدها، في رأسها سبعون ألف ذؤابةٍ مِنَ المسك، لكلِّ ذؤابةٍ منها وصيفةٌ ترفع ذيلها)).
ومَا ذكره في معنى ({زَوَّجْنَاهُمْ}... أَنْكَحْنَاهُمْ) سيأتي الكلام عليه في بابه [خ¦4820].
وقِيْد الرُّمْح: قدرُه وقَيْسُه، والنَّصِيْفُ: الخمار قاله صاحب «العين»، قال النابغة:
سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ وَتَنَاوَلَتْهُ وَاتَّقَتْنَا بِاليَدِ
وقيل: الْمِعْجَر ذكره الهرويُّ.
فائدةٌ أسلفنا بعضها: قال الأزهريُّ في «تهذيبه» عن النَّضْر: الشَّهيد: الحيُّ، وقال ابن الأنباريِّ: سُمِّي لأنَّ الله وملائكته شهودٌ له بالجنَّة، وقيل: لأنَّه يشهد يوم القيامة مع نبيِّنا على الأمم الخالية، وقال الكسائيُّ: أشهد الرَّجل: إذا استُشهد في سبيل الله فهو مُشهَد بفتح الهاء، وقيل: لأنَّ أزواجهم أُحضرت دار السَّلام وأزواج غيرهم لا تشهدها إلى يوم القيامة، وقال في «الجامع»: العرب تكسر الشِّين، وذلك إذا كان يأتي فعيل حرف حلقٍ، ومنهم مَنْ كسر وإن لم يكن حرف حلقٍ، وقال في «المغيث»: سُمِّي شهيدًا لسقوطه بالأرض وهي الشَّاهدة، وقيل: لأنَّه يبيِّن ما به وأخلاقه ببذله روحه في الطَّاعة مِنْ قوله: {شَهِدَ اللهُ} أي: بَيَّن وأخبر وأعلم، وقيل: لأنَّه يشهد عند ربِّه، أي: يحضُر، أو لأنَّه يشهد الملكوت، / فعيلٌ بمعنى مفعولٍ.
فائدةٌ أخرى: قال المهلَّب: إنَّما ذكر حديث أنسٍ في الباب لأنَّ المعنى الَّذي يتمنَّى الشَّهيد مِنْ أجله أن يرجع إلى الدُّنيا فيُقتل هو لما يرى ما يُعطي الله الشهداءَ مِنَ النَّعيم ويرزقه مِنَ الحور العين، وكلُّ واحدةٍ منهنَّ لو اطَّلَعَت إلى الدُّنيا لأضاءت الدُّنيا كلُّها ليستزيد مِنْ كرامة الله وتنعيمه وفضله، وفي ذلك حضٌّ على طلب الشَّهادة وترغيبٌ فيها.